"قُم في فَم الدُّنيا وحيِّ الأزهرَ".. ذكرى أول صلاة في منارة العلم والمقاومة

"قُم في فَم الدُّنيا وحي الأزهرَ، وانثُر على سمعِ الزمان الجوهرا".. هكذا افتتح أحمد شوقي قصيدته الشهيرة في مدح الجامع الأزهر، وعلى مر الزمان تهافت الشعراء والكتاب على مدح الأزهر، وذلك لما يلعبه من دور هام ومحوري في نشر العلوم والمعارف الإسلامية، فهو أقدم جامعة معروفة درست للناس كل المعارف، وكان أول من أرسل تلاميذه في بعثات خارجية لتلقي العلوم الحديثة ونقلها إلى الوطن العربي.

وللأزهر أدوار أخرى غير التعليم، منها مواجهة الاحتلال الإنجليزي، ومواجهة الحملة الفرنسية، والتي قررت إغلاقه، وكان له دور همًا وكبير في ثورات عديدة خرجت ضد ظلم الحكام على مر العصور.

وأيضًا كان للأزهر الدور الأكبر في مواجهة موجة الإرهاب والتطرف التي ضربت مصر في السنوات الماضية، فَعمل على مناقشة تلك الأفكار ومحاربتها، من خلال نشر الدوريات التي ترد على هؤلاء المتطرفين، إرسال وفود إلى الأقاليم والمدارس لتوعية الشباب وتحذيرهم من خطر الإرهاب، والعمل على إصدار وثيقة الإخوة الإنسانية، والتي توضح قيمة الأديان ودورها للرقي بالإنسان، وكفالة حرية الغير، وعدم إكراه الغير على تغيير اعتقاده الديني وغيره، وأن التطرف ليس سمة من سمات الأديان السماوية، وأوضحت أن الأديان جاءت معادية للحروب وسفك الدماء، وقد وقع على تلك الاتفاقية: شيخ الأزهر "أحمد الطيب" والبابا "فرانسيس".

يذكر أن الجامع الأزهر شيد على يد "جوهر الصقلي" وافتتح للصلاة 21 يونيو 972م، وسمي الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء، ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان هدف الفاطميين من إنشاءه نشر أفكار المذهب الشيعي في مصر، قبل أن يدخل صلاح الدين الأيوبي لمصر، ويأمر بإغلاق الأزهر، ثم أعاد فتحه فيما بعد لكن على المنهج السني.

وتخرج من الأزهر الكثير من العلماء والرواد على مر العصور أمثال: القلقشندي، وابن حجر العسقلاني، والجبرتي المؤرخ الشهير، والبوصيري مؤلف البردة، وابن الفارض الشاعر الصوفي، وابن دقيق العيد، ومن العصر الحديث: سعد زغلول، والمنفلوطي، ورفاعة الطهطاوي، وسليمان الحلبي، وكثيرين غيرهم.