"ذاكرة لا تقبل المساومة".. مينة الحدادي
مرة قررت أن أستفسر ذاكرتي
عن عناوين تحتفظ بها
فمالت بوجهها شطر المتوسط
راسمة خارطة للغياب
باحثة عن عنوان يليق بي
حتى لا أحزن
فقالت: أتذكرين يوم أهداك كتاب "لا تحزن"
و يوم أهداك “الريح الشتوية”
نفضت الغبار من أروقة ذاكرتي
و تذكرت أنني حزنت
و أن الرياح الشتوية كانت أقوى من بقائي
تذكرت لوحة مهداة منقوشة على ثوب عتيق
يوم استلمتها خبأتها في كل مكان
حتى لا تسألني أمي من أين لك بها
خبأتها تحت جميع الأزمنة
حينها انتفضت ونظرت شرقا
صوب البحر الميت
أبتلع بعضا من ملوحته
و أكسو نفسي حروفا من رماد
و أسائل نفسي:لم استفسرت ذاكرتي؟
فجأة يخرج من حنجرتي
صوت لا يشبهني
و ينام على شفتي بعض من الخطب البتراء
صمت لحظة:في أقل من ثانية اغلقت باب الهزيمة
صاح صوتي المستعار:سر يتدلى منك أيتها الذاكرة
دخان أخطأ فوهته
لا يريدني أن أكون كما أريد
تتوهج الذاكرة
تنقلني على بساط الريح
إلى سدوم.... عاد وثمود
عبورا بشغف كليوباترا
و انتهاء بأعياد الحب
و الهدايا
أيتها الذاكرة:ملحك أجاج
انسلخي من بقاياي
خذي لنفسك جلسة في باحة استراحة
فهناك لايعرف العابرون بعضهم
و انسي اسمي
فالطين بداخلي لا يقبل المساومة
لا يقبل المساومة