في ذكرى وفاتها.. تعرف على هيريت ستاو صاحبة كوخ العم توم
في مثل هذا اليوم توفيت الكاتبة الأمريكية هيريت ستاو، التي استطاعت بقلمها أن تشعل حربًا أهلية في أمريكا، وأثارت الرأي العام الأمريكي ضد العنصرية التي تُمارس على فئة الزنوج، من خلال روايتها الشهيرة "كوخ العم توم"، التي كانت من الكتب الأكثر مبيعًا في القرن التاسع عشر، ويعود سبب انتشارها بهذا الشكل محاكاتها للواقع الذي عمّ الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر الذي كان محوره الاستقرار والاستعباد والمتاجرة بالعبيد.
تدور أحداث الرواية حول شخصية تدعى "العم توم" وهو عبد أسود طالت معاناته من العبودية، وكانت قصص الشخصيات الأخرى تدور في إطار رواية عاطفية تُصور واقع معاناة العبيد في حين تؤكد أيضًا أن الحُبّ يمكنه التغلب على أي تجربة مُدمرة مثل عبودية البشر.
وتنقل الكاتبة في روايتها مظاهر تعذيب توم وغيره من العبيد الذين يتعرضون للجلد والضرب ومعاملتهم بطريقة الحيوانات، إلا أنها على الرغم من ذلك أيضًا نقلت صورة السيد الجيد الذي يعامل الخدم بشكل آدمي، فبعضهم طيب والبعض الآخر يستلذون بتعذيب الآخرين، وأن شخصية العم توم جسدت شخصية العبد المناضل والمقاوم، الذي لا يعبّر عن رأيه ومعاناته فقط، بل عن آراء مجتمعٍ كامل، وأسهم في تغيير التاريخ، ورسم بفكره مستقبل مشرق للجميع.
وأن العم توم كان خادمًا لدى سيد يدعى "آرثر شيلبي"، وكان سيد عطوفًا طيبًا يعامل العم توم بشكل جيد، إلا أنه اضطر إلى بيع العم توم وعبد ثانٍ لسيد آخر بسبب الديون المتراكمة عليه، وتدور الأحداث، ويباع توم لإحدى العائلات الغنية "سانت كلير"، وكانت لتلك العائلة طفلة تدعى "إيفا" تحلم بأن تحرر العبيد وتشتري مكانًا لهم في كندا ليعيشوا بسعادة، ولكن توفيت الصغيرة قبل أن تحقق حلمها هذا ولكنها أخذت وعدًا من أبيها أن يحرر العم توم، إلا أن الأب قد توفي قبل أن يعتق رقبة توم، وترفض الأم تحرريه لأنها كانت من مؤيدي العبودية، وبيع العم توم لسيد آخر وكانت في منتهى السوء والقسوة وتعرض العم توم لأشد أنواع العذاب معه.
في ذلك الوقت كان ابن السيد "آرثر شيلبي"، سيد العم توم في البداية، يبحث عن العم توم لتحريره ولكن الأوان قد فات ومات العم توم قبل تحرره من العبودية، ما أثر بشدة في ابن السيد شيلبي فقطع على نفسه عهدًا ألا يتملك أي يعبد ويقوم بتحرير عبيده.