طريقة لنوم الأطفال عن طريق البكاء.. وطبيبة: "حرمان عاطفي وقسوة من الأم"
حالة من الجدل اجتاحت إحدى المجموعات الخاصة بالأمهات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعد أن طرحت أم سؤالًا حول مدى فاعلية طريقة نوم للأطفال حديثي الولادة تعتمد على تركهم يبكون حتى الخلود في النوم وتعرف باسم “Cry It Out Method”، والذي يرشحها بعض استشاري الأطفال.
وتباينت تعليقات الأمهات بين معارضات لهذه الطريقة وبين أخريات مؤيدات، حيث إن هذه الطريقة أتت بثمارها معهن، مشيرات إلى أن هذه الطريقة تضمن ترك الطفل للنوم بمفرده والذهاب للاطمئنان عليه كل 5 أو 10 دقائق حتى إذا شرع في البكاء يترك بحد أقصى 30 دقيقة فقط.
وأشارت بعض الأمهات إلى أنه بالرغم من صعوبة هذه الطريقة إلا أن الأمر يستحق عندما تعاني الأمهات من الإرهاق بسبب قلة نوم الصغار، لافتات إلى أن أول ليلة في اتباع هذه الطريقة هي التي استغرقت أطول وقت في بكاء الطفل حيث استغرقت مدة بكائه ساعة ونصفًا، بعدها أصبحت ساعة إلا ربع، وفي الليلة التالية بكى لمدة 15 دقيقة فقط.
فيما اعترضت بعض أمهات على هذه الطريقة، مؤكدات أن لها أعراضًا جانبية مضرة للأطفال وتؤذيهم نفسيًا وجسديًا، وأوضح البعض أنها تزيل شعوره بالأمان، وتدمر خلايا المخ وتجعلهم أكثر عصبية عن المعتاد.
كما أكدت أمهات أخريات اتبعن هذه الطريقة على أنها غير مجدية وأشعرتهم بالذنب في بعض الأوقات لتركهم الأطفال يبكون لفترات طويلة دون الاعتناء، ناصحين الأم باتباع روتين وطرق أخرى لنوم الطفل.
طرق لنوم الأطفال
طريقة فيربر:
تعتمد هذه الطريقة على ترك الأطفال بمفردهم للنوم من تلقاء أنفسهم، على أن تنتظر الأم لمدة 5 دقائق وإذا بدأ الطفل في البكاء تعاود له مرة أخرى لتهدئته وللاطمئنان عليه دون حمله من على سريره الخاص، ثم تتركه مرة ثانية وفي حال بكائه مرة أخرى تعود له الأم، ولكن بعد 10 دقائق لتهدئته، ويمكن زيادة تلك المدة في كل مرة، وتكرر هذه العملية حتى يعتاد الطفل على أن ينام بمفرده.
الضوضاء البيضاء:
هي أصوات تكرر بطريقة ثابتة تساعد الأطفال أو حتى الكبار على الاسترخاء والنوم بسهولة، وأشار خبراء في مجالات الأطفال على أن تعرض الأطفال للضوضاء البيضاء يساعدهم على النوم بشكل أفضل، والسر وراء هذه الطريقة يكمن في أنها تشبه تلك الأصوات التي اعتادوا أن يسمعوها داخل أرحام أمهاتهم كالأصوات الناتجة عن العمليات الحيوية التي تقوم بها الأعضاء داخل أجساد الأمهات ويشعر بها الأطفال في فترة الحمل.
وأكدت إحدى الدراسات أن 80% من الأطفال الرضع يغلب عليهم النعاس بعد 5 دقائق من تعرضهم للضوضاء البيضاء.
في ذات السياق، قالت الدكتور ندى عطية، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، إن هذه الطريقة ما هي إلا حرمان عاطفي وقسوة من الأم اتجاه طفلها، مضيفة أن البكاء هو طريقة التعبير عما يحتاجه الأطفال في هذا العمر، فالطفل عند شعوره بالجوع أو التعب يبدأ في البكاء فيجب أن لا نهمل بكاءه أو نتركه دون اتخاذ رد فعل.
وأوضحت ندى عطية، خلال حديثها لـ"القاهرة 24"، أن الطفل عند بلوغه سن الثلاثة أشهر يبدأ في الشعور بمن حوله وهذا ما يترتب عليه شعوره بالاحتياج للحضن أو الحمل واللعب، مشيرة إلى أن الحرمان من كل تلك الأشياء يعاني منه الأطفال المتواجدين داخل الحضانات عند وصولهم لهذا العمر في ظل عدم وجود أمهاتهم.
وأضافت أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، أن الطفل في هذا العمر يحتاج أن يكون هناك "Body Language" بينه وبين الأم، فإذا شرع في البكاء يجب على الأم أن تحتضنه ولا تتركه مستمرًا في البكاء، وتابعت: "الطفل إذا بكى لحاجته في أن يُحمل فعلى الأم أن تحمله، لأن عند بكاءه هو يعبر عن احتياجه لشيء معين فهو لا يفعل ذلك بقصد تعذيب الأم".
وتابعت: "وبخصوص أفضل طريقة من الممكن أن تتبعها الأمهات لمساعدة الطفل للنوم هو احتضانه وأن يكون جسده ملامس لجسدها، لأن بهذه الطريقة يستطيع الطفل أن يتعرف على كل من رائحة ودرجة حرارة وصوت الأم، بالإضافة إلى أنه يتمكن من سماع صوت دقات قلبها التي كان يسمعها هو داخل الرحم، ناهية الأمهات من الطرق التي تتبعها بعضهن من “هز” الطفل بطرق عنيفة لمساعدة على النوم، لأن الشعيرات الدموية عند الطفل تكون ضعيفة فمن الممكن أن يتسبب له في حدوث نزيف في المخ أو أضرار أخرى تعرف بـBody Shaking Syndrome".