سعيد زكي يكتب: هل سقط خالد منتصر في فخ أشرف الخمايسي؟
يشهد الوسط الثقافي هذه الأيام حالة لغط، مردها غلاف كتاب للروائي أشرف الخمايسي الذي يحمل عنوان "المسحة"، وغلافه عبارة عن صورة للدكتور خالد منتصر على "مناديل تواليت"، لتنقسم الساحة الثقافية إلى معسكرين بين مؤيد ومعارض.
أشرف الخمايسي ومن خلفه مؤيدوه ينطلق في هذا الشكل للكتاب، من دافع أن خالد منتصر ينادي بالحرية والديمقراطية المنفتحة وبلا أدنى حدود، إلى الحد الذي اعتبر معه الرسوم المسيئة للرسول أمرًا طبيعيًّا وحرية شخصية لا تستلزم من المسلمين كل هذا السخط، ومن هذا المنطلق لم يبادل "الخمايسي" الذي يسير في عكس هذا الاتجاه، ويرى أن للحرية والديمقراطية حدودًا لم يبادل خالد منتصر كلامًا بكلام بل كلامًا بفعل فألف كتابه "المسحة" وهي كلمة حمالة أوجه، وعلى الغلاف صورة خالد منتصر على كل "ورق تواليت"، من باب وضع خالد منتصر في التجربة، وأن عليه أن يتحمل الديمقراطية التي ينادي بها.
رد فعل خالد منتصر حتى الآن غير معروف فهل يقاضي أشرف الخمايسي فيكون بذلك ناقض نفسه وانقلب على الديمقراطية التي ينادي بها، "ويسقط إلى الأبد" بتعيبر الخمايسي نفسه، هل يصمت خالد على ما يعتبره أشياعه ومن هم من نفس توجهاته الفكرية إهانة له، فيكون بذلك وقع في فخ نصبه له الخمايسي من مدخل الديمقراطية التي ينادي بها منتصر نفسه ومن منطلق أنه ليس أفضل من الرسول الكريم الذي ينادي بها منتصر؟. هذا ما ستسفر عنه الأيام.
بين معسكري التأييد والرفض يقف معسكر الوسط الذي يطالب الخمايسي بتغيير غلاف الكتاب، ومنهم الروائي إبراهيم عبد المجيد، لكن الخمايسي أعلن أنه لا مجال للتراجع لأن الكتاب طبع بالفعل، وسيكون متاحًا في معرض الكتاب المقرر انطلاقه بعد غد. بل وهاجم من هاجموا الغلاف من الوسط الثقاف واعتبر ردود أفعالهم مخيبة للآمال لأنهم يجب عليهم احتضان حرية التعبير بشكل مطلق، هو نفسه من ينادي بمحاكمة المؤلف والناشر على غلاف كتاب! ولو أن الأزهر طالب بمنع كتاب ـ لا بمحاكمة كاتبه وناشره ـ لأن على غلافه صورة امرأة عارية لوجدت هؤلاء أنفسهم يعوون مطالبين بالتخلص من الأزهر الظلامي الرجعي المتخلف! خيباتنا العربية سببها هؤلاء المثقفون من معدومي المبادئ.
عموما فعلا استطاع أشرف الخمايسي أن يوقع الجميع في شركه واستطاع أن يرد ردًّا غير عادي وغير نمطي على خالد منتصر الذي يختلف معه تمام الاختلاف.. ويبقى الوسط الثقافي يضرب أخماس أسداس ويتساءل: ما الذي سيفعله خالد منتصر؟!