8 رؤساء حكموا إيران بدءًا من أبو الحسن بني صدر حتى إبراهيم رئيسي (صور)
اعتلى كرسي الرئاسة الإيرانية 8 رؤساء، منذ ثورة الخمينى عام 1979 حتى عام 2021، فبعد نجاح إبراهيم رئيسي في الانتخابات الإيرانية التي جرت أمس الجمعة، يصبح الرئيس الثامن للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الرئيس الأول: أبو الحسن بني صدر
أطيح بأبو الحسن بني صدر كأول رئيس جمهورية لإيران في يونيو 1981 في خضم الحرب العراقية الإيرانية، بعد أن صوت البرلمان على عدم أهليته في حين كان قد حصل على 11 مليون صوت في الانتخابات الرئاسية بدعم من "جمعية رجال الدين المناضلين"، لكنه فقد دعم الخميني بعد صراعه مع رجال الدين المناضلين و"حزب الجمهورية الإسلامية". كما خرجت مظاهرات للمتشددين تطالب بإعدامه، لكن بني صدر تمكّن من الفرار من إيران بعد أيام قليلة من عزله.
الرئيس الثاني: محمد علي رجائي
بعد هروب بني صدر، تم اختيار محمد علي رجائي من أعضاء "حزب الجمهورية الإسلامية" رئيسًا للجمهورية، إلا أنه لم يبق في الحكم إلا 4 أسابيع، وبهذا لديه أقصر فترة رئاسة في تاريخ النظام الإيراني، حيث لقي رجائي ورئيس وزرائه محمد جواد باهنر مصرعهما في انفجار قنبلة في مكتب رئيس الوزراء في سبتمبر 1981.
وبعد مقتل رجائي وباهنر، تم تشكيل مجلس رئاسي مؤقت، وبناءً على اقتراح المجلس وموافقة البرلمان، أصبح محمد رضا مهدوي كنني رئيسًا للوزراء، وبعد أقل من شهرين، أجريت انتخابات رئاسية وخرج اسم علي خامنئي من صناديق الاقتراع.
وكان رجائي يرفع شعار الدفاع عن المحرومين والمستضعفين. وقبل الثورة، عرف بقربه من "حركة الحرية" و"مجاهدي خلق"، وبعدها انضمام إلى مؤيدي المرشد المؤسس روح الله الخميني.
الرئيس الثالث: علي خامنئي
علي خامنئي هو الرئيس الثالث لإيران وهو الوحيد من بين أسلافه الذي حكم لدورتين. وفي عام 1989، أي بعد وفاة آية الله الخميني، أصبح خامنئي ثاني مرشد للنظام بدعم من رفاقه خاصة هاشمي رفسنجاني.
وفي المنصب الجديد، تربع خامنئي على كرسي ولاية الفقيه المطلقة وحصل على ألقاب "حضرة الولي المعظم" و"ولي أمر مسلمي العالم" و"حضرة القائد المعظم"، في حين كان يوصف بـ"رجل الجبهة والمحراب" في الانتخابات الرئاسية لعام 1985.
تولى خامنئي المنصب الرئاسي، لكن لم تكن ممارسة مهامه كرئيس سهلة، حيث واجه مشاكل جدية مع رئيس وزرائه مير حسين موسوي. ولم يسمح آية الله الخميني لخامنئي أن يقيل مير حسين موسوي من رئاسة الوزراء، ونتيجةً لذلك اضطر خامنئي لتحمل مير حسين موسوي حتى نهاية فترتي ولايته الرئاسيتين.
لكن أمرًا ما حدث أدى إلى قلب الصفحة لصالح خامنئي في عام 1989، حيث توفي آية الله الخميني وأصبح خامنئي المرشد الأعلى في "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" بتصويت من مجلس الخبراء.
الرئيس الرابع: محمد خاتمي
بعد أن أصبح علي خامنئي مرشدًا للنظام بمساعدة علي أكبر هاشمي رفسنجاني، ترشح الأخير لمنصب رئاسة الجمهورية وفاز في دورتين متتاليتين.
وخامنئي حينها لم يكن بقوة اليوم، وكان لا يزال يعيش تحت كنف هاشمي رفسنجاني، الأمر الذي جعل الرئيس الإيراني الرابع الأقوى بين كافة رؤساء إيران السبعة.
وحصل رفسنجاني على ألقاب إيجابية وسلبية معًا، بحسب مؤيديه ومعارضيه، من قبيل "مهندس الثورة" و"رفيق الخميني" و"قائد إعادة البناء" و"صانع الملوك" و"الرجل وراء الستار"، بالإضافة للقت "الفتنة الصامتة" بعد أن أعلن بشكل غير مباشر دعمه لاحتجاجات عام 2009.
بعد ذلك، لم يؤيد مجلس صيانة الدستور ترشح رفسجاني لمنصب رئاسة الجمهورية في عام 2013 بذريعة عمره، وتعرضت أسرته مرارًا للمضايقة، حيث يعيش ابنه مهدي في السجن بينما تدعو ابنته إلى إحداث تغييرات حقيقية في السياسات الداخلية والخارجية للنظام. وترشح ابنه البكر محسن هاشمي لمنصب رئاسة الجمهورية الآن، وهو يحمل شعارات والده.
توفي هاشمي رفسنجاني بشكل مفاجئ في 2017 وأثيرت شكوك حول أسباب وفاته وأغلِق مكتبه بوفاته. وهذه الوفاة أدخلت مصطلح "ما بعد هاشمي" في الأدب السياسي الإيراني، حيث خلت الساحة بالكامل للمتشددين. وفي السنوات السبع الأخيرة من حياته، تعرض رفسجاني لهجمات من المتطرفين، وفرضت عليه عزلة وتم تهميشه رغم الدور البارز الذي لعبه في تأسيس النظام الديني في إيران.
الرئيس الخامس: محمد خاتمي
خلف رفسنجاني في سدة الرئاسة بإيران محمد خاتمي الملقب بـ"مهندس الإصلاحات" ومبتكر "حوار الحضارات". وهو من المغضوب عليهم من قبل المرشد والمتشددين الذين أطلقوا عليه لقبي "المخرب" و"رأس الفتنة" وذلك بسبب موقفه المؤيد للحركة الخضراء في 2009، وبات اسمه ممنوعًا من الذكر من قبل وسائل الإعلام، كما لا يحق لها نشر صورة أو فيديوهات له. وهو يخضع أيضًا لحظر من السفر إلى الخارج.
طلب أئمة الجمعة (المعينون من قبل المرشد) من خاتمي أن يعلن "التوبة" و"الاعتذار"، كشرط لمشاركته في مراسم تنصيب حسن روحاني.
خاتمي هو مدير مؤسسة "باران" (المطر) ويعلن مواقفه من خلال بيانات أو اجتماعات مغلقة ويدعو دومًا إلى المصالحة الوطنية. لكن خامنئي رد عليه ذات مرة قائلًا إن "الناس لن يتصالحوا مع مثيري الفتن في عاشورا 2009".
الرئيس السادس أحمدي نجاد
فاز محمود أحمدي نجاد بالرئاسة في عام 2005، وسجله مرتبط بدعم المرشد والحرس الثوري والتيار المتشدد له. وعندما فاز، بدعم من خامنئي، بدورة ثانية في 2009 هازمًا الإصلاحي ميرحسين موسوي، انفجر الشارع الإيراني غضبًا متهمًا السلطات بتزوير الانتخابات، وعمت المظاهرات التي عرفت باسم “الحركة”.
أحمدي نجاد لم يبق الابن المدلل الذي يعيش تحت عباءة المرشد الأعلى وبدأ رويدًا رويدًا يختلف معه، باحثًا عن المزيد من السلطة كرئيس للجمهورية.
من هنا، تخلى المتشددون الموالون للمرشد عن أحمدي نجاد، ونعتوا المقربين منه بـ"التيار المارق" وزج ببعض المقربين منه في السجن بتهمة الفساد المالي. وبات الفقراء والمهمشون الذين تلقوا الدعم المالي من حكومة أحمدي نجاد، يشكلون جمهوره الاجتماعي والسياسي.
وفي عام 2017 رفض مجلس صيانة الدستور أهلية أحمد نجاد لخوض الانتخابات، وبعد ذلك صار يتحدى رموز النظام حتى المرشد بشكل غير مباشر. وترشح هذه المرة أيضًا للانتخابات الرئاسية المقبلة.
الرئيس السابع: حسن روحاني
فاز حسن روحاني في انتخابات 2013 بدعم من الإصلاحيين وهاشمي رفسنجاني، رافعًا شعار "التدبير والأمل". ونجح في ولايته الأولى بإنهاء النزاع النووي الذي استمر حينها 12 عامًا مع الغرب وخفف التوترات السياسة الخارجية حيث وقعت حكومته الاتفاق النووي في عام 2015 وعادت الشركات الغربية إلى إيران بعد إلغاء العقوبات الدولية.
واستخدم روحاني هذا النجاح كورقة رابحة في انتخابات عام 2017 الرئاسية، إلا أنه تلقى ضربة قاضية في عام 2018 بانسحاب إدارة دونالد ترمب من الاتفاق النووي وبفرض الولايات المتحدة أشد العقوبات على إيران.
وبهذا ازدادت الهجمات على حكومة روحاني من قبل المتشددين الذين اعتبروا الاتفاق النووي تسليم أمام الغرب. وبالرغم من ذلك، ومع استئناف المفاوضات في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، تحاول حكومة روحاني تحويل أي إنجاز في هذا المجال إلى ورقة انتخابية، حيث ترشح إسحاق جهانغيري، النائب الأول لروحاني، لرئاسة الجمهورية لخلافة روحاني.
الرئيس الثامن: إبراهيم رئيسي
فاز إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية في إيران، ليتولى المنصب خلفًا لحسن روحاني.
ولد رئيسي في 14 ديسمبر 1960؛ ويبلغ من العمر 60 عامًا، وهو رجل دين وسياسي إيراني، وكان النائب الأول لرئيس مجلس خبراء القيادة، ورئيس السلطة القضائية في إيران، حيث عُين في هذا المنصب في 7 مارس 2019 من قبل المرشد الإيراني علي خامنئي.
وفي عام 1985 تصدى لمنصب نائب المدعي العام في طهران، وفي عام 1989 تولى منصب المدعي العام للثورة الإسلامية في طهران ورئيس مؤسسة المتابعة والتفتيش العامّة، ثم انتُخب في مجلس الخبراء ممثلًا عن محافظة خراسان الرضوية.
شغل منصب نائب رئيس السلطة القضائية، منذ عام 2004 حتى 2014، وفي عام 2016 عيّنه المرشد علي خامنئي على رأس منظمة “آستان قدس رضوي” كما تولى منصب المدعي العام في البلاد.
في 6 أبريل 2017، أعلن "رئيسي" ترشحه للانتخابات الرئاسية في إيران، وخسر في السباق الانتخابي أمام حسن روحاني الذي تمكن من الفوز بولاية ثانية.
وترشح مرّة أخرى في الانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2021، التي وُصِفت بأنها مُهندسة سلفًا لإيصالهِ لسدة الرئاسة، بعد أن استُبعِد جميع منافسيه الحقيقيين من الانتخابات عن طريق مجلس صيانة الدستور.
وأعلن اليوم فور إبراهيم رئيس بالانتخابات، وحصده 17.8 مليون صوت بنسبة 62% من أصوات الناخبين.