"جحود الآباء".. قصة عامل تخلص من ابنته بمساعدة زوجته في قنا
ما بين أم تزوجت وتركت طفلتها لوالدتها ترعاها، وأب ملأت قلبه القسوة، بتحريض من زوجته الثانية، راحت طفلة لم يتجاوز عمرها الـ15 عاما ضحية التفكك الأسري، بعد أن انفصل الزوجان خلال فترة الحمل، فربما لم يخطر ببال أحد أن يقتل أب طفلته، ويكسر عظامها مستعينا بقطعة خشبية وآلة حادة، فالسائد أن تكون ضمن مشاهد فيلم رعب، ليس لها مثيل على أرض الواقع، لكن الأب محمود. ع، قرر أن يكتب سيناريو مريرًا بمساعدة زوجته الثانية للتخلص من ابنته البكر، بعد أن انتزعت مشاعر الإنسانية والأبوة من قلبه.
جريمة بشعة شهدتها قرية الخطارة التابعة لمركز نقادة، جنوبي محافظة قنا، عصر الأربعاء الماضي، حاول الأب إخفاءها عن الجميع حتى انكشف أمره على يد طليقته، فالكل صدق راوية الأب المتهم الذي ادعى أن ابنته توفيت دون سبب، وغسلها وكفنها وكان يستعد لدفنها، حتى تكتمل أكذوبته.
تحكي جدة الطفلة لـ "القاهرة 24"، أن المتهم "محمود.ا.ع"، عامل بالسياحة، طليق ابنتها حضر في صباح يوم الواقعة لاصطحاب طفلته "دينا" لمنزله، والتي رفضت في البداية إلا أنه مع إصراره وافقت الطفلة وذهبت معه، مضيفة أنها في عصر ذات اليوم تلقت اتصالا من الأب، ليخبرها أن حفيدتها تُوفيت وسيشيع جثمانها، عقب صلاة المغرب، فخرجت تجري وصراخها يملأ شوارع القرية، لم تصدق ما سمعته أذناها، ومع وصلوها لمنزل الأب، رفض دخولها لمشاهدة جثمان الطفلة وهو ما أكد شكوكها بأنه قتلها خاصة وأنه كان دائم التعدي عليها بالضرب، فتوجهت على الفور لتقديم بلاغ بمركز الشرطة والتي حضرت على الفور، وبالمعاينة الأولية تبين وجود شبهة جنائية في وفاة الطفل.
تحريات المباحث كشفت أن الطفلة قتلت على يد والدها بمساعدة زوجته الثانية واستعان بمغسلة بعد أن منحها مبلغًا ماليًا (ألف جنيه) لتغسيل وتكفين الطفلة سرًا، قبل أن يفتضح أمره، وتم إلقاء القبض عليه، واعترف أمام النيابة العامة التي قررت حبسه وزوجته الثانية والمغسلة 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وأدلى المتهم باعترافات تفصيلية عن الجريمة أمام النيابة قائلا: "إن طفلته كانت لا تستمع لكلامه ودائمة الشجار مع زوجته الثانية والجيران، بتحريض من والدتها "طليقته"، لافتا إلى أنه قرر التخلص منها بمساعدة زوجته باستخدام قطعة خشب بها حديد وخرطوم، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة".
وأضاف المتهم في اعترافاته أن زوجته غسّلت الطفلة، وكفنتها بمساعدة مغسلة بالقرية، قبل أن تكشف أم الطفلة جريمتهما وتبلغ الأجهزة الأمنية، التي حضرت على الفور إلى المنزل وضبطهم.
والدة الطفلة الضحية أكدت لـ "القاهرة 24"، إنها انفصلت عن المتهم منذ 15 عامًا بعد فترة قصيرة من الزواج، وكانت آنذاك حاملا في طفلتها دينا، وبعد إنجابها بعدة سنوات تزوجت من آخر وأنجبت منه طفلين وتركت "دينا" بصحبة جدتها لترعاها.
وتابعت أم الطفلة أنه في كل مرة كان يأخذ المتهم طفلته تعود وعلامات الضرب والتعذيب تملأ جسدها، بسبب تعديه وزوجته الثانية عليها بالضرب المبرح، مؤكدة أنه لولا عدم مقدرتها المادية على الإنفاق على طفلتها لمنعتها من الذهاب إليه مرة أخرى، مردفة: "ولكن ما باليد حيلة".
وأشارت إلى أنه في شهر أغسطس الماضي، قدمت بلاغا ضد المتهم لتعديه بالضرب، والتعذيب، على الطفلة وحملت القضية رقم 5231 لسنة 2020 جنح نقادة، كما أنه منعها من استكمال تعليمها رغم تفوقها الدراسي، موضحة أن سبب تعدي المتهم وزوجته على طفلتها هو بلوغها سن الزواج وفقا لعادات القرية وتقدم العديد من الشباب لخطبتها، فأراد التخلص منها حتى لا يتكفل بمصروفات تجهيزها.