بعد إعلان تيجراي عدم توقفها عن القتال قبل تحرير الإقليم.. ما هو سبب النزاع؟
يشهد إقليم تيجراي، خلال الأشهر الماضية، أعمال قتال وعنف بين القوات الحكومية بدعم إريتري، وجبهة تحرير شعب تيجراي.
ولكن بالرغم من ذلك تمكنت جبهة التحرير الشعبية من الانتصار على الجيش النظامي الإثيوبي.
كما هددت الولايات المتحدة أديس أبابا وإريتريا، بمزيد من الإجراءات ضدهما، في حال عدم التزامهما بوقف إطلاق النار.
وأعلنت جبهة تحرير شعب تيجراي اليوم، أن الجبهة لن تتوقف عن المعارك التي تخوضها ضد القوات الإثيوبية قبل تحرير الإقليم من كافة القوات الإثيوبية والميليشيات التابعة لها.
وطالبت الجبهة أيضًا بتحقيق دولي في المجازر التي ارتكبتها القوات الإثيوبية في الإقليم، معلنة أنها ستتعاون مع المنظمات الدولية لإيصال الإغاثة لأكثر من مليوني نازح.
ماذا يحدث في تيجراي؟
شهد إقليم تيجراي البالغ سكانه 7 ملايين مواطن من أصل 122 مليون العدد الكلي لسكان إثيوبيا وثالث أكبر مجموعة عرقية في البلاد بعد الأورومو والأمهرة، العديد من التوترات على مر التاريخ، حيث تنقسم إثيوبيا إلى 10 ولايات إقليمية على أسس عرقية تتمتع بالحكم الذاتي إلى حد كبير، ولكن مع مؤسسات مركزية.
وهناك عداء شديد للحكومة المركزية ضد منطقة تيجراي التي عانت بشدة خلال الفترة الطويلة من الحكم العسكري والحرب الأهلية، التي أعقبت خلع الإمبراطور الإثيوبي الأخير هيلا سيلاسي عبر انقلاب عسكري عام 1974، فقد كانت تيجراي، بؤرة المجاعة بين عامي 1983 و1985 التي راح ضحيتها أكثر من مليون شخص وأكثر من مليوني نازح داخليًا.
وبعد عقود من الاستقرار النسبي اندلع القتال في نوفمبر 2020 بين قوات من حكومة إقليم تيجراي والحكومة الفيدرالية، بعد رفض الحكومة الانتخابات البرلمانية التي أجراها الإقليم.
وتحدت الجبهة حكومة آبي أحمد بإجراء انتخابات على الرغم من تأجيل الانتخابات على الصعيد الوطني بسبب جائحة فيروس كورونا، وبعد شهرين من ذلك شنت قوات الجبهة هجومًا على قاعدة محلية للجيش الإثيوبي وردا على ذلك شنت الحكومة الفيدرالية هجومًا عسكريًا كبيرًا على تيجراي.
آلاف القتلى
فرضت الحكومة المركزية الإثيوبية بقيادة آبي أحمد، تعتيمًا إعلاميًا تامًا على تيجراي، لكن يُقدر أن القتال خلف آلاف القتلى ونزوح أكثر من مليوني شخص.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من خمسة ملايين شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدات في المنطقة، بينما هناك نحو 350 ألف شخص على الأقل على حافة المجاعة وهو ما تنفيه الحكومة الإثيوبية
فظائع مروّعة
وإزاء هذه التطورات، دعت المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وإيرلندا، إلى عقد اجتماع علني طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة معلنة رفضها لما يحدث في الإقليم.
وقال روبرت جوديك المسؤول البارز بوزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة "الفظائع المروعة" التي ترتكب في تيجراي.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن إعلان الهدنة يمكن أن يكون إيجابيًا إذا أدى إلى خطوات "لإنهاء الصراع ووقف الفظائع والسماح بالمساعدة الإنسانية دون عراقيل"، وأوضح الأمين العام جوتيريش إنه تحدث مع رئيس الوزراء أبي أحمد، وأعرب له عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
أمريكا تحذر مواطنيها
كما أطلقت الولايات المتحدة تحذير لمواطنيها حيث قالت "على المواطنين الأمريكيين في تيجراي أن يحتموا في أماكنهم، نحن نعمل على خطط نقل للأمريكيين في ميكيلي، إذا كنت مواطنا أمريكيا في تيجراي أو لديك فرد من عائلة مواطن أمريكي في ميكيلي، يرجى الاتصال بنا".
يأتي ذلك، بعدما حذرت الأمم المتحدة أمس، من احتمال وقوع مزيد من الاشتباكات في الإقليم.