وزير الأوقاف: الغش في الامتحانات يفسد أجيالًا ويدمر أممًا
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، إن الأديان كلها قائمة على الصلاح والإصلاح.
وذكرو زير الأوقاف في خطبة الجمعة بمسجد "السلطان فرج بن برقوق" بالقاهرة بعض أنواع الفساد ومنها: الاختلاس، حيث يقول الحق سبحانه: "وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"، وكذلك الاحتكار، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "المحتكر ملعون"، ومنها الرشوة أيًا كانت فيقول (صلى الله عليه وسلم): لَعنَ اللهُ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي والراشي".
وتابع جمعة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بدأ بالراشي قبل المرتشي، لأن المرتشي قد يكون فاسدًا أو مفسدًا، أما الراشي فهو مفسد بلا جدال، لأنه يحمل الآخر على الإفساد، كما أن الغش من أشد أنواع الفساد، والغش في الطعام، والشراب والدواء، وغش المصنوعات، والأدوية، وفي كل شيء، لأن الغش يهدد السلم والأمان الاجتماعي، ويجعل الناس في قلق واضطراب، ولذا يقول (صلى الله عليه وسلم): "مَن غشَّنا فليس منا".
وأضاف وزير الأوقاف أن أشد أنواع الغش وأكثرها خطرًا على المجتمعات الغش في الامتحانات، لأنه إذا كان الغش في الطعام قد يؤذي عددًا من الناس، فالغش في الامتحانات يدمر جيلًا أو أجيالًا أو قد يدمر أممًا ويقذف بها إلى التخلف العلمي والتكنولوجي، فمن أشد أنواع الفساد الغش في الامتحانات؛ لأنها تعطي من لا يستحق ما لا يستحق وتقدم غير الأكفاء، فالغش في الامتحانات يدمر الأمم.
وأكد جمعة أنه يمكن لأمة أن تنهض ما لم تتخلص من الفساد وما لم تواجهه بكل حسم، مبينًا أن مواجهة الفساد ليست مسئولية جهة وحدها، فمواجهة الفساد مسئولية شرعية ووطنية ومؤسسية ومجتمعية، وواجب على كل منّا أن يطهر نفسه ويصلح من حوله وأن يواجه الفساد وألا يسهم فيه وألا يرضى به، وإن وجده فواجب عليه أن يبلغ السلطات المختصة حتى تتخذ الإجراءات المناسبة، لأن الله لا يحب المفسدين.
وفي ختام خطبته أكد أن أخطر أنواع الفساد على الإطلاق وأشدها فتكًا بالمجتمعات والدول فساد الأخلاق، وفساد الضمائر، وفساد الذمم، فإذا فسدت الأخلاق والضمائر والذمم لم تقم للأمم والمجتمعات قائمة، ولن يكون هناك أمان، لا إيماني، ولا مجتمعي.