بالتزامن مع اليوم العالمي للأرامل.. سيدات يروين قصصهن في تربية الأبناء بعد وفاة شريك الحياة
"كل الناس يا أمي مياه وأنت وحدك زمزم يروي فؤادي"، عبارة تبرز حجم التضحية التي تقوم بها كل أرملة في حياة أبنائها، وبالتزامن مع اليوم العالمي للأرامل الذي يوافق 23 يونيو من كل عام، نرصد لكم قصص بعض السيدات المكافحات بمفردهن في ظل غياب الزوج.
قالت السيدة صباح عبد الرحمن أم لـ 3 فتيات، إنها أرملة منذ 13 عامًا، تلك الوقت الذي أدركت فيه أنها أصبحت أمًا وأبًا لفتيات صغار، مسؤولة عن إيصالهم لبر الأمان الذي كان من مسؤولية الأب.
وأضافت صباح خلال حديثها لـ"القاهرة 24"، أنها وعدت زوجها أن تقف بجوار بناته، إلى أن يحين يوم اللقاء، ذلك الحبيب والزوج والأب التي قررت أن تحافظ على ذكراه، وتُكمل نهجه كما أوصاها قبل وفاته.
وتابعت أنها لم تُفكر مُطلقًا في الزواج من رجل آخر بعد وفاة حبيبها، بل حبها لبناته وتربيتها إليهن، كان بمثابة منح الحب والود لزوجها، حيث كرست حياتها للفتيات الثلاث، وقررت أن تكون الأم الحنون عليهن، وأيضًا كانت الأب الحازم الذي يجب أن يُعنف فتياته، كما أنها كانت حُضن الأمان الذي يضم الأبناء ويجمع بين صفات الأبوين.
وذكرت الأم أنها تمكنت من تحقيق هدفها في الحياة، وهو تزويج الـ3 فتيات، وبعد أن كانت الشخص الوحيد الذي يمثل لهن الاحتواء، وما زلن يمثلن لها الونس في الحياة التي قدمت صفعاتها، ثم أرسلت إليها النور في وجه بناتها.
مشيرة: "حس بناتي بالدنيا، هما اللي ملوا عليا حياتي بعد وفاة زوجي".
ومن جانبها قالت هدى سمير إن والدتها قررت أن تعيش لها ولأخويها بعد وفاة الأب، ففكرة الإتيان برجل غريب بعد الزوج تشبه الغربة في بلادٍ تبعد مسافات طويلة عن الأهل.
روت هدى لـ"القاهرة 24" أن الأم لم تُشعرهم يومًا بغياب الأب، الذي كانت تعشقه بشكل يمنعها من الزواج بآخر، حيث استطاعت دعم أولادها وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، والوقوف بجانبهم إلى أن أكملوا مراحلهم التعليمية كافة.
وأضافت سمير أنه على الرغم من وفاة الأب تاركًا ولدين، إلا أن والدتها استطاعت أن تكون صديقة قبل أن تكون أمًا لهم، حتى تمكنت من تزويج الاثنين، وتعيش الآن مع الابنة الصغرى.
"مش بحسها أمي، هي صاحبتي"، كلمات تصف الحالة التي تعيشها هدى مع والدتها، بعد أن أصبحتا تعيشان في المنزل بمفردهما، بعد وفاة الأب وزواج أخويها، لكن الأم لم تُشعرها أبدًا أنها وحيدة أو تفقد الأشخاص من حولها، بل كانت لها الأم والأب والإخوة، وتمنحها كل المشاعر التي تحتاج إليها في جميع مراحلها العمرية.
وفي السياق ذاته ذكرت وفاء خليل أن زوجها توفي منذ 11 عامًا بذبحة صدرية مفاجئة، رغم أنها جاءت وقت شبابه وصحته الجيدة، حيث كان شخصًا شديدًا لا يشتكي من شيء، ولكن أراد الله أن يضعها في اختبار الصبر، الذي يحتاج إلى المعافرة كي تتمكن من النجاح فيه.
ومن خلال قصتها التي روتها لـ"القاهرة 24"، تبيّن أن الزوج ترك فتاتين في سن صغيرة، ولكنها تمكنت من أن تصبح الجندي المجهول الذي وصل بهم إلى أعلى مراتب الحياة.
واستكملت أن الابنة الأولى تعمل صحفية، أما الثانية فهي بمجال المتاحف الأثرية.
وأشارت وفاء إلى أنها استطاعت تزويج بناتها الاثنتين دون أن تحتاج لأحد، رغم مطالب جهاز الفتيات الكثيرة والمُكلفة، لافتة "محتاجتش من وهما صغيرين عشان أحتاج لما آجي أجوزهم".