كيف تؤثر صفقات الاستحواذ بالقطاع الطبي على السوق؟ (خاص)
بات قطاع الرعاية الصحية صاحب نصيب الأسد، بمبيعات تتخطى 90 مليار جنيه سنويا، في مجال الاستثمار في الوقت الحالي في مصر، بعد مرور عام ونصف على الجائحة، وأصبح المستثمر المحلى والأجنبي يميل إلى الدخول في عمليات جديدة خاصة بالقطاع الصحي والطبي في السوق المحلية، عقب زيادة جاذبية القطاع الناتجة عن الجائحة العالمية.
مراعاة مستوى المنافسة
وترى الدكتورة غادة الجنزوري، وكيل غرفة الرعاية الصحية باتحاد الصناعات، ومدير مستشفى الجنزوري، أن أغلب صفقات الاستحواذ التي تتم في قطاع الرعاية الصحية في مصر، تخضع أولا لرقابة المنافسة ومنع الاحتكار، وذلك درءًا لعدم رفع أسعار الخدمات على المواطن المصري، موضحة أنه يتم أيضا مراعاة عدم منع إنشاء كيانات احتكارية في سوق المستشفيات في مصر، وما قد يتبع ذلك من الإضرار بالرعاية الصحية للمواطن المصري ورفع أسعارها.
وأوضحت وكيل غرفة الرعاية الصحية، في تصريحات لـ "القاهرة 24"، أن صاحب الاستثمار أو الشركات التي تسعى للتوسع في ضم مستشفيات عاملة بالسوق، تراعي الملاءة المالية عند الدخول في هذه الصفقات، وكذلك مدى إمكانية إحداث تغيير وتطوير في المستشفيات التي يتم الاستحواذ عليها، بالإضافة إلى الهدف الأول لأي استثمار وهو تحقيق الربحية.
وتابعت أن قطاع التعليم وقطاع الرعاية الصحية، أصبحا أكبر عنصر جاذب للاستثمارات الأجنبية على مستوى العالم، نظرا لما يتمتع به من ضعف المخاطرة المالية وأيضا الربحية المستدامة على المدى القصير والبعيد، خاصة في ظل الوباء العالمي الحالي.
ومن جانبه، قال الدكتور عادل عبد المقصود، عضو شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، إن هناك نوعا من عدم العمل بالقانون بشكل صحيح وضعف في تحرك الأجهزة الرقابية في التعامل مع صفقات الاستحواذ التي تتم في قطاعات الأدوية حاليا.
يؤثر على مبيعات أدوية بـ60 مليار جنيه سنويا
وأشار في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24"، أن قطاع الأدوية في مصر وحده يحقق مبيعات بـ60 مليار جنيه سنويا، مما يجعله في المقام الأول أمام مستهدفات الاستثمارات الأجنبية والمحلية، خاصة وأن القطاع المصري أكثر القطاعات جذبا في المنطقة مع ارتفاع أعداد السكان.
أوضح عبد المقصود، أن صفقات الاستحواذ التي تتم في قطاع الأدوية، تخلق نوعا من الاحتكار في السوق، مشيرا إلى أنه مع وجود كيانات توزيع عملاقة تسيطر على عدد هائل من الصيدليات، فإن أغلب الأدوية الحيوية التي تستخدم للأمراض المزمنة أو الأدوية النادرة لا تحظى بعدالة في التوزيع، وتذهب للصيدليات التابعة للكيانات الكبرى، لأن المصنع يفضل التعامل معها، مما يضر بالكيانات الصغيرة وأصحاب الصيدليات.
وأضاف عضو شعبة الصيدليات، أن الصيدليات ومبيعات الأدوية، تدخل ضمن حيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي تدعمها الدولة منذ سنوات للنهوض بالاقتصاد المصري، إلا أن عمليات الاحتكار التي تحدث في السوق المصري والتي باتت ظاهرة خلال الأشهر الأخيرة، سيكون لها تأثير على المدى القريب على أصحاب الصيدليات الصغيرة، نتيجة غياب عدالة توزيع الأدوية.
أبرز صفقات الاستحواذ في الرعاية الصحية خلال 2021:
-أبرز هذه الصفقات هي محاولة مجموعة مستشفيات كليوباترا، الاستحواذ على مجموعة ألاميدا هيلثكير جروب، والتي استمرت المفاوضات حولها نحو 4 أشهر قبل أن تعلن الشركة أنه تم إنهاء اتفاقية بيع وشراء أسهم مشروطة التي وقعتها المجموعة للاستحواذ على مجموعة ألاميدا هيلثكير جروب في ديسمبر 2020، واندماج وتشغيل المستشفيات والمراكز الطبية، مؤكدة توقف المفاوضات والمناقشات بشأن هذه الاتفاقية.
-شهد قطاع الرعاية الصحية والطبية تحركات جادة من المستثمرين خلال الأشهر الماضية، وتداولت الأنباء عن احتمالات الاستحواذ لشركة الأهلى كابيتال على مستشفى متخصص كما تتفاوض شركة ازدهار للاستثمار المباشر للاستحواذ على حصة اقلية بمستشفى التيسير.
-أعربت شركة “ tcv” للاستثمار المباشر، عن اعتزامها الاستثمار بقطاع الرعاية الصحية.
صفقات الاستحواذ في قطاع الأدوية خلال 2021:
- أحدث هذه الصفقات ما أعلنته الهيئة العامة للرقابة المالية، إيداع مشروع عرض الشراء الإجباري المقدم من شركة الترا ويلفير ليمتد (الإمارات) لشراء حتى عدد 272.11 مليون سهم، والذي يمثل حتى 100%، من رأس المال المصدر لشركة آمون للأدوية، موضحة ذلك بسعر نقدي 37.8 جنيه للسهم للواحد، وبحد أدنى للتنفيذ 51 بالمائة من أسهم رأسمال الشركة المستهدفة بالعرض، وذلك وفقًا لأحكام الباب الثاني عشر من اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال رقم 95 لسنة 1992.
-هناك ما أعلنته شركة "القابضة" الإماراتية توقيع اتفاقية نهائية للاستحواذ على شركة "أمون للصناعات الدوائية" المصرية من شركة "باوش للصحة" الكندية، قائلة، إن قيمة الصفقة تمت بإجمالي يبلغ نحو 740 مليون دولار أمريكي.
وآمون إحدى الشركات المصرية الرائدة في مجال تصنيع وتوزيع وتصدير الأدوية البشرية والبيطرية ذات العلامات التجارية، ويعمل لديها أكثر من 2500 موظف وتمتلك واحدًا من أكبر مصانع الأدوية الحديثة في مصر.
-الأنباء عن استحواذ الشركة المتحدة لتوزيع الدواء، أكبر شركة توزيع للدواء في مصر، على نسبة 50% من سلسلة صيدليات 19011.
-الأنباء عن بيع الدكتور حاتم رشدي مالك سلسة صيدليات رشدي الشهيرة، المجموعة إلى سلسلة صيدليات 19011 مقابل 360 مليون جنيه.
-هذا بالإضافة إلى رفض المساهم الرئيسي في شركة جلاكسو سميثكلاين، المُدرجة في البورصة المصرية، عرض الاستحواذ على حصته من الشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية "أكديما"، موضحا إنها تلقت خطابًا من "أكديما" في 10 مارس 2021، بشأن إبداء رغبتهم في الاستحواذ على حصة المساهم الرئيسي بها، وطلبت "أكاديما" تمكينها من إجراء الفحص النافي للجهالة على شركة "جلاكسو سميثكلاين".
جاذبية الرعاية الصحية والأدوية
وفي نفس السياق، رصد محللو بنوك الاستثمار عدة سيناريوهات لقطاع الرعاية الصحية والأدوية بالسوق المصرية، متوقعين أن يشهد القطاع معدل نمو يتراوح ما بين 11: 13% خلال العام الجاري 2021، مع تسجيل الشركات مبيعات بقيمة تقترب من 90 مليار جنيه بنهاية العام.
وأوضح الخبراء أن القطاع الصحي بالسوق المصرية يعتبر الأفضل على صعيد المنطقة، ولكنه مازال يعاني من بعض المشاكل المرتبطة بجودة وكفاءة الخدمة العلاجية المقدمة للمواطنين، وهو ما دفع الحكومة لزيادة الإنفاق الاستثماري الموجهة للقطاع، بالإضافة لتوفير التمويل اللازم لبرامج الرعاية الصحية وعلى رأسها برنامج التأمين الصحي الشامل الجديد.
ومن المتوقع أن يساهم التأمين في زيادة جودة الخدمة العلاجية بأقل التكاليف على المواطنين، مؤكدين على ضرورة تسخير التكنولوجيا الرقمية والاستفادة منها في تطوير الخدمات العلاجية المقدمة.
"الإسكان" تسلم 3072 وحدة سكنية بمشروع "دار مصر-الأندلس" يوم الأحد
