16 منها مهددة بالانقراض.. 500 نوع من الطيور النادرة في مصر (صور)
تمثل الطيور أحد أهم مكونات التنوع البيولوجي وأكثرها تميزًا في مصر، حيث تتمتع بلادنا بتنوع كبير من البيئات لكل منها طيورها المميزة.
ومصر تمثل المعبر اليابس الوحيد بين ثلاث قارات: أوروبا وآسيا وإفريقيا، لذا فهي إحدى أهم طرق هجرة الطيور في العالم، حيث تعبر مئات الملايين من الطيور خلالها كل ربيع وخريف، وتقضي الكثير من الطيور الشتاء في المناطق الرطبة بمصر؛ ما يجعلها مشتى دوليًا بالغ الأهمية للطيور المائية.
500 نوع في مصر
وفي هذا الصدد قال خالد نوبي، المدير التنفيذي للجمعية المصرية لحماية الطبيعة، إنه تم تسجيل نحو 500 نوع من الطيور في مصر، أغلبهم مهاجر وليس مقيمًا، وتستضيفهم البلاد خلال موسم الهجرة.
وأكد المدير التنفيذي، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أن مصر لها أهمية كبيرة في هجرة الطيور؛ نظرا لموقعها الجغرافي الذي يربط بين ثلاث قارات هي: إفريقيا وآسيا وأوروبا.
وأضاف أن طيور غرب آسيا وشرق أوروبا تهاجر جنوبا إلى إفريقيا عبر مصر خلال فصل الخريف لتقضي الشتاء فيها، وبعض منها يقضي الشتاء كامل في مصر.
وبعد انتهاء موسم الشتاء تهاجر الطيور في رحلة العودة شمالًا إلى مصر، حيث تعود إلى موطنها الأصلي أو أماكن تكاثرها في أوروبا وآسيا، وفق تصريحات مسؤول برامج الحماية بالجمعية المصرية لحماية الطبيعة.
2 مليون طائر
وبحسب مشروع الطيور الحوامة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن وادي البحر الأحمر يستضيف هجرة أكثر من 2 مليون طائر في أسراب ضخمة وصولًا إلى مواقع تعشيش خصبة في أوروبا وآسيا الوسطى وبالعكس على طول ثاني أكبر مسار لهجرة الطيور في العالم.
وتؤكد تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن منطقة وادي البحر الأحمر ما تزال معرضة لضغوط تطويرية كبيرة، خاصة في ظل ارتفاع الطلب على الطاقة وإمدادات الغذاء والسياحة التي أدت إلى تغييرات هائلة في استخدامات الأراضي وزيادة الحاجة إلى المزيد من إدارة النفايات.
ينتشر الصيد العشوائي والقتل غير القانوني للطيور على نطاق واسع، وبالتالي فإنه يمكن لهذه القطاعات الخمسة وهي الزراعة والطاقة والصيد والسياحة وإدارة النفايات أن توفر بيئة غير مضيافة بشكل متزايد للطيور الحوامة ولها القدرة على التأثير في جموع الطيور الحوامة عبر القارات الثلاث.
16 نوعًا مهددًا بالانقراض
وأشار تقرير دولي أعدته وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن مصر لديها 34 موقعًا كمناطق مهمة للطيور، وتضم مجموعة من البيئات الأساسية للطيور منها: الأراضي الرطبة والجبال عالية الارتفاع ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية.
وأكد تقرير وزارة البيئة، بعنوان "دليل المناطق الهامة للطيور في مصر"، أنه يوجد 16 نوعًا من الطيور المهددة بالانقراض على المستوى العالمي، تمثل مصر أهمية كبيرة بالنسبة لـ7 أنواع منها.
وبحسب التقرير، فإن 15 منطقة من المناطق الهامة للطيور تقع في محميات معلنة، وخمسة مناطق بداخل مناطق يزمع حمايتها. ولا يمكن إعلان جميع المناطق المهمة للطيور كمحميات ففي مواقع مثل السويس والعين السخنة يجب أن يتم حماية الطيور وبيئاتها من خلال التخطيط والإدارة الحكيمة.
ووفقا لمشروع الطيور الحوامة المهاجرة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن هناك خمس من هذه الأنواع مهدد عالميًا بحسب القوائم الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وهي: الرخمة المصرية "النسر المصري" والصقر الحر وملك العقبان الشرقي والعقاب المنقط الكبير وأبو منجل الأصلع الشمالي في حين أن كل من هذه الأنواع لديها حالة حماية غير ملائمة وفقًا لاتفاقية الأنواع المهاجرة.
مخاطر تهدد الطيور
أوضح تقرير المناطق المهمة للطيور أن تلك المناطق تواجه مخاطر عديدة، أهمها تدمير البيئات، والتلوث، والاستغلال غير المستدام للطبيعة.
أما خطر تدمير البيئات، فقد أكد التقرير أن التنمية الجائرة غير المنتظمة تمثل إحدى أهم المخاطر التي تهدد المناطق الهامة للطيور، ما يؤدي إلى تدمير بيئات مهمة من خلال استصلاح الأراضي والرعي الجائر، والسياحة غير المستدامة والمحاجر العشوائية.
وأكد تقرير وزارة البيئة أن الكثير من المناطق الرطبة في مصر تعاني من التلوث خاصة في الدلتا، ويمثل التلوث البترولي خطرًا يهدد البيئة البحرية ومستعمرات الطيور البحرية، كما يؤدي التخلص العشوائي من النفايات الصلبة إلى تدهور الكثير من البيئات الطبيعية.
وبحسب دليل المناطق المهمة للطيور، فإن نحو مليوني طائر يقع في شباك الصيادين كل خريف، وذلك على شاطئ البحر المتوسط بمصر، ومن هذه الطيور أنواع مهددة بالانقراض دوليًا مثل طائر المرعة.
مشروع الطيور الحوامة
يهدف مشروع الطيور الحوامة المهاجرة لدمج حماية الطيور الزائرة في القطاعات الخمس الرئيسية للمجتمع، وهي الزراعة والطاقة والصيد والسياحة وإدارة النفايات.
ويعمل المشروع في 11 دولة ضمن مسار الهجرة لحفرة الانهدام- البحر الأحمر، وهي: جيبوتي ومصر وإريتريا وإثيوبيا والأردن ولبنان وفلسطين والمملكة العربية السعودية والسودان وسوريا واليمن.