مطالبات بتدخل "المركزي".. هل خالف بنك مصر اللوائح بنشره إعلان التبرع لنادي الزمالك إجباريًا على تطبيق الموبايل؟!
جدل كبير انتشر فور إعلان بنك مصر تدشين حساب لتلقي التبرعات لنادي الزمالك عبر تطبيق mobile banking، إذ ظهر الإعلان بشكل إجباري في خانة التبرعات والتحويلات دونا عن غيره من حسابات التبرع الموجودة لدى البنك، بعد أن تولى رئيس بنك مصر محمد الإتربي، منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية، التي تدير النادي في الوقت الحالي، فيما طالبت عدد من الشخصيات العامة والمواطنين البنك المركزي بالتدخل.
وتزايد الحديث عن هذا الأمر وسط مؤيدين ومعارضين للإجراء الذي اتخذه رئيس بنك مصر، والذي وصفه عدد من مشجعي النادي، بالإهانة لتاريخ النادي فيما يراه مصرفيون أنه تحيز ومحل انتقاد.
ووضع بنك مصر حساب تبرع نادي الزمالك، الذي اقترن بتاريخ تأسيسه في خانة التبرعات على تطبيق mobile banking بشكل إجباري، على لائحة الجهات المراد التبرع لها أو المراد تحويل أموال لها دون ترك الأمر اختياري للعملاء كما هو المعمول به.
التبرع لنادي الزمالك
ولكن هذا الفعل الذي ظهر لأول مرة في ثاني أكبر بنك مصري حكومي، فتح الباب أمام عدد من التساؤلات حول قانونية هذا الإجراء، وذلك لكون رئيس البنك محمد الأتربي الذي يرأس اتحاد بنوك مصر، وهل هو صاحب مصلحة من هذا الفعل، لكونه نائب رئيس اللجنة التي تدير نادي الزمالك التي تحتاج إلى الأموال، لسد احتياجات والتزامات النادي مع ظهور العديد من المشاكل الأمر الذي يدعم نجاحه في الإدارة؟
وأعلن نادي الزمالك فتح حساب بنكي خاص به من أجل تلقي التبرعات من الجماهير والمحبين للقلعة البيضاء، للتغلب على الأزمة المالية التي يمر بها النادي، تحت اسم محبي وداعمي نادي الزمالك، ووضعه بشكل إجباري على لائحة التبرعات ليظهر أمام العملاء الراغبين في تحويل أموالهم لأي جهة.
وتساءل نور الدين فرحات، الفقيه الدستوري المعروف، في منشور عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” قام بحذفه بعد نشره بساعات قائلا: "ما هي إمكانية السماح لبنك ما ينتمي رئيسه لنادٍ رياضي، أن يضع في تطبيق الذي يستخدمه عملاء البنك للتعامل على حساباتهم إعلانًا إجباريًا للتبرع للنادي الشهير".
ويرى رمضان أنور، الخبير المصرفي، والرئيس التنفيذي السابق لبنك الاتحاد الوطني، أن فتح حسابات للتبرع لأي جهة حتى لو كانت ناديًا مثل نادي الزمالك، هو أمر معمول به، ويمكن لأي بنك أن يقوم بفتح الحساب، لكن الترويج للحساب بشكل لافت للنظر على أبليكيشن بنك مصر، وهو أمر لافت للنظر ومحل انتقاد لرئيس البنك.
وأضاف، في تصريح لـ"القاهرة 24"، أنه لا يمكن وصف الإعلان عن الحساب بأنه إجباري، لأنه لا يجبر العملاء على التبرع له، لكن البنك ميز الحساب عن الحسابات الأخرى، بأن سهل ظهوره أمام العملاء لتسهيل عمليات التبرع، إلا أن الأزمة والانتقاد يأتي كون أنه الحساب الوحيد الذي تم التعامل به بهذه الطريقة، وقد يرجع ذلك لكون رئيس البنك عضوًا في اللجنة التنفيذية التي تدير نادي الزمالك حاليًا.
إجبار العملاء
ويرى رمضان أن البنك المركزي يتدخل في حالة مخالفة القواعد والقوانين أو أن البنك قام بإجبار العملاء على التبرع، لكن هذا الأمر لم يحدث إلا أن إدارة بنك مصر دعمت الحساب بتسهيل ظهورها دونًا عن باقي الحسابات، لا سيما أن الجهات التي تريد فتح حساب تبرع سواء في بنك مصر أو البنوك الأخرى، لا تملك أن تطلب من البنك تسهيل ظهور الحساب أو وضعه في مكان مميز للحصول على أكبر قدر من التبرعات.
ومن جهته، وصف مصدر مصرفي، فضل عدم ذكر اسمه، أن ما قام به بنك مصر، من وضع إعلان التبرع لنادي الزمالك بشكل ملحوظ أمام العملاء، هو تمييز، إلا أنه لا يوجد قانون أو قرار في الجهاز المصرفي ينظم عملية ظهور هذه التبرعات بشكل متفرد عن غيرها، ويحق لأي جهة في مصر أن تفتح حسابًا للتبرع في أي بنك موجود في مصر.
وأضاف، في تصريح لـ"القاهرة 24"، أن هناك حسابات تبرعات للأزهر والجمعيات الخيرية موجودة في جميع البنوك إلا أن ظهور أي إعلان تبرع على أبليكيشن البنك بشكل تلقائي هو أمر يرجع لإدارة البنك، مشيرًا إلى أنه من حق الجهات الأخرى المتلقية لتبرعات الاعتراض والشكوى.