صرخات وإغماءات.. القصة الكاملة لحادث تصادم قطار الإسكندرية (صور)
عقارب الساعة تدق في تمام التاسعة والربع صباحًا، عندما تحرك القطار رقم 12/2519 المتجه إلى القاهرة من رصيف محطة مصر رقم 8، ولم يلبث أن سار على مسافة 100 متر، حتى تلقى صدمة عنيفة بالجرار رقم 3219 الموجود في نهاية الرصيف، وتحرك خلفه مباشرة.
العناية الإلهية وحدها، كانت سيدة الموقف في إنقاذ المئات من ركاب القطار، ونقلهم بعضهم إلى المستشفى، في حين ظل مئات الركاب، موجودين داخل المستشفى يرددون عبارات “الحمد لله على بقائنا أحياء”، وأنهم في حالة مُستقرة.
لحظة وقوع الحادث، تزامنت مع سير القطار بسرعة غير كبيرة، نظرًا لأنه كان يبدأ رحلة انطلاقه بسرعة تدريجية منذ عبوره المحطة الرئيسية.
بمجرد وقوع الحادث، هرول العشرات من رُكاب العربات الثلاثة الخلفية إلى القطار الذي تأثر بالتصادم، بالنزول عبر الأبواب، مُحاولين الخروج، بعد أن تحول المشهد داخله إلى ساحة رُعب، نظرًا لسقوط أجزاء حديدية من سقف القطار وانقلاب عدد من المقاعد عليهم.
لحظة الموت
"توقعنا أنها لحظة الموت".. هذه العبارة رصدها موقع "القاهرة 24" في أكثر من لقاء مع عدد من الضحايا داخل مستشفى جمال حمادة، الذي استقبل نحو 32 مصابًا من إجمالي 45 حالة، حسب ما أكدته مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية في بيانها.
صرخات الصغار
صرخات عالية واستغاثات، دوت أرجاء المكان الذي تحول في خلال ثوانٍ إلى حالة فوضى تسودها الفزع، حيث أن العشرات من الأمهات لم يشغلهن إلا حماية أبنائهن واحتضانهم لحمايتهم من الإصابة، أما الشباب فقد حاولوا مُساعدة كبار السن في الخروج من العربات، خاصة أن عددًا منهم تعرضوا لفقدان الوعي.
خوف من تكرار سيناريو قطاري سوهاج
استحضار مشاهد حادث تصادم قطاري سوهاج الذي وقع منذ بضعة أشهر، كان حاضرًا في أذهان ركاب قطار الإسكندرية اليوم، في الثواني الأولى لوقوع الحادث، والخوف من تكراره جعلهم يرددون الشهادة، وذلك حسبما روى محمود علي، أحد المصابين البالغ من العمر 60 عاما.
وصول سيارات الإسعاف
وبعد مرور دقائق، أصيب من أصيب ونجا من نجا، واستعاد الجميع شهقات أنفاسه، بأن العناية الإلهية أنقذتهم جميعًا من الموت، ليبدأ الناجون بمساعدة المصابين، وذلك قبل أن تصل سيارات الإسعاف بعد مرور قرابة نصف ساعة من الحادث، بحسب ما أكده الضحايا وشهود العيان.
سماح محمد - 27 عامًا، إحدى مُصابي الحادث، تقول: إنها كانت في زيارة للإسكندرية منذ الجمعة الماضية لقضاء إجازة صيفية بصحبة أبنائها الثلاثة، خاصة أنها وعدتهم طوال أيام الدراسة بتنفيذ هذه الرحلة حال نجاحهم.
وأوضحت “لم أتوقع أن الرحلة السعيدة التي قضوها تتحول إلى كابوس مُفزع للأبناء الذين أصيبوا في الحادث، وظلوا خلال تواجدهم في مستشفى جمال حمادة، محاولين تهدئتهم”.
أما الحاج محمود علي؛ فقد كان في زيارة لشقيقته للاطمئنان عليها، حيث فوجئ عقب وقوع الحادث، باتصال هاتفي من أبناء شقيقته يسألونه عن سلامة وصوله إلى قريته بالمنوفية، ليُفاجئهم بأنه عاد إلى الإسكندرية إثر حادث تعرض له، فهرولوا بالقدوم إليه.
وبعد وقوع الحادث، انتقل اللواء محمد الشريف؛ محافظ الإسكندرية، إلى المستشفى للاطمئنان على المصابين، مؤكدا أن إصاباتهم تنوعت ما بين جروح وكدمات، وحتى الآن جميعهم في حالة مستقرة، منوها بأن الحادث بسيط، وما نتج عنه إصابات بسيطة وتلفيات في عربة القطار الخلفية.
وأكد أن المصابين تم نقلهم إلى مستشفيات: "جمال حمادة، شرق المدينة، والميري"، لفحص اللازم معهم، والتأكد من استقرار حالتهم، لافتا إلى أن قوات الحماية المدنية تعاملت مع آثار الحادث، وعودة تشغيل حركة القطارات إلى طبيعتها.
فيما قال الدكتور سعيد السقعان؛ وكيل أول وزارة الصحة بالإسكندرية، إن إجمالي المصابين الذين استقبلتهم المستشفيات بلغ 45 حالة، من خلال 15 سيارة إسعاف تم الدفع بها إلى موقع الحادث.
وقامت نيابة الإسكندرية، بمعاينة موقع الحادث، والاستماع إلى أقوال المصابين وشهود العيان، لتحديد مسؤولية الحادث، مع ندب الأدلة الجنائية لمعرفة أسباب وقوعه.