"رَفعت بكَ العربُ العمادَ" ذكرى ميلاد سيف الدولة الحمداني
تمُر اليوم ذكرى ميلاد أحد أشهر الشخصيات في التاريخ العباسي، وهو الذي قال فيه المتنبي أشهر قصائده ومدائحه، وهو علي بن أبي الهيجاء بن حمدان بن الحارث سيف الدولة التغلبي، والشهير بسيف الدولة الحمداني.
عن حياته:
ولد سيف الدولة في الثاني والعشرون من يوليو 916م، وينتمي إلى الحمدانيين، وهي عائلة من قبيلة تغلب، من أكبر قبائل العرب، ويرتبط اسم قبيلة تغلب دومًا بقبيلة بكر، فقد دارت بينهم الحرب الشهيرة "حرب البسوس" والتي استمرت لسنوات طويلة مخلفة ورائها آثار دامية خلدها التاريخ.
بداية إمارة الحمدانيون ترجع إلى تكليف الخليفة المستكفي أمر الولاية إلى "أبي الهيجاء" والد سيف الدولة.
تربى سيف الدولة في وسط ملئ بالعلم والأدب، فنشأ محبًا للأدب واللغة، وتكونت لديه ذائقة رفيعة خاصة في الشعر، ومن المأثور عنه أنه كان يكتب الشعر أيضًا ومن شعره
"وساق صبيح للصبوح دعوته.. فقام وفي أجفانه سينة الغمض
يطوف بكاسات العقار كأنجم.. فمن بين منقض علينا ومنفض"
علاقته بالمتنبي:
ربطت سيف الدولة والمتنبي علاقة وثيقة وقوية، وتعد من أشهر العلاقات في التاريخ الإسلامي، فقد كان المتنبي من أقرب أصدقائه وندمائه، وأهداه المتنبي الكثير من شعره المهم، ومن أشهر المدائح "واحر قلباه" و"على قدر أهل العزم تأتي العزائم"
يقول فيه المتنبي مادحًا:
“قد زُرتهُ وسيوف الهِندُ مُغمدةٌ.. وقد نظرت إليه والسيوف دمُ
فكان أحسن ما في الخلق كلهمِ.. وكان أحسن ما في الأحسنِ الشيمُ”
ويقول أيضًا:
"رفعت بكَ العربُ العمادَ وصيرت.. قمم الملوك مواقد النيران
أنساب فخرهم إليك وإنما.. أنساب أصلهم إلى عدنان"
شجاعته:
أجمع المؤرخون على شجاعة سيف الدولة ومروءته وكرمه، وقد تصدى سيف الدولة إلى الكثير من الأعداء ومن أهمها حربه ضد الدولة البيزانطية أو ما تعرف بالروم، وكانت حينها من أقوى الدول والجيوش في العالم، اشتبك سيف الدولة معهم أكثر من 40 مرة، انتصر في أغلب تلك المعارك، ومنها معركة الحدث التي كانت جيوش البيزانطيين فيها تحت قيادة المحارب الشهير "بارداس فوكاس" ولذي يعد من أشهر المحاربين البيزانطيين، لكنه لقى هزيمته على يد سيف الدولة وأصيب بجروح بالغة.