الخميس 19 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"من قال لا فلم يمت".. ذكرى ميلاد أمل دنقل أمير شعراء الرفض

الشاعر أمل دنقل
ثقافة
الشاعر أمل دنقل
الأربعاء 23/يونيو/2021 - 02:18 م

تمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الكبير أمل دنقل، الذي مثل من خلال القصيدة أحد رموز الرفض الشعري للواقع الذي عاصره في الوطن العربي، فلم يسع لتملق السلطات بل على العكس كان يصم آذانهم بقصائده اللاذعة الناقدة لهم.

في صعيد مصر بقرية القلعة مركز قفط بقنا، ولد الشاعر الكبير أمل دنقل، ولأب كان أحد علماء الأزهر الشريف، وقد سماه أبوه أمل بهذا الاسم "ـمل" لأنه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على إجازة العالمية، فسماه باسم أمل تيمنا بالنجاح الذي حققه.

ورث أمل عن والده موهبة الشعر، حيث كان الوالد يكتب الشعر العمودي، ولديه مكتبة ضخمة تضم تضم عددا ضخما من كتب التراث في الفقه والشريعة،والتفسير وذخائر التراث العربي، وهو ما جعل أمل يكون ثقافة واسعة مبكرا، وعندما غادر أبوه الدنيا وأمل في سن العاشرة أثر ذلك كثيرا على أمل وطبعه بطابع حزين انعكس على كل أعماله.

 
أنهى أمل دنقل، الثانوية في قنا ثم انتقل إلى القاهرة، بعد ان أنهى دراسته الثانوية في قنا وفي القاهرة التحق بكلية الآداب ولكنه أنقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل، عمل أمل دنقل، موظفا بمحكمة قنا، وجمارك السويس، والإسكندرية، ثم بعد ذلك موظفا بمنظمة التضامن الآفروآسيوي، ولكنه كان دائما ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الشعر كمعظم أهل الصعيد.

كان أمل دنقل، من الجيل الذي عاصر أحلام العروبة والقومية  وانعكس ذلك في شعره، فقد شعر بالانكسار مثل كل المصريين عندما وقعت هزيمة 1967، وترجم ذلك شعرا في قصيدة شهيرة عنوانها البكاء بين يدي زرقاء اليمام، وعندما انتصرت مصر في حرب أكتوبر،  حذر من التصالح مع إسرائيل، وعمل سلام معهم فكتب قصيدته لا تصالح ويقول فيها:

لا تصالحْ!

.ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك

ثم أثبت جوهرتين مكانهما

هل ترى؟

هي أشياء لا تشترى

 

من أهم مؤلفات أمل دنقل، أوراق الغرفة رقم 8 أقوال جديد ة عن حرب البسوس، مقتل القمر، تعليق على ما حدث، العهد الآتي.

سر الرقم 8

الراصد لرحلة أمل دنقل حتى بعد وفاته، يلحظ أنه هناك تكرارا للرقم في حياته، فنجده يخرج مجموعته الشعرية أسرار الغرفة رقم عام 1983، ورقم 8، هو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام الذي قضى فيه ما يقارب الأربع سنوات، وقد عبّرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته، وهناك أيضًا قصيدته "ضد من" التي تتناول هذا الجانب، كما أن عام 1983 هو عام وفاته.

ويبدو أن رقم 8، يجد مصادفة رقم 8 ما زالت تلازمه فنجد أغلب الأعمال النقدية تبدأ تتناوله بشكل جاد، ومن هذه الأعمال، فيكتب عنه حسن الغرفي، “أمل دنقل: عن التجربة والموقف عام 1985،” وتكتب زوجته عبلة الرويني "الجنوبي" سيرة حياة أمل دنقل عام 1985، ويكتب الدكتور جابر قميحة التراث الإنساني في شعر أمل دنقل لجابر قميحة 1987، ويكتب سيد بحراوي "في البحث عن لؤلؤة المستحيل.. سلسلة "الكتاب الجديد" ـ دار الفكر الجديد ـ بيروت 1988، نسيم مجلي أمل دنقل أمير شعراء الرفض، كتاب المواهب القاهرة 1986.

 

التراث في شعر أمل دنقل 

 

القارئ لشعر أمل دنقل، يجد أنه يقوم على توظيف التراث بشكل كبير، وقد كان الدافع السياسي أهم الدوافع وراء توظيف ذلك التراث حيث يستطيع من خلال أن يوجه أكبر قدر من النقد إلى السلطات ولكن بشكل غير مباشر، كما أن هناك للدوافع القومية والفنية والأسباب الاجتماعية والنفسية في اتخاذ الشاعر خدمة القضايا الوطنية، فحسب جهاد فاضل في كتاب قضايا الشعر الحديث "الشاعر في العالم العربي، وفي ظلّ الظروف الاجتماعية والسياسية السائدة مطالب بدورين: دورٌ فنيٌ، أن يكون شاعرًا، دور وطنيّ، أن يكون موظّفًا لخدمة القضية الوطنية وخدمة التقدم، ليس عن طريق الشعارات السياسية وليس عن طريق الصياح والصراخ وإنما عن طريق كشف تراث هذه الأمة وايقاظ إحساسها بالإنتماء وتعميق أواصر الوحدة بين أقطارها.

 

ومن أهم توظيف أمل دنقل للتراث في الشعر العربي، كان التراث الديني ممثلا في القرآن الكريم كما في قوله 

والتين والزيتون 

وطور سنين، وهذا البلد المحزون

كذلك من صور توظيف التراث، عنده كان من خلال الكتاب المقدس، كما استعان بالشخصيات التراثية والأحداث التاريخية ووظفها في شعره مثل صلاح الدين وزرقاء اليمامة.

الرحيل 

رحل أمل عام 1983 بعد إصابته بمرض السرطان اللعين حيث انتقل للآخرة من الغرفة رقم 8 من معهد الأورام، وكانت آخر قصيدة كتبها هي الجنوبي، وكان آخر ما أراد سماعه هو قول الأبنودي: 

يا ناعسة لا لا لا لا

تعبت من القوالة 

والسهم اللي رماني

 هالكني لا محالة

تابع مواقعنا