من نوبل للسلام إلى اتهامات بجرائم حرب.. إقليم تيجراي يكشف الوجه الحقيقي لآبي أحمد
يخوض إقليم تيجراي العديد من الصراعات مع الحكومة الإثيوبية بقيادة آبي أحمد، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، حيث تحول الصراع السياسي إلى حرب شاملة استعانت فيها الجبهة الإثيوبية بقوات الدرك في منطقة أمهرة المجاورة ومنطقة عفر، بالإضافة لتورط قوات الدفاع الإريترية، الأمر الذي أدى لارتكاب العديد من الجرائم في حق مواطني إقليم التيجراي.
وبالرغم من استعانة إثيوبيا بالقوات الإريترية، إلا أن قوات جبهة تحرير تيجراي تمكنت أمس الإثنين، من إجبار قوات الجيش الإثيوبي على الانسحاب من ميكيلي عاصمة الإقليم الواقع شمال البلاد، بعد أقل أسبوع من الهجوم المكثف للجبهة، وتدفق سكان إقليم تيجراي إلى الشوارع للاحتفال على الرغم من الدعوات المطالبة بالبقاء في منازلهم، حيث لا يزال الوضع متقلبًا.
ما هو إقليم تيجراي؟
إقليم تيجراي أو تكرينيا، يقع في شمال إثيوبيا، ويحده من الشمال إريتريا ومن الغرب السودان ومن الشرق عفر ومن جنوبها إقليم أمهرة.
ويبلغ عدد سكانه 5 ملايين نسمة، يتحدثون عددا من اللغات هي: "اللغة التغرينية، امحرنية، الفرنسية، الإسبانية".
ويشكل التيجراي قرابة الـ %99.6 من نسبة سكان الإقليم الإثيوبي، و6.1 من مجموع سكان إثيوبيا.
هيمنة إقليم تيجراي علي السلطة الإثيوبية
بعد نهاية الحرب الأهلية في عام 1991، أصبحت إثيوبيا دولة الحزب المهيمن تحت حكم الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية الإثيوبية (إي بّي أر دي إف)، وهو تحالف من الأحزاب العرقية، كان العضو المؤسس والأكثر نفوذًا هو جبهة التحرير الشعبية لتيجراي، برئاسة ملس زيناوي، والذي كان رئيس وزراء إثيوبيا حتى وفاته في عام 2012.
تنحية إقليم تيجراي عن السلطة
في 2 أبريل عام 2018، أُطيح بجبهة تحرير تيجراي من الحكومة الفيدرالية، وفي انتخابات مغلقة لرئاسة الجبهة الثورية الديمقراطية للشعب الإثيوبي، صوت أعضاء اللجنة التنفيذية من مناطق أمهرة وأورومو وشعوب قوميات الأمم الجنوبية لآبي أحمد في تحد لجبهة التحرير الشعبية لتيجراي.
وفي 1 ديسمبر عام 2019، دمج رئيس الوزراء آبي أحمد الأحزاب العرقية والإقليمية للجبهة الثورية في حزب الازدهار الجديد "تحت قيادته"، الذي هيمن علي السلطة الإثيوبية دون أي مشاركة لإقليم التيجراي، الأمر الذي دفع الإقليم إلي إعلان آبي أحمد حاكمًا غير شرعي من خلال إعادة جدولة الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 29 أغسطس عام 2020 والتي أجلها آبي مرتين سابقًا.
سبب التوتر العسكري
اعتادت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي أن تكون جزءًا من الائتلاف الحاكم الإثيوبي حتى رفضها الاندماج في حزب الازدهار عام 2019.
وفي عام 2020، تصاعدت التوترات بين الحكومة وجبهة تحرير تيجراي في الأشهر التي سبقت التدخل العسكري في نوفمبر.
ورأت سلطات تيجراي أن رفض الاعتراف بانتخابات سبتمبر عام 2020 لبرلمان تيجراي هو سبب اندلاع الصراع، والتي تم تأجيلها من قِبل مجلس الانتخابات الفيدرالي؛ بسبب جائحة كورونا في إثيوبيا، إلى جانب جميع الانتخابات في البلاد.
واعتبرت حكومة آبي أحمد انتخابات سبتمبر في تيجراي غير قانونية، ومنعت الحكومة الفيدرالية الصحفيين من السفر لتغطية انتخابات تيجراي الإقليمية.
تدخل إريتريا لدعم أبي أحمد
لا يحظى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، باحترام كبير في تيجراي، لذا سمح بنقل وحدات النخبة الإثيوبية إلى قاعدة غيرغيرا بالقرب من أسمرة كجزء من اتفاق أمني بين آبي وأسياس في خطة لإخراج الجبهة الشعبية لتحرير تجراي من الوجود، وفقًا لما قاله مسفين هاغوس لوزير الدفاع الإريتري السابق.
وفي أواخر أكتوبر، صرحت لجنة المصالحة الإثيوبية بأنها كانت تحاول التوسط بين الحكومة الفيدرالية وحكومة تيجراي، لكن الشروط المسبقة التي وضعها الطرفان كانت تعرقل التقدم وفي 4 نوفمبر، اقترح البرلمان الفيدرالي لإثيوبيا تصنيف الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي كمنظمة إرهابية.
الأمم المتحدة تدين
قالت الأمم المتحدة، إن أعمال تقويض الحركة الإنسانية تواصلت في إقليم تيجراي الإثيوبي، وأدانت الاعتداء على عمال الإغاثة واحتجازهم، فضلًا عن نهب ومصادرة الأصول والإمدادات الإنسانية.
ويُقدّر أن نحو 350 ألف شخص في منطقة تيجراي المضطربة في إثيوبيا، يعيشون وضع المجاعة بسبب الحرب.
وأشارت بعض التقارير العالمية، إلى أن الملايين في تيجراي يحتاجون إلى غذاء عاجل ودعم زراعي ومعيشي، للحيلولة دون الانزلاق أكثر نحو المجاعة بسبب الحرب.