في ذكرى ميلادها.. تعرف على الكاتبة فرنسية جورج ساند
في مثل هذا اليوم الموافق 1 إبريل، ولدت الكاتبة الفرنسية، لأمانتين أورو لوسيل دوبين، والتي عُرفت باسم جورج ساند، لتتمكن من التنقل في مجالس المفكرين والأماكن المحظورة على النساء.
عاشت جورج حياة ازدواجية تكاد تصل للتناقض، فهي تتنقل بين جدتها التي تعيش في الريف وبين العيش مع والدتها في باريس، وكانت جدتها السبب في اهتماها بالأدب والفلسفة، تعرفت من خلالها على أعمال شكسبير وأرسطو وبايرون وباسكال وروسو وغيرهم من عمالقة الفكر، وورثت منها القيم الأرستقراطية التي ضربتها بعرض الحائط، وتمردت عليها بمجرد موت جدتها، لتذهب وتعيش في باريس وتبدأ رحلة تمردها، متخفية في هيئة رجل.
كان أول التمرد ارتداءها بنطلون وسترة الرجال، وأخذت تُدخن السيجار طيلة الوقت، وتلتقي بالأصدقاء الباريسيين والأجانب من الأوساط الأدبية، وتتعرف على "جيل ساندو" ليقربها من صديقه "هنري دي لاتوش" صاحب جريدة "لوفيجارو"، الذي يُعجب بأسلوبها في تحرير زاويتها اليومية مع صديقها، والمنشورة تحت اسم "ج. ساند"، وهكذا تبدأ خطوتها الأولى في أروقة الأدب.
أول روايتان نشرتها جورج، كانت بالمشاركة مع صديقها "جول ساندو"، وهي رواية "السيدة الأولى" و"الوردي والأبيض"، وبعد أقل من عام واحد نشرت أولى روايتها مُنفردة بعنوان "إنديانا"، وشهدت نجاحًا ساحقًا لم تعهده باريس ما جعل "لاتوش" يصفها بأنها إحدى اثنين، إما أنها تقلد أسلوب بلزاك، أو أنها قلم عبقري جديد.
كما لُقبت "بالكاتبة المتدفقة كالنهر"؛ فقد كانت جورج سريعة الكتابة، حيث انتهت من كتابة روايتها "فاديت الصغيرة" وهي من أجمل ما كتبت في أربعة أيام فقط، كما كتبت في أدب السيرة الذاتية، فكان لها سيرتين بعنوان "قصة حياتي" و"هي وهو"، وفي هذه المؤلفات تصف علاقتها وحبها لكثير من أدباء عمرها، مثل موسيه وساندو وشوبان، وقد تناول سيرتها الذاتية باحثون كبار وكتبوا دراسات عنها.
كانت روايتها الأولى تتسم بالرومانسية وسرعان ما تحولت بعد ثورة 1848 إلى كتابات اجتماعية سياسية تهتم فيها بالإصلاح الاجتماعي، ووصف النقاد كتابتها بإنه ا كتابات متطرفة، ففي "رسالة إلى الطبقة الوسطى" توجهت إلى قرائها طالبة منهم التوحد في سبيل التوصل إلى حقيقة اشتراكية، وفي "رسالة إلى الأغنياء" شرحت أن إحساسها يؤكد أن فرنسا مدعوة إلى خوض غمار الاشتراكية بعد قرابة القرن.
وتستمد رسائل جورج أهمية بالغة من حيث تأريخها لأحداث ووقائع ثقافية وفنية مهمة، بالإضافة إلى الاضطرابات السياسية التي عاشتها أوروبا في هذه المرحلة.