بعد استسلام قوة تابعة للجيش الإثيوبي.. ماذا يحدث في إقليم تيجراي؟
يشهد إقليم تيجراي الإثيوبي، المتاخم لولاية القضارف السودانية، منذ يوم الثلاثاء الماضي، موجة جديدة من الهجمات العسكرية العنيفة التي يشنها الجيشان الإثيوبي والإريتري، على جبهة تحرير تيجراي، والتي أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين بالإقليم.
ووفقا لوسائل إعلام سودانية، فقد استسلمت قوة تابعة للجيش الإثيوبي، بينما تحاصر قوات تيجراي بعض القوات القتالية في "رايا" جنوبي مكلي عاصمة إقليم تيجراي من الاتجاهات الأربعة، وفقا لموقع “سودان تربيون”.
ولجأ عشرات الآلاف من قومية التيجراي إلى ولاية القضارف السودانية، بعد عمليات عسكرية شنها الجيش الإثيوبي الفيدرالي على مقاتلي جبهة التحرير منذ نوفمبر الماضي.
ونقل الموقع السوداني -عن مصادر لم يسمها- أن قوات التيجراي استولت على رادار لرصد حركة الطيران في منطقة رايا، وخلال المعارك قصف سلاح الجو الإثيوبي بعض المناطق.
كما استولت قوات التيجراي على "عدي قدوم" على بعد 30 كلم من مطار مكلي، كما استولت على كميات كبيرة من العتاد العسكري، شملت مدافع وراجمات يجري تحريكها بعد انسحاب قوات تيجراي من مواقع عسكرية سيطرت عليها خوفا من طلعات سلاح الجو الإثيوبي.
من جهته، نفى الجيش الإثيوبي سقوط ضحايا بين المدنيين جراء غارة جوية له استهدفت مؤخرا بلدة في إقليم تجراي المضطرب.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإثيوبي، الكولونيل جيتنيت أداني، في حديث لوكالة "رويترز" اليوم الخميس، أن عشرات الأشخاص الذين قتلوا بالغارة على سوق في بلدة توغوجا، كانوا مسلحين يرتدون زيا مدنيا.
وقال المتحدث إن هؤلاء المسلحين لم يكونوا في السوق، مضيفا أنه لا تتوفر لديه الآن حصيلة ضحايا الغارة، لكنها ستنشر قريبا.
ويمثل ذلك أول اعتراف رسمي للحكومة الإثيوبية بشنها الغارة التي أودت، حسب وكالة "أسوشيتد برس"، بأرواح 51 شخصا على الأقل.
وجاءت هذه الغارة في ظل ورود أنباء عن تجدد القتال في مدينة مقلي، عاصمة إقليم تيجراي، الذي شهد في نوفمبر العام الماضي حملة عسكرية أطلقتها حكومة إثيوبيا، لعدم اعتراف الإقليم برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وإجراء انتخابات منفصلة عن باقي الأقاليم الإثيوبية خلال شهر سبتمبر الماضي، وكان رد فعل السلطات المركزية هو قطع التمويل عن المنطقة في أكتوبر، ما أثار حفيظة زعماء تيجراي، وكانت تلك الخطوة هي السبب الرئيس لحرب الجيش الإثيوبي ضد التيجراي في نوفمبر 2020.
وارتكبت قوات آبي أحمد جرائم حرب، وتطهير عرقي وانتهاك جنسي ضد قومية التيجراي، التي لجأ منها أكثر من 60 ألف شخص إلى ولاية القضارف السودانية المتاخمة للحدود الإثيوبية.