عمر مكرم.. زعيم الشعب ومُشعل ثوراته
في مثل هذه الأيام من العام 1750م، ولد الزعيم عمر مكرم، والذي أصبح فيما بعد زعيمًا للمقاومة والحركات الشعبية داخل القطر المصري ضد أي ظلم يوجّه إلى شعب مصر سواء كان من الوالي أو من أعداء الخارج، تلقى عمر مكرم تعليمه في البداية داخل كُتاب كما كان السائد وقتها، ثم انتقل للقاهرة ليلتحق بالأزهر الشريف.
يمتد نسب عمر مكرم إلى العائلة الشريفة "آل البيت" إذ يرجع نسبه إلى سيدنا علي بن أبي طالب، وأصبح فيما بعد نقيبًا للأشراف، وهي نقابة تجمع فيها من يمتد نسبهم إلى آل البيت النبوي.
بداية من تخرجه من الأزهر الشريف قد انشغل بالحركات الشعبية المقاومة للظلم والاستبداد، ومن ذلك ثورة العهد الأعظم عام 1795م، والتي قامت في وجه الوالي التركي والمماليك، لظلمهم واستبدادهم بالشعب، فقد ساءت أحوال معيشة الناس وكثُرت عليهم الضرائب واستولى المماليك على الكثير من أملاك الناس، فلجأ الشعب إلى الأزهر الشريف ليقف في وجه الفساد، وكان عمر مكرم نقيب الأشراف وقتها فعاونهم ووقف إلى جوارهم، ومن أقوله أمام أحد معاوني الوالي "أنتم تُجبرون الناس على الثورة، والناس في ضيق من أفعالكم"
كما واجه عمر مكرم الحملة الفرنسية عام 1798م، ومان له دور كبير في استقطاب الناس حوله لمقاومة الغزو، ولما دخل الفرنسيين مصر طلبوا منه مساعدتهم وعرضوا عليه المناصب، لكنه رفض ذلك، فضيقوا عليه فقرر الهروب، ثم عاد بعد ذلك ليلتف حوله الشعب مع الأزهر، وتقوم ثورة القاهرة ضد الاحتلال الفرنسي عام 1800م.
كان عمر مكرم من الأسباب المباشرة في خلع خرشيد باشا والي مصر وإحلال محمد علي مكانه، وعندما جار محمد على الشعب وفرض الضرائب الباهظة عليهم، لجأ إليه الناس، فوقف في وجه محمد علي، لكن محمد علي كان يريد لنفسه الحكم دون تدخل أو مشورة أحد، فأطاح بعمر مكرم، وتم نفيه خارج القاهرة إلى دمياط، ثم إلى طنطا حتى توفي عام1793م.