مصر المحروسة في الأفئدة مغروسة
الجمهورية الجديدة.. عنوان مشع لدولة تتجدد وتزهر بالإنجازات العظيمة، تسابق الزمن وتختصر المسافات في دروب العلا والمجد والسؤدد.. دولة عابقة بماضٍ يطاول عنان السماء.. يقطف من السحائب غيمة بثقل الأهرامات، وينتزع من فم التاريخ اندهاشه بكبر السد العالي، فكل من يرى مصر قبل السنوات الست الماضية سوف يلاحظ بجلاء تجاعيدها وملامح الشيخوخة عليها التي لم تكن خافية على الزائر البعيد أو ابن البلد القريب، ولكن أقول من يراها اليوم سوف يصاب بالدهشة والاستغراب وهو يرى مصر تستعيد شبابها تنفض عن نفسها التجاعيد وتهش بعصاها غبار الإهمال والشيخوخة وتعلن عن تخلقها من جديد.
مصر دولة الحضارة الضاربة في عمق الحياة، لا غرابة أبدًا أن تنطلق اليوم بسرعة الصاروخ نحو الإنجاز والإعجاز، تفرش سجادة من حرير المعجزات، تنهض وقد أرادوا لها أن تسقط حين أحاطوها بكل هذا الكم الهائل من المؤامرات التي كان أبرزها سرطان الأوطان المتجسد بالإخوان وأتباعهم وأشياعهم.
وقفت مصر تحارب عنا جميعًا وتنتصر لنا جميعًا وفي أحلك ظروفها كانت حاضرة تذود عن الأمة وقد قال قائدها المجدد (مسافة السكة) مطمئنًا الرقعة العربية المفجوعة من هول ما يحيط بها.
إن أمة مثل مصر تتجدد ولا تشيخ.. لقد قيض الله لها منذ آلاف السنين رجالًا أقوياء محبين ومخلصين من "مينا" موحد القطرين إلى "السيسي" مجدد الأمجاد العظيمة.. وفي حقيقة الأمر، كنا ذات يوم قريب نحبس الأنفاس ونحن نرى أم الدنيا تحاط بكل هذا الحقد وتكاد أن تقع، واليوم نحبس الأنفاس أيضًا لكن من فرط الذهول ونحن نرى دولة غير الدولة، شوارع غير الشوارع، وكل شيء يتغير، كأنها تلبس حلة من شواهق المعمار وتتحزم بالخطوط الطويلة من الأنفاق والكباري والطرقات وكل ما يبعث في الأرض الحياة، إلى جانب هذا الاكتساح العسكري عدد وعدة وقد صارت مصر مضربًا للفخر والعزة بجيشها المحروس بعين الله وهم خير أجناد الأرض.. إلا أن كل هذا لم يكفِ ومصر الجديدة لم تتوقف هنا، إنها اللاعب القوي صاحب الدبلوماسية والحكمة والصوت الحريص على وحدة الأمة.. تتحرك في ميادين الدبلوماسية وحلبات التفاوض والنقاش.. تقدم المبادرات في ليبيا وسوريا، ترعى مؤتمرات من أجل فلسطين واليمن ولبنان والعراق.. حقًا إنها الدولة التي لا تنام برئيسها المؤيد بمحبة الشعوب فخامة الأخ الرئيس عبد الفتاح السيسي.. مصر التي تحتضن اليوم كل العرب ولا تسميهم لاجئين بل أخوة معززين مكرمين. لهم في مصر مسكن ودار.
إن الحديث عن مصر وهي أم الدنيا وضمير الأمة يضعنا أمام حقيقة واحدة وهي أن الكبير سيظل كبيرًا.. وستظل مصر كبيرة تدهشنا كل يوم بجديدها الاقتصادي والتنموي والمعماري والسياسي والعسكري.. وأخيرًا بنهضتها الفكرية والثقافية والفنية الضخمة..
مصر العظمى.. تحيا مصر