الأحد 22 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"ملاذ ومهرب".. كيف ساعدت الموسيقى مرضى الإدمان في التعافي؟

مركز العزيمة بمرسى
تقارير وتحقيقات
مركز العزيمة بمرسى مطروح
الأربعاء 30/يونيو/2021 - 10:24 م

بين الدف والطبلة والأرج وآلات موسيقية عدة، ولوحات فنية معلقة على جدران، ينغمس كل مريض بالإدمان في العزف برفيقة رحلة تعافيه من الآلات الموسيقية، كل منهم دق أبواب مراكز العزيمة التابعة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، والغاية واحدة.. التعافي من الإدمان، وخرج من أسفل جدرانه إنسانًا جديدًا يجيد مهارات مختلفة كلعب الموسيقى، والتي كانت سببًا رئيسيًا في تعافيهم من المخدر، حسب حديثهم.

"الإدمان كان قراري.. حب فضول مني، حابب أجرب كل جديد، دخلت في السكة وبقى صعب عليا أوقفه، محاولات إيقاف كتير جدًا فاشلة أنا اختارت سكة الإدمان دون إجبار من أحد، كنت تائه ووقعت نفسي" بتلك الكلمات بدأ أحمد داوود، أحد متعافي الإدمان بالمركز حديثه مع "القاهرة 24"، ساردًا رحلته مع الإدمان والتي بدأت منذ عام 2013.

يردف صاحب الـ25 ربيعًا، أنه أخذ قرار العلاج من المخدر بعد مضيّ 8 سنوات في الإدمان، فقد خلالها أباه وأخاه الأكبر، كما فقد أيضًا الدعم من الأهل بعد محاولات عدة للعلاج، جميعها كان الفشل نصيبها، إلى أن توجه إلى مركز العزيمة، وهنا بدأت رحلة حقيقية للتعافي بأساليب متعددة.

يقول داوود، إنه دخل المركز إنسانًا وسيخرج منه إنسانًا جديدًا، موضحًا: "لم يكن لي أي نشاط قبل المركز، هنا بدأت ألعب طبلة واكتشفت إني متمكن منها وبحبها ومع الممارسة وجدت نفسي فيها، كما أنني ألعب بنج بونج وبلياردو، جيت هنا وأنا وزني معدوم عضم على لحم، والآن أصبحت بجسم رياضي".


يرى فوزي أحمد، مدرب الموسيقى بمركز العزيمة في محافظة مرسى مطروح، أنه لا يوجد أي فارق بين تدريب الإنسان السليم ومدمن المخدرات، الفرق يكمن في النتيجة فقط، هناك من يحب الاستمرار في تعلم الموسيقى وآخر لا يجد نفسه، ساردًا أنه في بداية التجربة كان قلقًا منها ومن الوجود بمركز لعلاج مدمني المخدرات، ولكن التجربة في مركز العزيمة بمرسى مطروح كانت جيدة جدًا وفاقت توقعاته، لافتًا إلى أنه كان يواجه مشكلة في الكثافة العددية وأعداد الآلات الموجودة، حيث بدأ أول تدريب بـ18 مريضًا.

يستعرض مدرب الموسيقى، خلال حديثه مع "القاهرة 24"، تأثير تعلم الموسيقى وممارستها، موضحًا أن الموسيقى تساعد في إخراج الطاقة السلبية للمرضى، وأيضًا اكتشاف المواهب لديهم، ممن لديهم قدرة على العزف ومن لديه قدرة على الغناء، كما أنها تساعد في تنظيم عمل خلايا العقل وزيادة تركيزه وتهيئة جو نفسي أفضل ومختلف يحتاجه المريض وقت التعافي.

ويتابع فوزي، أن ممارسة الموسيقى تقضي على أوقات فراغ المدمن وتأخذ تفكيره وأحاسيسه بعيدًا عن التعاطي والمخدرات، مشيرًا إلى أن الإقبال على تعلم الموسيقى داخل المركز يزيد كل يوم، وتتم التدريبات تحت إشراف كامل من مسئولي مركز العزيمة.

حسين محمد، اكتشف شغفه بالموسيقى بمركز العزيمة بمحافظة مرسى مطروح، لعلاج مدمنين الإدمان، حيث أصبح اللعب بـ "الدف" ملاذًا له ومهربًا أمنًا من أفكار تطارده، قائلًا إنه كمدمن متعافٍ يواجه مشكلة في أوقات الفراغ؛ ليلجأ للعب على الآلات الموسيقية ولعب الرياضة.

يسرد الشاب العشريني، أن قرار العلاج من الإدمان ليس بالسهل، وأن مدمن المخدرات يتخذ القرار بعد وصوله للمحطة الأخيرة وهي القاع، إما القاع النفسي أو المادي، وفي حالته وصل لحالة القاع النفسي، حيث تم نبذه اجتماعيًا من قبل جميع المحيطين به وخاصة أسرته، وبنبرة خافتة يردف: "تعبت كل الناس وبقيت مرفوض اجتماعيًا ومهزوز وقليل الحيلة، وأنا راجل مش قابل أكون فيه".

يقول حسين، إنه منذ اليوم الأول لوجوده بمركز العزيمة اتجه لقضاء وقت فراغه في تعليم الموسيقى، هربًا من التفكير، وهي المرة الأولى له في ممارسة العزف على أي آلة موسيقية، متابعًا: "بهرب من تفكيري من أول يوم بتعليم الموسيقى ولعب كرة القدم والرسم وكتابة الشعر".

شهر واحد يفصل حسين عن الخروج من المركز، بعد انقضاء فترة علاجه، كان "الدف" رفيقه فيها، والذي اختاره من بين آلات عدة، قائلًا: "الدف إحساسه هادي، اخترته من بين كل الآلات.. اكتشفت إني متمكن فيه هنا، بطلع فيه كل طاقتي، قبل انضمامي للمركز كان لدي طاقة كبيرة، وكنت بخرجها بطريقة سلبية في مخدرات، ولكن الآن بالمركز بتعلم مهارات جديدة لم يكن لدي دراية بها".

تابع مواقعنا