طالب بإحدى الجامعات الخاصة يكشف استغلال المصانع للعمالة.. مأساة الـ 12 ساعة (معايشة)
لكل شخص حق في العمل مع حرية الاختيار، في شروط عمل عادلة ومُرضية، تحميه من البطالة، هذا ما نصت عليه المادة 23 من الميثاق الدولي لحقول الإنسان، وإضافة إلى ذلك حق مكافأة العادلة المرضية التي تساعده هو وأسرته أن يعيش في حياة ملائمة بالكرامة البشرية.
ولكن هناك بعض المصانع ومكاتب العمل لم تطبق تلك القوانين كحفاظ على الحقوق البسيطة العادلة للأشخاص العاملين، وعملت على تحقيق مصالحهم واستغلال الشباب سواء الخارجين حديثًا أو الذين مازالوا في مرحلة الدراسة أو الأشخاص غير المتعلمين.
يرصد القاهرة 24، في هذه المعايشة أن البداية كانت مع الطالب إسلام رضا، بأحد الجامعات الخاصة، البالغ من العمر 22 عامًا، هو شاب ما زال يدرس في الكلية ويرغب في استغلال فترة الإجازة للحصول على بعض الأموال التي تساعده على المعيشة، وذهب إلى صاحب "أحد مكاتب التوظيف" يدعى "م.أ" بمنطقة 6 أكتوبر.
وشرح صاحب المكتب، لـ إسلام، مدى رفاهية العمل في المصانع، وأوضح له حقوقه وواجباته بالعمل على النحو التالي: " العمل فترته 12 ساعة من الـ 5 صباحًا إلى 5 مساءً، يتخللهم ساعتين راحة، وسيتقاضى إسلام، نظير هذا العمل 200 جنيه عن اليوم الواحد، كما أن هناك وجبيتن الأولى وجبة فطار والثانية وجبة غداء تضم قطعة فراخ أو لحم.
ويوضح إسلام، لـ القاهرة 24، أنه وافق بعد الشروط التي تم عرضها عليه، وعندما توجه إلى المكان المخصص لاستلام الزي الخاص بالشركة وجد أنه أمام مبنى لسكن العمال المغتربين يتكون من 5 طوابق، مؤكدًا أن كل طابق منهم يمتلئ بالمراتب الملقاة على الأرض، ولا يوجد داخل الطابق سواها هي والحمام فقط، مما يشير إلى أن جميع العمال ينامون على الأرض على الرغم من أنه يتم خصم نصف المرتب منهم نتيجة تأجير هذه الغرف لهم.
وأكمل إسلام، أن المفاجأة الثانية التي تعرض لها عند وصوله، قيام موظفي الأمن بأخذ هاتفه منه قبل الدخول من بوابة المصنع بحجة أنه لا يسمح به داخله، ولكن الهدف الأساسي من تلك الخطوة هو الخوف من المسألة القانونية التي قد يتعرض لها صاحب مكتب التوظيف من تصوير الإجراءات غير القانونية التي يتبعها ضد العاملين بالمصنع.
ويسرد إسلام، معاناته بعد بداية العمل والذي استمر لمدة 12 ساعة متواصلة دون أي فترات راحة عكس ما أوهمه به صاحب المكتب والاتفاق الذي تم منذ البداية، وأن المسموح به هو 10 دقائق فقط دون جلوس، كي لا يعاقب العاملين من قبل المهندس المسئول عن الإشراف، ولم تنتهى المغامرة عند هذا الحد بل فوجئ بعدم وجود أي وجبات وأن وجبته الوحيدة التي سيحصل عليها عبارة عن قطعين (باتيه) مجهول المصدر لا يعلم عن العلامة التجارية التي تنتجه.
أما عن وسائل الصحة والسلامة بالمكان، يقول إسلام، كانت غير موجودة فصاحب مكتب التوظيف يقوم ببيع الكمامات التي يرسله له المصنع يوميًا لعمال مقابل 10 جنيه لواحدة، أو أن يقوم العامل بجلب الكمامة الخاصة به معه حتى يمر من بوابة المصنع ثم يستطيع خلعها داخل المصنع وأثناء العمل، مما يعرض العاملين داخل المصنع لخطر الإصابة بفيروس كورونا.
واختتم إسلام، حديثه بأن اليوم انتهى بصدمة أكبر من أحداث اليوم كله، فأخذ إسلام مقابل ما قدمه طوال فترة العمل والذي استمر 12 ساعة دون أي راحة، 100 جنيه فقط وهو نصف الراتب المتفق عليه.