أسامة أنور عكاشة "كبيرهم الذي علمهم الإبداع"
لم يكن مجرد كاتب عابر في تاريخنا الفني، بل صاحب بصمة تخصه، نذكر شخوصه وأسماء أبطاله اسما اسما، لذا ظل حاضرا وبقوة رغم الغياب، الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، رسخ بقلمه مفهوم الهوية المصرية في كتاباته، ولأنه كان مشغولا به، في النص النادر الذي انفردنا بنشره علي مدار 3 حلقات، على مدار 3 أيام متتالية ألا وهو "حارس الجنة"، كان عكاشة مهموما برحلة البطل من أجل تحقيق العدالة، وفضل مصلحة الحي علي مصلحته الشخصية، أراد عكاشة من خلال هذا النص تحديدا الذي كتبه بعد الانتخابات الرئاسية الشهيرة التي جرت في عام 2005.
حزن عكاشة في تلك الفترة وكتب مسرحية "ولاد اللذينة"، وأتهم السلطة بالفساد، وتنبأ بخروج بطلا شعبيا ينقذ "مصر"، ويحرس الجنة، وقد كان، وتحققت نبوءته بعد عدة سنوات من كتابته لهذا النص، كان يري أن الوطن قد يمرض لكن لا ولن يموت، وحراس الجنة كثيرون.
أسامة أنور عكاشة الفيلسوف، الذي حلل من خلال منطقه الخاص، بل وكشف من خلال رؤيته الثاقبة، أن منطقة الجمالية ستخرج لنا بطلا شعبيا في يوم من الأيام، وقد كان، وكان هذا البطل الشعبي هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أنقذ مصر من الضياع.
بدأ أسم الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة يثير انتباه المثقفين، وذلك بعد النجاح الجماهيري الكبير الذي تحقق مع مسلسل "الشهد والدموع"، حيث تجاوز الاهتمام به وتكريمه والاحتفاء به، إلى خروج كاميرات التليفزيون إلى الشارع لتستطلع رأي الناس في المسلسل، في سابقة هي الأولي من نوعها، توالت أعماله الكبيرة والعظيمة ك "ليالي الحلمية"، مرورا بـ "زيزينيا"،"أرابيسك"، "كناريا وشركاه"، "المصراوية"، وغيرهم من الأعمال الكبيرة الأخرى، لذا نستطيع أن نقول أن أسامة أنور عكاشة قادر على إدهاشنا أثناء حياته وبعد وفاته.