تراشق بالحجارة وتشابك بالأيدي.. القصة الكاملة لواقعة "فتاة الكارو" في الفيوم
"تراشق بالحجارة وضرب مُتبادل، وتشابك بالأيدي، بين 3 أفراد بينهم فتاة، وشد حجاب ولوي ذراع 3 مرات مُتتالية، ومحاولة لاحتضان الفتاة".. هذه الكلمات قد توصف مقطع فيديو لا تتجاوز مُدته الـ 10 دقائق، تدولته سريعًا صفحات السوشيال ميديا على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في الساعات الأخيرة، الأمر الذي آثارغضبًا بين مستخدمو منصات السوشيال ميديا، وأهالي محافظة الفيوم عامةً، ومنطقة المسلة خاصةً، وهي المنطقة التي شهدت الواقعة، والتي تعد الأشهر بالمحافظة.
كانت فتاة لا يتجاوز عُمرها الـ 15عامًا، ترتدي عباءة سوداء، فوقها خِمارًا فاتح اللون، وطرحة سوداء، قد ظهرت في مقطع فيديو، خلفها عربة كارو، بصحبة اثنين يتجاوز أعمارهم أيضًا مابين الـ 14و 15عامًا، وتبينَ أنهم يعملون في جمع القمامة والمخلفات من "مقالب القمامة" بالميادين والشوارع.
تصدرت الفتاة، التريند الأكبر على ساحات السوشيال ميديا، حتى عُرفت بـ "فتاة الكارو"، عقب انتشار مقطع الفيديو، وهي تحاول مقاومة، الاثنين اللذين ظهرا معها في الفيديو، بعد التعدي عليها بالضرب، وأيضًا محاولة من أحدهما احتضانها رغمًا عنها، إثر خلافات على أولوية جمع القمامة، فوجهت الاتهامات المُباشرة بقيام "الاثنين"، بالتحرش بعاملة جمع القمامة، وطالب أهالي الفيوم بأخذ حقها منهما.
حيث ظهر الفيديو: "فتاة ترتدي عباءة سوداء، وطرحة سوادء، تطوف شوارع منطقة المسلة، بـ "عربة كارو"، للبحث عن لقُمة العيش، إلا وفجأةً ظهر اثنين في سن الـ 14 و15 عام، وحاولا لمس أجزاء من جسدها، بعد أن قاما بالاعتداء عليها بالضرب، ودافعت الفتاة عن نفسها كثيرًا، وأمسكت حجارة من الأرض ورشقتها بهؤلاء، ثم بادلوها هي الأخرى بالضرب بالحجارة والاعتداء عليها أيضًا، فأمسك أحدهما خمارها ولفه على يده، ثم لوى ذراعها ثلاثة مرات متتالية، حتى قامت بترهيبه بالحجارة ليبتعد عنها، حتى حاول احتضانها رغمًا عنها"، وذلك حسب ما وصفه مقطع الفيديو المُنتشرعلى السوشيال ميديا، خلال الساعات الأخيرة.
وقد تلقَ اللواء رمزي بسيوني المُزين، مدير أمن الفيوم، إخطارًا من اللواء صبري عزب، مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، يُفيد بورود إشارة من العميد أمير السحلي، مأمور قسم أول الفيوم، حول انتشار مقطع فيديوعلى السوشيال ميديا، والذي ظهر فيه الوقعة سالفة الذكر.
وعلى الفور شهدت منطقة المسلة بمدينة الفيوم، والمناطق المُجاورة لها، أول أمس الخميس، عقب تداول مقطع الفيديو، تكثيفًا أمنيًّا، في مكان واقعة التعدي على عاملة جمع القمامة بالفيوم، وأيضًا جرى تمشيط المناطق المُجاورة لها، وذلك للتعرف على هوية الفتاة، وضبط اثنين قاما بالاعتداء على العاملة، واللذين قد ظهرا في الفيديو المُنتشرعلى السوشيال ميديا في الساعات الأخيرة.
كما جرى تكثيف البحث والتحريات للبحث عن المُعتدين على عاملة جمع القمامة بالفيوم، فضلًا عن فحص الفيديو المتداول على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والذي رصدته إحدى الكاميرات.
وتوجه العقيد أحمد الصاوي، رئيس مباحث الآداب، والرائد حسين فؤاد، ررئيس مباحث قسم أول الفيوم، إلى منطقة المسلة، للتكثيف الأمني، للبحث عن الشابين اللذين ظهرا في الفيديو، وأيضًا للتعرف على هوية عاملة جمع القمامة.
واصطحبت الأجهزة الأمنية بالفيوم، فجرالجمعة، الأطفال الثلاثة أصحاب واقعة "فتاة الكارو"، إلى قسم أول الفيوم، وأدلوا بأقوالهم أمام رئيس مباحث قسم أول الفيوم، وذلك بعد إلقاء القبض عليهم، بعد تحريات مُكثفة وتمشيط أمني مُكثف للمنطقة والمناطق المجاورة لها مُنذ أمس، فضلًا عن فحص الفيديو المتداول لتحديد موقعهم.
ننشر أسماء أصحاب واقعة "فتاة الكارو" بالفيوم
وكان قد حصل موقع القاهرة 24، في تقريرٍسابق، على أسماء أصحاب واقعة "فتاة الكارو"، وتبين أنّ الاثنين اللذين ظهرا في الفيديو، "وليد، 14عامًا، وحلمي 16عامًا"، والفتاة تُدعى "فاطمة"، 14عامًا من خارج محافظة الفيوم.
"فتاة الكارو".. تُدلي بأقوالها أمام المباحث
وقالت فاطمة، الفتاة ذات الـ 14 عامًا، بعد إلقاء القبض عليها، أمام الرائد حسين فؤاد، رئيس مباحث قسم أول الفيوم، إنها ليست من محافظة الفيوم، بل جاءت لتعيش برفقة شقيقتها، نافية واقعة تحرش "حلمي وولدي"، بها، مؤكدة أنهم تجمعهم صداقة العمل في جمع القمامة، وتبادلوا الضرب بينهم، بسبب أولوية جمع القمامة.
كما أكد "حلمي ووليد وفاطمة"، في التحقيقات، أنهم لا يملكون هواتف محمولة، ولا يعلمون شيئًا عن مصور الفيديو، والمقطع المتداول على السوشيال ميديا.
وتم تحرير محضر مشاجرة، للأطفال الثلاثة ذات السنوات الـ14و16 عامًا، وجارِ عرضهم على النيابة العامة التي تتولى التحقيقات بشأن ما ظهر في الفيديو المتداول على السوشيال ميديا.
وكانت قد كشفت مصادر أمنية، حقيقة واقعة التحرش بفتاة المسلة بالفيوم، وتحديد هوية المُتهمين في ذلك، واللذين تبلغ أعمارهما مابين 14 و15 عامًا، وأكدت التحريات أن الثلاثة يعملون معًا في جمع القمامة.
ونفت التحريات واقعة التحرش بفتاة عاملة جمع القمامة، مؤكدةَ أن هذه هي طريقتهم الخاصة في التعامل بشكل مُستمر، نظرًا لقُرب العلاقة بينهم.
كما تبينَ أيضًا أنّ أصحاب واقعة "فتاة الكارو"، وهم "وليد وحلمي وفاطمة".. أطفال من نفس الأعمارمابين الـ14 و15 عامًا، دفعتهم الظروف الصعبة للبحث عن لقُمة العيش في هذا السن، ليعيشوا حياة كريمة لا أكثر، كل منهم ولدَ في مكان مُختلف، لكن جمعتهم الظروف ومكان العمل.
خاضوا الـ 3 أطفال، تجربة جمع القمامة من ميادين وشوارع الفيوم وتحديدًا ميدان المسلة، لتكون لقُمة العيش الخاصة بهم، يطوفوا شوارع الفيوم نهارًا وليلًا، ويجمعون القمامة والمخلفات وخاصةً من "مقالب القمامة" وهم أطفال كثيرون المِزاح والشجار معًا بسبب أولوية جمع القمامة.
الأطفال ليس لديهم مأوى مُعين، فيتجولون الشوارع لجمع القمامة، ومنهم ينام بها حتى مطلع النهار، أحدهما يتيم الأب والأم، يعيش برفقة شقيقه الذي يُعنفه أحيانًا في حِين عودته دون "فلوس"، والآخر لم يتم العثورعلى أسرته، والفتاة الشهيرة بـ "فتاة الكارو" من خارج المحافظة، جاءت لتعيش برفقة شقيقتها الأكبر، كما ذكرت في التحقيقات.