تقارير صحفية فلسطينية: أزمة نزار بنات.. إلى أين؟
قال مصدر رفيع في السلطة الفلسطينية، إن التحقيق في مقتل الناشط الفلسطيني نزار بنات، يسير بصورة شفافة، غير أن هناك بعضًا من النقاط الفنية في هذا التحقيق والتي سيتم فيها إلقاء الضوء على أسباب اعتقال بنات والكشف تفاصيل نشاطه قبل اعتقاله.
وأشار تقرير خاص للتليفزيون البريطاني إلى أن بنات كان على علاقة وثيقة مع الكثير من عناصر المقاومة، وكان ناشطًا لافتًا في الكثير من الأزمات حال حصولها خاصة أزمة اللقاحات الأخيرة التي تم ردها للاحتلال بسبب ما تردد عن انتهاء مدة صلاحيتها.
ونبهت الكثير من المصادر إلى أن بعض من القيادات الفلسطينية أعربت عن قلقها وغضبها من وفاة نزار بنات خاصة في ظل تداعيات هذه الأزمة.
وفي مقال له بموقع معا للأخبار، حذر الكاتب الفلسطيني العميد أحمد عيسى من تداعيات هذه الحادثة، خاصة مع ترديد الجماهير الفلسطينية الغاضبة عبارة أن الشعب يريد أسقاط النظام.
وقال عيسى نصا: "يخطئ أيما خطأ كل من يبني دعوته لإسقاط النظام في فلسطين على أساس الخطيئة أو الجريمة التي ارتكبتها الوحدة الأمنية التي تسببت في موت الناشط السياسي نزار بنات في الخليل يوم الأربعاء الماضي، كما يخطئ النظام ومؤيدوه ايما خطأ إذا ما أسسوا خطتهم الدفاعية عن النظام بالاكتفاء باتهام الآخر بالمؤامرة، علاوة على مقارنة فعل الوحدة الأمنية المسؤولة عن القتل بفعل غيرها من الأجهزة الأمنية التي لا تلتزم بالقانون، لأن مناط المقارنة هنا واحد وهو عدم إحترام القانون، الأمر الذي يتناقض مع الدستور الذي يقوم عليه النظام الفلسطيني برمته".
بدوره يقول الكاتب والمحلل السياسي وليد الشيخ، إن موت نزار بنات يمثل علامة فارقة في تاريخ الفلسطينيين بعد اتفاقية أوسلو، وعلامة أيضا في أداء السلطة وطريقة معالجتها للملفات المتعلقة بالمعارضة السياسية، تلك الأخطاء التي واصلت تراكمها ببطء وعناد، إلى أن وصلت إلى لحظة مغلقة، حيث الإجابات كلها، أشد قسوة واستحالة من الأسئلة الممكنة.
وقال الشيخ في مقال له تداولته بعض من منصات ومواقع التواصل الفلسطينية "تعثرت السلطة وجميع الفصائل في الطريق نحو التحرر، تعثرًا بالغًا، منح الأخطاء معان فأصبحت استراتيجيات عمل، لا يمكن التراجع عنها، وكرس بشكل مخالف لقوانين التطور، مجموعة من الأفراد ظنت إنه ا امتلكت الحقيقة، وان دائرة معرفتها اكتملت، فأغلقت آذانها، وأدارت وجهها، في حين كانت الدروب الفرعية والطرق الجانبية تزخر بحالات وعي جديدة، وعي مبني على فهم حركة التاريخ. ومن هناك دخل نزار بنات، إلى المشهد، وسجل اسمه، ربما كما لم يفعل أي معارض (على الأقل في السنوات الأخيرة).