علامات في حياة سعاد حسني.. أسرار عدم ارتدائها فستان الزفاف ووفاة غامضة ورقم قياسي مع فاتن حمامة
تعد سعاد حسني أحد أشهر نجمات السينما المصرية والعربية، كان لها ظهور خاص لدى الجمهور سواء في مصر أو الوطن العربي، كونها فنانة شاملة تُجيد التمثيل والغناء والاستعراض، وجسّدت العديد من الأدوار المُختلفة التي أثبتت بها أنها فنانة موهوبة بالفطرة والأداء الطبيعي والتلقائي الممزوج بخفة الدم والحيوية، وتتمتع الفنانة بموهبة إجادة التمثيل من خلال نظرتها وانفعالاتها وضبط إيقاع حركتها، فهي نموذج للمدرسة التلقائية في تاريخ الأداء التمثيلي بالسينما العربية.
اليوم تمر الذكرى الـ20 لرحيل سعاد محمد كمال حسني البابا، حيث ولدت يوم 26 يناير 1942 في حي بولاق بالقاهرة، واكتشفها الشاعر عبد الرحمن الخميسي الذي أشركها في مسرحيته "هاملت" لشكسبير، ثم جسّدت أول عمل بطولي لها في فيلم "حسن ونعيمة" عام 1959 من ٳخراج هنري بركات، وهي في الـ17 من عمرها، ولم تتخرج في أي جامعة أو معهد، ولم تدرس فن التمثيل أيضًا، واستطاعت أن تُعلم نفسها.
شاركت في نحو 80 فيلمًا على مدى 32 عامًا، صارت خلالها سندريلا السينما المصرية، وتتمتع سعاد حسني بمواصفات جمال الوجه المصري الخالص والحضور على الشاشة، ما جعل الكثيرين يتوقعون لها نجاحًا كبيرًا عندما ظهرت للمرة الأولى، فقد ظهر جليًا أنها مُمثلة مُختلفة عن نجمات السينما المُعاصرات لها.
اقرأ أيضا:
دفن المنتج هاني جرجس فوزي بمقابر المسلمين.. ومصدر مُقرب: اعتنق الإسلام قبل وفاته
"نصب لها فخًا".. مؤرخ فني يكشف سر رفض سعاد حسني العمل مع فريد الأطرش
أرقام وألقاب حياة سعاد حسني
من أشهر ألقاب سعاد حسني "السندريلا"، واختيرت في احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996، لتكون في المركز الثاني ضمن استفتاء أفضل مُمثلة في القرن العشرين، واختار النقاد 8 أفلام من بطولتها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري، لتصبح بذلك المُمثلة صاحبة الرقم القياسي بالمُشاركة مع فاتن حمامة.
أشهر أفلامها "حسن ونعيمة"، "الكرنك"، "الزوجة التانية"، "أميرة حبي أنا"، "اين عقلي"، "صغيرة علي الحب"، "خلي بالك من زوزو"، والذي يعتبره الكثيرون من أشهر أفلامها على الإطلاق، حتى وصل الأمر إلى درجة أن الكثيرين أصبحوا يعرفونها باسمها في الفيلم وهو "زوزو"، وشاركت في بطولة عمل تلفزيوني واحد بعنوان "هي وهو" مع الفنان أحمد زكي، و8 مسلسلات إذاعية، وآخر فيلم كان "الراعي والنساء"، مع الفنان الراحل أحمد زكي، ويسرا.
جوائز وتكريمات في مسيرة سعاد حسني
وكان آخر عمل إذاعي شعري صوتي باسم "عجبي"، من رباعيات صلاح جاهين، سجلته لصالح إذاعة “بي بي سي” العربية في لندن، كما حصلت على العديد من الجوائز أبرزها:
-أفضل ممثلة من المهرجان القومي الأول للأفلام الروائية عام 1971 عن دورها في فيلم غروب وشروق.
-5 جوائز من وزارة الثقافة المصرية عن أفلام "الزوجة الثانية"، "غروب وشروق"، "أين عقلي"، "الكرنك"، و"شفيقة ومتولي".
-5 مرات تفوز بجائزة أفضل ممثلة من جمعية الفيلم المصري عن أدوارها في أفلام "أين عقلي"، "الكرنك"، "شفيقة ومتولي"، "موعد على العشاء" و"حب في الزنزانة".
-جائزة من مهرجان الإسكندرية عن فيلم "الراعي والنساء".
-أفضل ممثلة من جمعية فن السينما عن فيلم "الراعي والنساء".
-أفضل ممثلة من وزارة الإعلام المصرية عام 1987 في عيد التليفزيون عن دورها في مسلسل "هو وهي".
-شهادة تقدير من الرئيس الأسبق أنور السادات في عيد الفن عام 1979 لعطائها الفني.
عدد أزواج سعاد حسني
تزوجت سعاد حسني خلال حياتها 5 مرات، من بينها مرة غير مؤكدة رسميًا، لأن الطرفين لم يعلنا، وكانت هناك أحاديث وتصريحات من بعض الأقارب والأصدقاء حول هذه الزيجة الغامضة، وهي من العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وظلت هذه الزيجة غير مُعترف به من قبل عائلتها حتى بعد وفاتها، حتى قالت جانجاه عبد المنعم (أختها غير الشقيقة) إن عائلتها اعترفت أخيرًا بزواج سعاد حسني من عبد الحليم حافظ.
ومن المُفارقات أن تاريخ وفاتها 21 يونيو 2001 يوافق نفس يوم مولد عبد الحليم حافظ في 21 يونيو 1929، وقد دام زواجهما العُرفي قرابة 6 أعوام، وافترقا عام 1965، حسبما تقول الروايات حول هذه الزيجة.
أما زيجات سعاد حسني الأخرى، كان المصور والمخرج صلاح كريم لمدة عامين تقريًبا، وتم الانفصال عام 1968، ثم تزوجت علي بدرخان، ابن المخرج أحمد بدرخان في عام 1970، واستمر زواجهما 11 عامًا، إلى أن افترقا في عام 1981، وفي السنة ذاتها، تزوجت زكي فطين عبد الوهاب، ابن ليلى مراد، وكان وقتها طالبًا في السنة النهائية بقسم الإخراج في معهد السينما، إلا إنّهما انفصلا بعد عدة أشهر فقط من الزواج بسبب مُعارضة والدة فطين.
وآخر زيجات سعاد حسني، كانت في عام 1987 من كاتب السيناريو ماهر عواد، واستمرت حتى وفاتها، وعلى الرغم من كثرة زيجاتها، لم تلبس ثوب الزفاف في أي منّها أبدًا، ولم يرزقها الله بالأبناء رغم تعدد مرات حملها من علي بدر خان، فقد كان دائمًا؛ الأمر ينتهي بالإجهاض بسبب الضغط الذي كانت تتعرض له خلال عملها.
وفاة سعاد حسني
توفيت سعاد حسني في لندن يوم 21 يونيو عام 2001، وأثارت حادثة وفاتها جدلًا لم يهدأ حتى الآن، حيث تتنوع الروايات بين أنها قتلت وانتحرت بسبب الاكتئاب، لكن بعيدًا عن هذه الروايات، فعلى المستوى الرسمي الدولي، وجّه الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، حينذاك سفير مصر في إنجلترا عادل، إلى ضرورة سرعة إنهاء الترتيبات الخاصة بعودة جثمان سعاد حسني إلى القاهرة، وكان في استقبال الجثمان بمطار القاهرة وفود رسمية من وزارات الثقافة والإعلام والداخلية والخارجية وممثل عن رئيس الجمهورية ومجلس نقابة الممثلين والسينمائيين وأصدقاء وأقارب الفنانة الراحلة.
