فشلوا في تخطي الضغوط من حولهم.. حكايات انتحارية هزت السوشيال ميديا
قصص الانتحار لا تنتهي، والأسباب متعددة، فقد تكون اقتصادية أو اجتماعية، أو مثلما حدث لشباب البحيرة، فكانت دوافعهم عاطفية وراء لفظ أنفاسهم، حيث أقدم أول أمس ثمانية شاب وفتاة تتراوح أعمارهم بين الـ16 والـ18 عامًا على الانتحار، وذلك من خلال تناول حبوب الغلة القاتلة.
ولكن ليست قصصهم هي الأولى من نوعها التي هزت السوشيال ميديا، فهناك المزيد من الحكايات التي ارتبطت باليأس والإحباط، ليكون نهاية صاحبها تخليص روحه مما ينهكها.
انتحار الطالب نادر من فوق برج القاهرة
ظهر فيديو لشاب في مقتبل عمره وهو يلقي بنفسه من فوق برج القاهرة، ورغم محاولة صاحبه إلحاقه، إلا أن السهم قد نفذ، وانتحر طالب الهندسة الحاصل على تقدير جيد جدًا.
أثار خبر انتحار نادر جميل جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توفي وسط حزن خيّم على محبيه حتى الأشخاص الذين لا يعرفونه، حيث علق الفنان محمود البزاوي على صفحته قائلًا: "ياريت يتم حذف فيديو انتحار الشاب احتراما لأهله وعشان منشجعش على الفكرة ربنا يرحمه ويغفر له ويخفف علي اي حد بيمر بأزمة نفسية ويا ريت نسمع بعض ونخفف علي بعض".
جدير بالذكر أن هناك طالبًا قد أرسل رسالة لأستاذه بكلية الهندسة جامعة حلوان، وكان مفادها: "السلام عليكم دكتور احمد انا طالب في احدى كليات الهندسة قررت بعد 5 سنين دراسة في الكلية أني وللأسف انتحر، الدنيا دى كوميدية اوى، إمبارح كنت بتريق علي اللي بينتحروا وعمري ما تخيلت اني في يوم هبقى مكانهم".
وتابعت الرسالة: "مش بكلمك عشان ترجعني في قراري ومش هقبل خالص انك تكلمني، انا خلاص فكرت في الموضوع بقالي شهور مش هرجع عن قرارى دلوقتى، انا بكلمك عشان توصل للناس ان اللي مش قد الكلية دى ميدخلهاش وتوعي الناس باللي فيها، الكلية دي خدت مني كل حاجة بالمعنى الحرفي، خدت روحى ونفسى وإيماني وعقلي وكل حاجة".
انتحار سارة حجازي
لم يعرفها الكثير وقت حياتها، ولكن فاجعة انتحارها كانت سببًا كافيًا لتصدر الناشطة المثيرة للجدل سارة حجازي "التريند" حين وفاتها.
فبات وسم سارة حجازي يضج منشورات الـ"فيس بوك" وموقع التغريدات القصيرة "تويتر"، حيث انقسم جمهور السوشيال ميديا بين المتعاطفين لأمرها وآخرين ينتقدون ميولها التي لا تتطابق مع العادات والتقاليد المجتمعية.
كانت حجازي من مدعمي حقوق المثليين جنسيًا، حيث اعترفت بميولها للمثلية الجنسية، من خلال رفع علم "الرينبو" في إحدى حفلات "مشروع ليلي".
لم يمر وقت طويل حتى شاركت سارة عبر حسابها الشخصي على موقع "إنستجرام" صورة لها، وعلقت عليها: "السما أحلى من الأرض، وأنا عاوزة السما مش الأرض".
وفي يوم انتحارها بدولة كندا، تركت رسالة توضح عدم تحملها قسوة الحياة فقالت: "إلى إخوتي.. حاولت النجاة وفشلت، إلى أصدقائي.. التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقوامها".
وتابعت حجازي: "إلى العالم.. كنت قاسيًا إلى حد عظيم.. ولكني أسامح".
الاكتئاب قاتل طبيبه.. انتحار طبيب نفسي
لم يسلم إبراهيم أحمد، طبيب الأمراض النفسية والعصبية من المشكلة المُكلف بحلها، وهو مرض الاكتئاب، فعلى الرغم من محاولة إبراهيم إقناع مرضاه بأن الاكتئاب مرض مصيره الزوال، إلا أنه لم يستطع تخليص روحه.
انتحر أحمد 33 عامًا بالقفز من أحد الطوابق العلوية ببرجه السكني بمنطقة الوكالة في مدينة دمنهور محافظة البحيرة، حيث كان يعاني من اضطرابات نفسية منذ أكثر من عام، حسب كلام أحد الأصدقاء، فكان دائم التواصل مع أطباء آخرين، ليخبروه كيف يحمي نفسه من الاكتئاب.
رحل إبراهيم وترك رسالة مع أحد أصدقائه نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان مفادها "ما دام أنا كدة كدة رايح لنفس المصير، مرحهوش بسرعة ليه".
آثار خبر انتحار الطبيب النفسي هلع السوشيال ميديا حينها، متعجبين فكيف لمعالج الاكتئاب أن ينتصر عليه!
الكلية تدفعني للانتحار
تشابهت حالات الانتحار الناجمة عن ضغط الاختبارات المُعرض إليها الطلاب، الأمر الذي جعل بعض أساتذة الجامعات تفهم تلك الأمر وتدارك وضع الطالب.
"الكلية تدفعني للانتحار" رسالة مجهولة استطاعت قلب كلية الصيدلة بجامعة عين شمس رأسًا على عقب، حيث كُتبت على أحد حوائط الكلية، دون معرفة الشخص الذي يفكر في الانتحار.
دفع ذلك كثيرًا من نشطاء السوشيال ميديا إلى البحث عن صاحب الرسالة، ومعهم كبار من أساتذة الكلية، محاولين تقديم الدعم الكلي الذي يحتاجه حتى يتراجع عن أفكاره.
