عازفة العود.. الوجه غير المعروف لنازك الملائكة
تحل اليوم 20 يونيو، ذكرى رحيل الشاعرة العراقية نازك الملائكة، من رواد الشعر الحر، والتي وافتها المنية عام 2007، وهي من مواليد بغداد 1923، وحصلت على ليسانس لغة عربية من دار المعلمين عام 1944.
وكانت نازك بكونها شاعرة وناقدة وأستاذة جامعة، تُجيد فنونًا أخرى، منها: العزف على العود، حيث قالت في إحدى تصريحاتها: “العزف كان أمنيتي منذ صغري، وحين رأى أبي حُرقة تشوقي إلى هذه الدراسة، وافق بعد تردد طويل على أن أدخل معهد الفنون الجميلة لأدرس على يد الفنان الكبير الموسيقار محيي الدين حيدر، الذي كان اسمه الفني في المعهد (الشريف)، ولهذا الفنان طريقة فريدة في العزف والتدريس عليها إثر موهبته الفنية العظيمة؛ وله في العراق اليوم تلاميذ معروفون من الموسيقيين، مثل سلمان شكر، جميل بشير، وغيرهما”.
وأضافت الراحلة: “كانت مدة الدراسة ست سنوات، والمنهج يقوم على تدريسنا المقامات الشرقية على بشارف وسماعات، وسواها، وكان الطالب يتدرج حتى يصل إلى قمة المهارة الفنية في عزف مقطوعات الشريف محيي الدين التصويرية الرائعة مثل (تأمل، لیت لي جناح، وكابريس)، وكان الشريف، يرحمه الله، مزاج في العزف، فكان يغير، ويعدل في البشارف والسماعيات التي ألفها كبار الموسيقيين، مثل: طانيوس أفندي، جميل بك، عزيز دده، ويوسف باشا، وكانت هذه التعديلات تُجمل الأصل أروع تجميلًا وتخرجه إخراجًا حيًا".
وتابعت: “كنت أنا أجلس في صف العود مسحورة، وكأني أستمع إلى صلاة، وكان الشريف يكرر لي، أنّ لي سمعًا موسيقيًا حساسًا، وموهبة ظاهرة، لكنه كان خائفًا على أن يجرفني حبي للشعر ويُبعدني عن الموسيقى بأي شكل من الأشكال، ورغم أنني ما زلت، أعزف لنفسي لكي يصحبني العود، وأنا أغني ألحان عبد الوهاب، أم كلثوم، فيروز، عبد الحليم حافظ، ونجاة.. وهو انصراف محدود، غير ما كان أستاذي يتوقع مني، ولعله كان ينتظر أن أكون عازفة مشهورة في الإذاعات ومُؤلفة ألحان”.