سحب الثقة والاستقلال.. كيف يهدد إقليم تيجراي رئيس الوزراء الإثيوبي؟
حالة من التخبط تعيشها الحكومة الإثيوبية خلال الوقت الراهن، بعدما أعلنت جبهة تحرير تيجراي السيطرة على كامل مدينة ميكلي عاصمة الإقليم، وطرد قوات الجيش الإثيوبي، فيما سارعت الحكومة الإثيوبية برئاسة آبي أحمد علي، إلى إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد ودون شروط، بعد انسحاب قواتها من العاصمة ميكيلي.
ويخوض الجيش الإثيوبي الفيدرالي التابع للحكومة التي يترأسها أبي أحمد، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، صراعات منذ شهر نوفمبر الماضي، أدت إلى تحول الصراع السياسي إلى حرب شاملة استعانت فيها الحكومة الإثيوبية بقوات إقليم أمهرة والجيش الإريتيري.
وارتكبت قوات الجيش الإثيوبي خلال الأشهر الماضية العديد من جرائم الحرب تجاه مواطني إقليم تيجراي الأمر الذي دعا الاتحاد الأوروبي وبعض دوله إلى توجه اتهامهات للرئيس الوزراء الإثيوبي، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الإقليم، كما قدمت بعض المؤسسات الدولية والحقوقية دعاوى ضده في المحكمة الجنائية الدولية، ما ينذر بقرب انتهاء مرحلة توليه لقيادة الحكومة الإثيوبية.
أبي أحمد تلقى هزيمة ساحقة في تيجراي
وتعقيبًا على ما يجري في إقليم تيجراي، قال السفير أحمد حجاج، الأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية، إن إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي وقف إطلاق النار من جانب واحد ودون شروط، يدل على تلقيه هزيمة ساحقة من قوات تيجراي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أن الانتخابات التي شهدتها الأراضي الإثيوبية لم يتم أخذ مواطني إقليم تيجراي في الاعتبار واستشارتهم في القيادة السياسية الإثيوبية، وتجاهل أكبر قوة مسلحة في إثيوبيا.
وبالحديث عن إمكانية سحب الثقة من أبي أحمد، أشار الأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية، إلى أنه لن يتم سحب الثقة من أبي أحمد، معللا ذلك بأن حزب الازدهار الذي ينتمي إليه يسيطر على البرلمان الإثيوبي، وفي حال مطالبة البرلمان بذلك فلن يسمح أبي احمد بذلك باستخدامه القوة للبقاء في قيادة الحكومة الفيدرالية.
تيجراي يهدد ببقاء آبي احمد في السلطة
كما ترى الدكتورة هبة البشبيشي، المتخصصة في الشؤون الإفريقية الإثيوبية، أن ما يحدث في إقليم تيجراي يمثل هزيمة للجيش الإثيوبي، ويمكن أن يهدد باستمرار رئيس الحكومة آبي أحمد في السلطة، خاصة أنه لم يتم إجراء انتخابات داخل إقليم تيجراي.
وأضافت البشبيشي في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن الأحداث التي يشهدها إقليم تيجراي خلال الوقت الراهن يمكن أن تتسبب في انفصال الإقليم واستقلاله عن الحكم الإثيوبي، كما يمكن أن تصل إلى التصويت على سحب الثقة من حزب الازدهار الذي ينتمي إليه أبي أحمد، في البرلمان الإثيوبي.
وفي سياق متصل قال مصدر عسكري سابق في الجيش الإثيوبي، إن قوات جبهة تحرير تيجراي تمكنت من السيطرة على كامل مدينة ميلكي عاصمة إقليم تيجراي، عقب نشوب مواجهات عسكرية بين قوات الجيش وعناصر قوات جبهة تحرير الإقليم.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24"، أن عناصر جبهة تحرير تيجراي استمرت في مواجهة الجيش الإثيوبي لمدة 10 أيام قبل أن يتم السيطرة على عاصمة الإقليم.
وكشف العسكري الإثيوبي السابق أنه تم قتل 9 قيادات عسكرية من الإدارة المكلفة من قبل الحكومة الإثيوبية لإدارة الإقليم، وأسر آخر، خلال الساعات الأخيرة في عاصمة الإقليم، مشيرًا إلى أن أهالي المدينة يعيشون حالة من الفرح عقب تمكن قوات جبهة التحرير من السيطرة على مدينة ميكلي وانسحاب قوات الجيش الإثيوبي.