مدير صندوق تحيا مصر: 8 ملايين مصري يستفيدون من الخدمات سنويًا.. و900 مليون جنيه تبرعات توفير لقاح كورونا.. ومستعدون لإعادة الإعمار خارج الحدود (حوار)
8 ملايين مصري استفادوا من خدمات صندوق تحيا مصر في عدة مجالات
900 مليون جنيه مُساهمات بجانب التبرعات "أون لاين" لتوفير لقاح كورونا
إنشاء حساب خاص بإعادة إعمار غزة لاقى إقبالا واسعا من المُصنِعين بمصر
تحيا مصر جهاز مٌعاون للدولة في قرارات الإعمار خارج حدودنا
تحدث تامر عبد الفتاح، المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر، عن فكرة الصندوق ودورها في تأسيس كيان يجمع المصريين المحبين للعمل الخيري، للوصول إلى المتضررين في المناطق الأكثر احتياجًا من خلال برامج التنمية العمرانية، وحجم المستفيدين من الصندوق، إضافة إلى دوره البارز في المشروعات متناهية الصغر والمواد الغذائية على مدار العام، بجانب المشروعات الصحية.
"القاهرة 24" حاور المدير التنفيذ لصندوق تحيا مصر، في عدد من الملفات، والتي كان لها تأثيرا خاصا على الحياة المُجتمعية، ما بين تكليف مجلس الوزراء في جمع المساهمات لتوفير لقاح كورونا، والاهتمام بأطفال الشوارع مع توفير كافة احتياجاتهم، وما يتعلق بالغارمين والغارمات، والهدف من موافقة البرلمان على الإعفاء من الضرائب، مرورا بالدور البارز في إعمار قطاع غزة، والذي كان له شأن كبير في عودة الحياة مجددًا إلى الشارع الفلسطيني.
وإلى نص الحوار:
حدثنا عن فكرة صندوق تحيا مصر؟
أولًا تشرفت بحضرتك وسعدت بلقائك، وفكرة الصندوق جاءت من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتأسيس كيان يجمع المصريين المُحبين للعمل الخيري على أساس عدة قواعد عمل، وصولًا إلى ستة محاور تصل بالخير من المصريين للمصريين في المناطق الأكثر احتياجًا بداية من: الرعاية الصحية ثم توفير سكن مناسب من خلال برامج التنمية العمرانية والتنمية الاجتماعية بشتى سبلها سواء بتوفير الملابس والحماية الاجتماعية للمرأة المُعيلة والأسرة بالكامل، مرورا بمسألة الغارمين والغارمات وصولًا إلى التمكين الاقتصادي وهذه نقطة محورية في عمل الصندوق من أجل توفير برامج الحماية الاجتماعية للشخص الأولى بالرعاية، وأداة مرونة لتوفير التمويل، من خلال أدوات إنتاج أو غيرها يكسب بها قوت يومه، ومن ثم يتحول لشخص مُنتج، وليس متلقيًا للدعم فقط.
وهناك برامج خاصة بدعم التعليم والتدريب، لأنه من بين أفكار المؤسسات الخاصة، توجد فكرة "تطوير التعليم"، ولهذا أنا خلقت له محورًا للمُساهمة في تطوير التعليم، وهناك محورًا فرض نفسه على الصندوق، وهو "مواجهة الكوارث والأزمات"، وهذا كان واضحًا في أزمة سيول 2016، واتضح أضعافًا مُضاعفة في أزمة سيول 2020، وجائحة فيروس كورونا.
وخلال الفترة الماضية تم العمل على تكثيف العمل الميداني، ليس فقط بالمشاركة في المشروعات القومية، وهذا جعلنا أقرب للفئات الأكثير احتياجًا والأولى بالرعاية في المناطق الأكثر احتياجًا، ووصلنا إلى أقصى الحدود الجنوبية للدولة وتحديدا في "وادي العلاقي" بجنوب أسوان.
ومن الممكن أن يكون عدد كبير من المصريين لا يعرفون عن وجود مثل هذا الوادي بمصر، الذي يقوم به عدد كبير من الأسر ومُحتفظين بطبيعة سكنهم ومعيشتهم، حيث وصلنا لهم على بعد 180 كجم من أسوان.
وبشكل عام داخل صندوق تحيا مصر، كان شعارنا "حياة كريمة للإنسان المصري" بكل ما تحمل الكلمة من معنى في "الصحة، التدريب، التمكين الاقتصادي، وتوفير سكن كريم" يليق بالمصري بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بداية من الشخص المتواجد في المنطقة المُهددة للحياة، وليست عشوائية، وربما بعضنا لا يقبل بالعيش فيها، لكن حياة هؤلاء المواطنين، كانت مُهمة تجاه الدولة لتوفير حياة كريمة.
كم مواطنًا استفاد من صندوق تحيا مصر؟
8 ملايين مصري استفادوا من خدمات صندوق تحيا مصر في عدة مجالات، ونستطيع القول نحو 8 ملايين مواطن بشكل سنوي، وهؤلاء من استطعنا الوصول إليهم منذ بداية تكثيف العمل في 2018، ومنهم من استفاد من مشروع "مُتناهي الصغر"، و"الإمداد الخاص بالمواد الغذائية" على مدار العام، إضافة إلى المشروعات الصحية مثل "المشروع الخاص بعلاج فيروس سي"، "مكافحة مسببات ضعف وفقد البصر"، وتوفير حضانات للأطفال وأجهزة الغسيل الكلوي، لرفع العبء عن كاهل مريض الفشل الكلوي.
ملف الصحة كان على قائمة أولوياتكم، ماذا قدمتم فيه؟
أولًا بشكر حضرتك على هذا السؤال واهتمامك بهذا الملف، وثانيا سعدت بلقائك، "فنحن تعاملنا فيه بذكاء أو الدولة تعاملت فيه بذكاء، ودعنا نقول إن الشخص الغير قادر على العمل بسبب ظروفه الصحية، يكون مُشكلة عليه وعلى أسرته الذين يعانون، وكذلك مُشكلة بالنسبة للدولة، لأنه مادام الشخص ليس مُنتجًا تكون لديه مُشكلات، وهنا جاء الاهتمام بالملف الصحي، وكذلك جزء منصوص عليه في الدستور بجميع الدولة بتوفير الرعاية الصحية، والأشخاص الأولى بالرعاية.
ووجود صندوق مثل "تحيا مصر" نعتبره مُعاون لأجهزة الدولة وُمعاون للمُجتمع المدني، نجتمع فيه تحت مِظلة واحدة، وهذا سيُسهل الكثير من الأمور، خاصة مع القطاع الخاص والهيئات والأفراد المُهتمة بالمسئولية المُجتمعية بأن نساهم بفعالية، بداية من مشروع "مواجهة فيروس سي" و"توفير العلاج لأكثر من 200 ألف مريض مُكتشف لديهم المرض وغير قادر على تحمل العلاج" وصولًا إلى توفير المواد الخام اللازمة للعلاج، وتخفيض التكلفة إلى النصف، وهذا كان من إنجازات "صندوق تحيا مصر".
وبعد ذلك، بدأت تتولد لدينا فكرة القوافل الميدانية وصولًا إلى المُشاركة في (100 مليون صحة)، وهناك أيضًا مُبادرة مُهمة جدًا تُساير الاتجاه العالمي لمُكافحة مُسببات ضعف وفقدان الأبصار.
وهنا نتكلم بالأرقام كما يُفضل "القاهرة 24" دائمًا، حيث ذكرت منظمة الصحة العالمية، أن كل دقيقة يُصاب شخص بالغ بإحدى مُسببات ضعف وفقدان الأبصار، لا يعني بالضروري العمى، لكنه خُطوة تؤدي إلى فقدان الأبصار، وهناك مُبادرة عالمية لمكافحة مُسببات ضعف وفقدان الأبصار، وعليه وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتخصيص مليار جنيه من صندوق "تحيا مصر" من أموال المصريين الذين يشاركون به والهيئات والإدارات المشاركة أيضًا من أجل توفير مليار جنيه في قرار سريع.
واستطعنا تنفيذ قوافل ميدانية في 19 محافظة، بمنتهى الشفافية، فـ"العدسة" التي يُجري تركيبها لمريض المياه البيضاء تكون إما صيني أو هندي، وقليل أن تكون أمريكي، نظرًا لتكلفتها المُرتفعة في عمليات المياه البيضاء، وأن قُدرة صندوق "تحيا مصر" بالتعاقد على 200 ألف عدسة، مكنّه من الحصول على سعر تنافسي، يُوفر العدسة الأمريكي، وكذلك يتشارك مع المستشفيات التابعة لجهاز الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، بأن يجري أطبائه أصحاب الكفاءة العالية، العملية للشخص الأولى بالرعاية.
وهناك أشخاص على مدار سنوات طويلة، وصلوا إلى 40 و50 عاما، وهم يعانون من المياه البيضاء، ويجهلون الرؤية الصحيحة، لكن يتم إجراء عملية لهم مُدتها 45 دقيقة، تُغير له مجريات الأمور تماما، وهذا كان نتاج رغبة مواطن مصري بتخصيص جزء من "دخله الشهري" للمشاركة في صندوق تحيا مصر، والعمل المجتمعي الذي يقوم به، وهذا هو الكنز بالنسبة لنا أيضًا.
أما فكرة الأطفال المُبتسرين، فهناك عدد من المواطنين ربما يعانون في منطقة أكثر احتياجًا من عدم وجود حضانة تنقذ طفله، لكن بالشراكة مع إحدى البنوك، استطعنا توفير 500 حضانة في مناطق اختيرت على أساس دراسات، وهنا لا أعني مُستشفيات قطاع الصحة وحدها، ربما يُوجد معنا مُستوصف أو مستشفى خيري، قد يكون أسسه بعض الأشخاص في عمل تطوعي، ولم يستطيعوا تجهيزها.
وأيضًا توجد مُشكلة في قضية ماكينات الغسيل الكلوي سواء في مصر أو خارجها، فالدولة رأت أهمية العمل على فكرة الإحلال والتجديد، بجانب منظمات المجتمع المدني التي شاركت بدورها في محور الصحة، واستطعنا العمل على 1500 ماكينة في وقت واحد، وأن وجود الدعم المالي داخل الصندوق، جعلنا نحصل على أسعار تنافسية، بالإضافة إلى عُقود صيانة الأجهزة، وهذه نقطة مِفصلية، نظرا لأن استخدام الأجهزة بشكل مُستمر يحتاج إلى صيانة من أجل الحفاظ على البنية التحتية للأشخاص الذين ائتمنوا الصندوق على أموالهم، خاصة أن سعر ماكينة الغسيل الكلوي تبلغ 140 ألف جنيه.
كما نتحدث أيضًا عن فكرة المُشاركة في القوافل الميدانية التي نطلق عليها (القافلة الشاملة) في العديد المناطق مثل: حلايب وشلاتين، رفح، والعريش، وجميعها مناطق في حاجة دورية إلى القوافل الشاملة، واستطعنا من خلالها عمل عيادة مُتنقلة، وصلنا بها إلى "رفح، الشيخ زويد، والعريش"، خاصة أنها قافلة طبية شاملة في 9 تخصصات.
ووصلنا إلى حلايب وشلاتين وأسوان، وهذه كانت مرحلة تجريبية، لأنه عند العمل على أساس قائم على التبرعات، لابد أن تكون حريصًا في الحصول على الاستفادة القُصوى، وبناءً عليه فإن أي مرحلة بالنسبة لنا "تجريبية" في أي مجال نعمل فيه، حيث نقيس قدرتنا على تنفيذ الخطة الموضوعة ومدى مُطابقة الأمور الواقعية للخطة الموضوعة، ونحاول توفير حلولًا مرنة، مُقارنة بالموارد المالية المُتوفرة في الصندوق، وصولًا إلى إفادة أكبر عدد من المواطنين الأولى بالرعاية .
ما آخر تطورات تكليف مجلس الوزراء لكم بجمع المُساهمات لتوفير لقاح كورونا؟ وكيف يتم التعاقد؟
الحكومة وضعت 2 مليار جنيه لدعوة جميع من يريد المشاركة في توفير لقاح فيروس كورونا، خاصة لغير القادرين، وبعد ذلك تم التوجيه ليكون صندوق "تحيا مصر" هو الوعاء التي يرصد فيه كل ما يتعلق بلقاح كورونا، وحصلنا على ما يقرب من 900 مليون جنيه مُساهمات من المؤسسات ومؤسسات القطاع الخاص، بجانب التبرعات "أون لاين" من خلال صفحة الصندوق.
ونجد في ذلك الأمر، قيام مواطن "سوهاجي" أو "أسيوطي" بالتواصل معنا سواء من المُقيمين في الولايات المتحدة أو الإمارات، بعد الإعلان عن أحد المشروعات عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وكذلك التواصل من خلال وزارة الهجرة.
وبموجب ذلك، عملنا على التنوع في البرامج التي نقوم من خلالها، بحيث تكون عند الطلب من المُتبرع، مثلًا: "لو حضرتك من قرية، ومحتاج تتبرع لتوفير اللقاح لأهل القرية، فهذا مُتاح بالنسبة للصندوق بالتنسيق مع اللجنة المُشكّلة لتوفير اللقاح مثل: لقاح جونسون آند جونسون، والفكرة الأهم هي تصنيع اللقاح في مصر، وعلى رأسها لقاح سينوفاك لمُوافقة دولة المنشأ، وتوفير المواد الخاصة وهي ذاتها التجربة الخاصة بعلاج فيروس "سي".
ويتم التعاقد من خلال هيئة الشراء المُوحد، ونحن أعضاء في هذه الهيئة، ونوفر من الدعم المالي الذي نستقبله سواء من الحكومة أو من خلال الأفراد نظرًا لوجود وعاء مالي عند التعاقد من أجل التعاقد سريعا، وتوفير اللقاح بسعر مناسب للوصول مبدئيًا إلى 40% من المُواطنين.
علمنا أن لديكم مشروعًا بشأن أطفال الشارع.. ما تفاصيله؟
التوصيف هنا هام جدًا بين طفل بلا مأوي، وهي ظاهرة عالمية، وما بين طفل يعمل في الشارع، وطفل يقيم مع أسرته في مكان ما في الشارع.
وفكرة البرنامج القومي لأطفال بلا مأوي، تم تنفيذها بين صندوق تحيا مصر ووزارة التضامن الاجتماعي من خلال رصد 114 مليون جنيه، والهدف المبدئي كان وضع آلية للوصول إلى الأطفال، وعليه أنشئت 17 وحدة مُتنقلة تعمل في 14 محافظة بالرصد، وهي المحافظات الأكثر تواجدًا في الظاهرة، وعمليًا أن يتواجد لديك أطفال يعملون في الشارع.
لكن طفل بلا مأوى، هو طفل غادر منزله لعدة أسباب، ربما يكون لديه مُشكلة مع زوج الأم أو زوجة الأب أو أي مُشكلة، وبالتقاطه من الشارع يتم دراسة حالته، من خلال إعادته إلى أسرته إذا تم التأكد أن أسرته صالحة لكفالة طفل أو تقوم بتسكينه في إحدى دور الرعاية الـ6، والذين تم تطويرهم في
"القاهرة، الجيزة، المنيا، الشرقية، والإسكندرية"، لكي تستوعب الأطفال، وفكرة مُواجهة عمل الأطفال في الشارع لم تعد اجتماعية فقط، ولكن أصبحت بيزنس للوالد أو الوالدة، حيث يتم إجبار الطفل على العمل، وهي الخطوة الثانية في برنامج حماية الأطفال بشكل عام، وهذا الذي يحدث الآن بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي باعتبارها الجهة التي ستُنفذ الخطة، ونحن نحاول توفير الحلول المرنة التي تستطيع أن نصل من خلالها للأطفال، بالإضافة إلى الدعم المالي.
متى نرى مصر بلا غارمين وغارمات؟
لكى ترى مصر بلا غارم أو غارمة، لابد أولًا من تعريف من هو الغارم والغارمة، وهذه هي المشكلة في أي مُعضلة بالمجتمع، وتوصيفها إذا كانت كبيرة أو صغيرة، وهذا بناءً على التوصيف الخاص به
فالغارم والغارمة، هو شخص اضطرتها الظروف للاستدانة من شخص استغل ظروفه، فثقلت ديونه، واضطر لعدم السداد، وهذه حالة تتم لأول مرة، عبر الاستفادة من المُبادرة الرئاسية (سجون بلا غارمين)، فمن الضروري أن يكون الشخص لأول مرة ليس مُعتادًا على فكرة الاستدانة، وأنه يُسجن ويؤدي العقوبة مقابل ألا يقوم بتسديد الديون، وكلفنا برصد 30 مليون جنيه من الدعم المالي لسداد المديونيات، وهذا تم في الحقيقة من خلال "النيابة العامة وقطاع السجون"، وفي هذا الأمر قد يكون المُتهم من محافظات الدلتا، ومشكو في حقه بإحدى محافظات الصعيد، وهذ يكون انتقامًا من المُدين
وليس الرقم المكتوب دائمًا هو الرقم الحقيقي، لأنه في النهاية ربما تكون سيدة تجهل القراءة والكتابة، وبمجرد البصمة نتوصل إلى وجود أشخاص في السجون محكوم عليهم لمدة 12 و 14 عاما في مبلغ 20 ألف جنيه، لأن الشخص قام بالتوقيع على أكثر من إيصال أمانة، وكل إيصال بقضية
لذلك بدأنا نتدخل في هذا الأمر، وليس فقط فيما يتعلق بتوفير الدعم المالي، فاللجنة الوطنية لرعاية الغارمين والغارمات، تقوم حاليًا بأهم شيء، بتوصيف الغارم والغارمة، والعقوبة البديلة، والتمكين الاقتصادي، وقطعنا شوطًا كبيرًا في هذا الملف، بالإضافة إلى فكرة البرامج الاجتماعية، والبعض يمكن أن يقلل من أهميتها، لكن هي مُهمة في إعادة صياغة المبادئ التي تحكم هذا المجتمع
فمثلًا: برنامج "مودة" يجمع بين الرجل والمرأة قبل الزواج، حيث تُعرف الفتاة خصوصًا في القرى عن الزواج، وما هو الزواج وحجم الاحتياجات التي يُلبيها الشخص المُقبل على الزواج، وكل هذا يُعالج مشاكل اجتماعية في المُجتمع، وهذه هي الرؤية في ملف الغارمين أولًا، (التوصيف)، خاصة أنه في حالة تطبيق العقوبة البديلة، نحتاج للتأكد من استحقاقه للعقوبة البديلة، ومنعًا لاستسهال البعض، وبالتالي أنت لم تعالج المُشكلة، ولكن تسببت في تفاقم الأزمة.
كم غارمًا وغارمة؟ وعدد الذين تم سداد ديونهم؟
رقم الغارمين لدى مصلحة السجون، وربما يكون الرقم المُرسل من مصلحة السجون لشخص كان يقوم بالتجارة بالمبلغ وسُجن، وقد تقتنع بأنه غارم، وأنا لا أقتنع، وبالتالي لا أستطيع أن أخبرك برقم يكون مُقنعًا بالنسبة لي، ولكن أستطيع القول أننا عملنا على 6000 غارم وغارمة تم سداد ديونهم بما يقرب من 38 مليون جنيه على مدار الفترة من 2015 ومن 2018 إلى 2019.
أروِ لنا أبرز قصص المُتبرعين لصندوق تحيا مصر؟
الحاجة زينب رحمة الله عليها، التي تبرعت بقرطها، وهذه حكاية تعرفها مصر، وسيدة التي تبرعت بنصف معاشها بشكل شهري، وفي حكايات لم تظهر للنور، مثل: سيدة فضّلت أن تتبرع بثروة عمرها ولديها 44 حفيدًا، فسألتها هل هناك من عارض فكرة التبرع؟ فقالت لي: "محدش يقدر يمنعني، وأنا مُقتنعة بفكرة النوايا تسند الزير"، وهي كانت تعتقد أن صندوق "تحيا مصر"، هو صندوق فعلي، وأصرت أن آتي إليها بصندوق لتضع بيدها الأموال ورغبتها في ذلك، وعندما تقصيت عنها، وجدت أنه في بلدها إذا توفي أحد تسال عن أطفاله لتعولهم، وتُساهم في مُساعدتهم أيضًا
ففي محافظة سوهاج، وأثناء تجهيز 100 عروسة، وجدت 3 أطفال بنات من مركز طهطا والدهم قام بتفصيل "الفاست الخاص بالصندوق"، وهم أسرة بسيطة، وشاركوا مع الصندوق في تجهيز 100 عروسة وفرش منازلهم، وجاءوا بالحصالة الخاصة بهم، وكانت تحوي 700 جنيها من أجل التبرع بها للمُشاركة في تجهيز آخرين
الفكرة إنك لوحدك تقدر تعمل خير، لكن لو في عائلة أو كيان كبير أو جمعية، هذا ما يحدث بالضبط، لكن على أساس رؤية مُستقبلية، مثلًا: هناك طفل يقوم بتجميع العُملات التذكارية التي تصدر في المُناسبات، وقام بالتبرع بهم للصندوق، وكانوا تقريبا 500 جنيهًا، وهناك شيء أود أن أذكره، وهو ليس بالضرورة أن يكون التبرع نقدي، فهناك دُول كان يتوفر لديها القدرة المادية على شراء أجهزة التنفس الصناعي في وقت حرج من أجل إنقاذ إنسان، لكن لم تستطيع الشراء
وسمعنا عن دول كانت تقوم بحجز شُحنات لديها في المطارات، وهناك رجال أعمال مصريين كانوا يقومون باستغلال علاقاتهم مع الشركات والتوكيلات الأجنبية والتوكيلات الصينية، ويقوموا بمساعدة الصندوق من أجل الوصول في الوقت المناسب، وهذه الحالة التي تتواجد داخل صندوق تحيا مصر.
كيف استطاع الصندوق جمع تلك التبرعات لإعمار غزة في وقت قصير؟
هذه القيمة المُضافة في صندوق تحيا مصر، هو كيان يجتمع فيه كل من يهتم بالعمل المُجتمعي، وبمجرد الإعلان عن المُبادرة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة ورعاية الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، تم طرح الفكرة بعد إنشاء الحساب الخاص بإعادة الإعمار والتواصل مع المُصنعين في مصر، ومنهم في الحقيقة من أبدى استعداده الفوري للمُشاركة في أكبر قافلة يُجري إعدادها خلال 72 ساعة، ونتحدث هنا عن 130 حاوية تزن كل حواية 25 طن تم تجهيزها بـ"الأغذية، مواد البناء، الملابس، وغيرها"
ولتلخيص آلية العمل، بمجرد أن يكون هناك اتجاه إلى تنفيذ مشروع ما، يتم الدعوة أولًا لفتح حساب ثم التواصل سواء بالسوشيال ميديا أو بالاجتماعات، لتوضيح أهداف الصندوق، وكل المُنظمات التي تعمل في مصر لديها ميزانيات مرصودة أولًا للعمل المجتمعي والمسئولية المجتمعية، والذي يتوجب عليك كمنظمة مُجتمعية بخلق آليات مرنة، تتناسب مع اتجاه الشركات للعمل في أي اتجاه.
هل موافقة البرلمان بإعفائكم من الضرائب يُكسبكم صفة الصندوق السيادي؟
قرار إنشاء صندوق تحيا مصر هو كيان ذو طبيعة خاصة برعاية السيد رئيس الجمهورية، وذلك لإضفاء روح الثقة على الأموال الموضوعة في هذا الصندوق، وفكرة أن الجنيه يصل دون اقتطاع في التبرع النقدي ليس له علاقة بالضريبة التي كان يُجري مُناقشتها في مجلس النواب، والمشكلة الحقيقية التي أدت إلى التعديلات، أن لديك من الفُرص لدعم مشروعاتك والأسر الأولى بالرعاية بالعديد من التبرعات الواردة إليك، ولكن كانت تُحتسب عليها ضرائب أو جمارك مثلًا في ملف (أجهزة التنفس الصناعي) فعند التعاقد على 240 جهاز دون الجمارك والضرائب، قمت باستغلال الأموال الموجودة في الصندوق والتي هي من أموال المصريين.
فمنذ البداية وأنا أحسنت استخدام المورد المالي المُقدم للصندوق، وعليه سيتم توفير 1500 جهاز غسيل كلوي، ربما يكون سعره للشخص القادر على التفاوض 140 أو 150 ألف جنيه، وعليه نجحنا في توفير الجهاز بأقل سعر، وعقد صيانة مُحترم، وكنا نعمل في ظل جمارك وضريبة، لكن في الوقت الحالي أيهما أفضل أن نُحمل المُتبرع بالجنيه "ضريبة" كي تعود له مرة أخرى؟، لكن في الصندوق تذهب للاتجاه المُخصص لها من المُتبرع، وليس هناك علاقة بين التبرع النقدي الموجود داخل الصندوق، والهدف الأساسي من التعديلات هو إعفاء الصندوق من الجمارك على الأجهزة التي يجري استيرادها أو الضرائب التي كانت تُحتسب وترفع من قيمة الجهاز، ولو استطعت توفير 1500 برقم ما ولو اُحتسبت عليه الجمارك والضرائب كان سيقل عن 1500 جهاز.
هل أنتم مستعدون للمساهمة في عادة إعمار ليبي؟
بالنسبة لصندوق تحيا مصر كانت هي المرة الأولى التي تعبر فيها نشاطات الصندوق حدود مصر مثل أي منظمة مجتمع مدني، ولكن يُزاد عليك أنك مُعاون لأجهزة الدولة، وجميع أجهزة الدولة عملت مع المُجتمع المدني لدعم قطاع غزة، وهي قضية محورية للدولة المصرية، وسواء أي مكان في العالم فنحن جهاز مُعاون لأجهزة الدولة.