بعد عرقلته المصالحة الفلسطينية.. سر صورة غيّرت موقف أبو مازن
خرج علينا الرئيس الفلسطينى وقائد حركة "فتح" محمود عباس، منذ أيام بدعوة حركات "فتح" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية إلى ما وصفه بـ "العودة فورا إلى حوار جاد على مدار الساعة لإنهاء القسام وبناء الشراكة الوطنية على كل المستويات لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه شعبنا وقضيته الوطنية".
جاءت دعوة عباس خلال اجتماع المجلس الثوري لحركة "فتح" في مستهل أعمال دورته الثامنة الإثنين الماضي، لتثير مجموعة من التكهنات حول دوافع وتوقيت هذه الدعوة التي تأتى بعد أيام من تأجيل القاهرة، لـ "الحوار الفلسطيني - الفلسطيني" الذى حضره ممثلون عن "فتح"، بينما اعتذر عباس عن عدم المشاركة فيه، فيما بدا وضعا للعصا في عجلة المصالحة الفلسطينية.
التسلل الزمنى للأحداث، يطرح سؤالين رئيسيين:
السؤال الأول- لماذا غاب عباس عن حوار القاهرة؟ هل بسبب خوفه من إجراء انتخابات رئاسية تطيح به أمام منافس محتمل كمحمد دحلان العائد بقوة للعمل العام والخاص في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ أم لأنه يريد أن تذهب أموال إعادة إعمار قطاع غزة بشكل مباشر إلى خزانة السلطة دون أية رقابة دولية؟ أم لأنه يصر على رفض طلب "حماس"، ضم خمسة فصائل مقاومة تابعة لها إلى منظمة التحرير الفلسطينية في مسعى من الأخيرة لتغيير ميزان القوى داخل المنظمة لصالحها؟.
أما السؤال الثاني فهو عما تغير خلال الأيام القليلة الماضية والتي فصلت بين اعتذار عباس عن المشاركة في حوار القاهرة الذى تم تأجيله وبين قيامه بدعوة الفصائل للحوار دون أن يحدد مكانا لهذا الحوار؟.
الإجابة على هذه الأسئلة، يمكن أن تجدها في هذه الصورة التي جرى إعادة استخدامها مؤخرا وجمعت دحلان برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، وتحمل إيحاءات رمزية كافية لتهديد عرش عباس الذي يعد ثاني رئيس للسطلة الفلسطينية منذ إنشائها في العام 1993، بعد الزعيم التاريخي ياسر عرفات الذى توفى في نوفمبر 2004.
والسؤال هنا.. هل تمرر حماس الفرصة وتستجيب لدعوة عباس بشرط أن تكون القاهرة هي الراعي الرسمي، وفى إطار "الرؤية المصرية" التي تتضمن أربع مراحل هي تثبيت وقف النار والتوصل إلى تهدئة طويلة، وإعادة إعمار قطاع غزة، وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وفتح باب الأمل في السلام عبر إطلاق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؟.