هيلين كيلر.. كفيفة وصماء تحولت إلى أديبة ورائدة عالمية
يحل اليوم ذكرى ميلاد الأديبة والناشطة العالمية هيلين كيلر، في السابع والعشرين من يونيو عام 1880م.
ولدت في ولاية آلاباما الأمريكية، وكان والدها آرثر كيلر ضابطًا بالجيش، وكانت هناك حرب أهلية في تلك الفترة؛ مما جعل حياة أسرة هيلين صعبة، حتى افتتح والدها صحيفة محلية عام 1885م.
كانت “هيلين” طفلة طبيعية لا تعاني من أي مرض، إلى أن أصابها مرض الحُمى القرمزية وعمرها 19 شهر، فأصابها بالعمى والصمم التام، عاشت هيلين طفولتها وهي تشعر بالغربة بين أقرانها، وكان ذلك يغضبها كثيرًا، فهي لا تستطيع التواصل مثلهم، وفي عام 1886م، أحضر والداها معلمة جديدة لهيلين، تدعى سليفان وقد استجابت لها بسرعة كبيرة.
بدأت سليفان بتدريب هيلين على وضع أصابعها على الحروف البارزة للتعرف عليها، وبتلك الطريقة تعلمت هيلين الأبجدية، ثم بعدها بدأت بالتطور ومعرفة الكلمات والتمييز بين الأسماء والأفعال وطريقة نقلها إليها باللمس، واجهت الكثير من الصعوبات لتعلم ذلك، وكان بداية إدراكها عندما اختارت الماء، فأدركت أن هناك طريقة معينة تشير إلى الماء.
انضمت هيلين إلى كلية رادكليف، بعدما اجتازت اختبارات القبول بنجاح، بدأت دراسته داخل الكلية عام 1900م، واجهت الكثير من المصاعب خلال تواجدها في الجامعة، وكان أساتذتها يعطوها اهتمامًا خاص، وبدأت في تلك الفترة النظر في حقوق أصحاب الإعاقات خاصة في المجتمعات الفقيرة، بالأخص عندما قرأت أن معظم فاقدي البصر من الفقراء.
كتبت أول كتاب لها في فترة الجامعة عن قصة حياتها وكان بعنوان "قصة حياتي" ونالت تقدير كبيرًا من النقاد، وفي عام 1903م، بدأت طباعة الكتاب بشكل موسع وفيما بعد تُرجم إلى أكثر من 50 لغة، وفي عام 1904م تخرجت هيلين لتصبح أول كفيفة تحصل على درجة الليسانس في العالم، وحصلت على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد.
زارت مصر عام 1952م، وطلبت أن تلتقي بالدكتور طه حسين، حيث أنها كانت تقرأ الكثير عنه وتطمح في لقائه، وتحدثت عن ذلك اللقاء في خطاباتها قائلة: "كان من أهم الأيام في حياتي هو يوم زيارة الأديب المصري طه حسين عند تواجدي في القاهرة، فلسنوات عديدة قرأت عنه ولا يمكنني التعبير عن مدى سعادتي لمقابلته هو وزوجته وابنه، بقيت معه ساعة كاملة وكان لي الشرف أن ألمس وجهه، فكم كان وسيما ومتحضرًا ومليئا بالنور الداخلي، وناقشنا العديد من الموضوعات وتحدثنا عن عمله وإنجازاته، وأخبرني أنه عندما كان وزيرًا للتعليم، عمل بإصرار لتمكين المكفوفين من الذهاب إلى الجامعات والكليات، وقال إن أحد الاحتياجات الرئيسية للطلاب المكفوفين في مصر هي المدارس الثانوية التي يمكنهم الذهاب إليها لإنهاء تعليمهم في الكلية، لقد كان فخرا لي أن أشعر بشخصية طه حسين تدعمني عندما دعوت وزراء حكومات مختلفة وتوسلاتهم أن يعملوا على تواجد تلك المدارس الثانوية في بلادهم".
كتبت هيلين ثمانية عشر كتابًا، أشهرها: قصة حياتي، والعالم الذي أعيش فيه، وأغنية الجدار الحجري، والخروج من الظلام، وأضواء في ظلامي، توفيت عام 1968م، وعمرها 88 عام، ووضعتها مجلة التايم ضمن قائمة أكثر 100 شخص تأثيرًا في القرن العشرين.