ليبيا تسعى للتخلص من إرث الحرب بإخراج المرتزقة.. وتركيا تريد استثناء 7 آلاف عنصر
تسعى ليبيا إلى التخلص من إرث الحرب الذي خيم على أراضيها منذ عقد كامل وتسبب في خسائر فادحة على المستويات كافة، إلا أن ملف المرتزقة الذي ظهر على السطح في وقت متأخر من الحرب الليبية، يبقى أكبر عائق أمام استعادة ليبيا لسيادتها على أراضيها والمضي قدما في طريق الاستقرار والسلام الذي طل بقدوم حكومة الوحدة الوطنية.
وشدد مؤتمر برلين، الذي عقد في العاصمة الألمانية اليوم الأربعاء، على ضرورة إخراج المرتزقة من الأراضي الليبية، سعيا لاستعادة الاستقرار الكامل هناك، وهو الأمر الذي أكدته الحكومة الليبية على لسان وزيرة خارجيتها نجلاء المنقوش، وعبدالحميد الدبيبة، رئيس الحكومة.
10 آلاف مرتزق سوري في ليبيا
ومع انعقاد مؤتمر برلين الثاني، اليوم الأربعاء، يتواجد على الأراضي الليبية في هذه الأثناء نحو 10 آلاف مرتزق سوري في ليبيا، نقلت تركيا 7 آلاف منهم، فيما كانت آخر دفعة نقلتها أنقرة إلى ليبيا في يونيو الجاري، وذلك وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد المرصد في أحدث تقرير له حول تواجد المرتزقة السوريين على الأراضي الليبية، اليوم الأربعاء، أنه رغم المطالبات الدولية المتكررة بإخراج المرتزقة في لبيان إلا أن هذا الملف متوقف تماما من قبل تركيا، وليس ذلك فحسب، بل نقلت أنقرة 300 مرتزق جديد إلى ليبيا منذ مطلع يونيو الجاري، فيما أعادت تركيا 235 مرتزقا في نفس الفترة، وذلك في إطار عملية استبدال مستمرة تجربيها تركيا، وليس سحبا نهائيا.
وبخلاف مرتزقة تركيا في ليبيا، أشار المرصد إلى وجود ما بين 2500 إلى 3 آلاف مرتزق سوري آخرين في ليبيا جندتهم شركة فاجنر الروسية لحماية مصالحها هناك.
ويتبع مرتزقة تركيا في ليبيا فصائل "العمشات والسلطان مُراد وفرفة الحمزة”، وهي فصائل مقاتلة في سوريا توالي تركيا.
الحكومة تنادي بانسحاب كامل للمرتزقة
وأكدت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية الليبية، وعبدالحميد الدبيبة، رئيس الحكومة، على ضرورة إخراج المرتزقة بشكل كامل من الأراضي الليبية، لتحقيق الاستقرار الكامل، وقال الدبيبة إن حكومته تريد "انسحابا كاملا للمرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا".
ويطرح ملف المرتزقة نفسه على طاولة جميع الاجتماعات والمباحثات الخاصة بليبيا، واليوم، أكد وزيرا خارجية ألمانيا وأمريكا، أهمية مغادرة المرتزقة والقوات الأجنبية للأراضي الليبية، سعيا إلى "ليبيا موحدة ذات سيادة وحرة من التدخل الأجنبي"، وفقا لأنطوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي.
مطالب تركية بالاستثناء
وأشارت تقارير، إلى عدم رغبة تركيا في مغادرة ليبيا قريبا، وذلك بمحاولة الضغط على الحكومة الليبية، لتطالب باستثناء قواتها والمرتزقة الموالين لها، من مطالب مغادرة المرتزقة والقوات الأجانب، للأراضي الليبية.
وذكرت صحيفة المرصد الليبية، بأن تركيا سعت لتمرير ورقة من خلال الحكومة الليبية، تتضمن طلبا باستثناء قوات تركيا من مغادرة ليبيا، والبقاء هناك إلى ما بعد إجراء الانتخابات الليبية المرتقبة في ديسمبر القادم.