المركز الإقليمي للتمويل المستدام: تشكيل شراكات إقليمية وعالمية للنهوض بالأهداف المشتركة
شدد الدكتور محمود محيي الدين، رئيس المجلس الاستشاري للمركز الإقليمي للتمويل المستدام، على أهمية دور المركز كمبادرة إقليمية رئيسية للدول الإفريقية والعربية لتنسق وتستفيد من الشراكات العالمية، مشيرًا للدور المتنامي للقطاع المالي في دعم تحقيق كل بلد لأهداف التنمية المستدامة الخاصة بها، حيث يلبي احتياج ويوفر فرص للتكامل مع الموارد العامة لضمان إمكانية تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، موضحًا أنه بدعم المجلس الاستشاري الذي سيوفر المعرفة الفنية وتبادل المعلومات والموارد ذات الصلة، يمكن تشكيل شراكات إقليمية وعالمية للنهوض بالأهداف المشتركة.
كما قدمت سينا حبوس، الرئيس التنفيذي للمركز، عرضا مرئيًا لمقترح استراتيجية المرحلة التأسيسية للمركز (2021-2023) وآليات انتشار المركز بقطاعات الاقتصاد المتنوعة بهدف نشر الوعي بالتنمية المستدامة وتعزيز ثقافة الاقتصاد الأخضر داخل القطاعات المالية غير المصرفية، وإنشاء منصة إلكترونية لعرض الاتجاهات والتطورات في مجال التمويل المستدام، وتدشين مؤشر للاستثمار المسئول لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بجانب تقديم الدعم والمشورة الفنية للتأكد من التزام الجهات الحاصلة على تمويل أخضر باستثمار هذا التمويل في الغرض المخصص لذلك.
واتفق أعضاء المجلس الاستشاري على ضرورة الاهتمام بالأوجه المختلفة للخدمات المالية غير المصرفية وأخذها في الاعتبار عند تصميم البرامج التدريبية للمركز، وأهمية بناء القدرات ورفع الكفاءة للعاملين به والتي على أساسها سيتمكن السوق من الانتقال إلى استخدام آليات التمويل المستدام باعتبار أن العنصر البشري هو المحرك الأساسي لذلك، وذلك عن طريق قيام المركز بوضع برامج في التمويل المستدام والموضوعات المتعلقة به.
كما لفت أعضاء المجلس إلى إيلاء الإفصاحات الخاصة بالتغيرات المناخية والمخاطر جانب كبير من الاهتمام، وتضمين الإفصاحات الجديدة مثل التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية والاهتمام بالمحاسبة المستدامة وتعميق استخدامها ضمن المعايير المحاسبية المتعارف عليها، مؤكدين على أن هذه الموضوعات جديدة ولم يتم التطرق لها بالإقليم وهو ما سيمنح المركز ميزة تنافسية وفرصة لتقديم خدمات ذات أسبقية.
كما أكد أعضاء المجلس على إمكانية أن يلعب المركز دور حيوي في مواءمة السياسات بين الدول المختلفة بالإقليم وهو ما سيشجع على الدخول في استثمارات جديدة بين الدول وفتح آفاق جديدة للتعاون، مشيرين في ذات الوقت إلى ضرورة اهتمام المركز بتقديم خدماته للشباب والمرأة وعدم اقتصار خدماته على القطاع الخاص فقط، وضرورة توجيه جزء من خدمات المركز لدعم المساواة والتنوع بين الجنسين وتقديم الدعم اللازم لدخول المرأة في مجالات التمويل المستدام.
جاء ذلك خلال انعقاد أولى اجتماعات المجلس الاستشاري للمركز الإقليمي للتمويل المستدام بمشاركة كلا من رئيس هيئة الرقابة المالية وتناوله للدور الاستشاري للمركز تمهيدًا ليحتل المركز موقع الصدارة اقليميًا، وهشام رمضان-الرئيس التنفيذي لمعهد الخدمات المالية والذى أعرب عن ثقته في قدرة وخبرة المجلس الاستشاري للمركز على فتح آفاق وفرص تنموية جديدة أمام الشركات العاملة بالقطاع المالي غير المصرفي والتوسع في جذب الاستثمارات بما سيتيحه من خدمات استشارية وبرامج تدريبية للعاملين تؤهلهم لواقع جديد يتجه نحو الاقتصاد الأخضر.