السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رئيسة مفوضية المجتمع المدني: الأمم المتحدة تدير المشهد الليبي.. وبعض الساسة لا يريد ترك السلطة.. والجامعة العربية لم تقدم شيئًا في ليبيا (حوار1-2)

المستشارة بريكة بالتمر
تقارير وتحقيقات
المستشارة بريكة بالتمر
الأحد 04/يوليو/2021 - 06:45 م

جدل دائم داخل الأراضي الليبية، في أروقة جينيف وغيرها من محطات الحوار التي شهدتها الأزمة الليبية خلال السنوات الماضية، تباينات ليبية داخلية وخارجية تؤكد أن الأزمة الليبية ليست ليبية خالصة، وإنما ثمة تدخلات دولية تسببت في أزمة ألقت بظلالها على إدارة التسوية السياسية، ما بين وجود مرتزقة جرى استقدامهم من قبل تركيا، ووجود فوضى سلاح على مدار السنوات الماضية، وصولًا إلى فشل التوافق حول قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات الليبية بحلول 24 ديسمبر المقبل.

“القاهرة 24”، التقى المستشارة بريكة بالتمر، رئيسة مفوضية المجتمع المدني الليبي، خلال زيارتها إلى القاهرة، للوقوف على العقبات التي تواجه الدولة الليبية للوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ومن هي الأطراف التي تسعى إلى استمرار الأزمة الليبية دون التوصل إلى حل بإجراء الانتخابات المقبلة، ضمن حوار من جزءين.  

وإلى نص الحوار..

في البداية.. ما سبب زيارتك الحالية إلى مصر؟

زيارتي إلى مصر هي الأولى منذ 3 أو 4 سنوات، برفقة الوفد الوزاري برئاسة وزيرة الثقافة، للمشاركة في معرض القاهرة للكتاب، المعرض على درجة عالية من الإعداد والتهيئة لاستقبال الزوار، وجدت أن هناك تنوعًا في المشاركة الدولية في المعرض، وسأزوره مرات أخرى.
 

مصر وليبيا شعب واحد تفصلهما الحدود الجغرافية.. كيف ترين الدور المصري في دعم إنهاء الأزمة الليبية؟

دور مصر كبير ومهم جدًا، ولا يخفى على أحد أن الدولة الليبية تعاني من تشظٍ وانقسام وتشتت سياسي واقتصادي، المشهد ضبابي وليس بالجيد على الصعيد المحلي والدولي، لو تحدثنا فيما يحدث الآن فإن تلك الخطوات كانت مبادرة من المستشار عقيلة صالح، وتم تبنيها من القيادة السياسية في القاهرة، وأُطلق عليها إعلان القاهرة، وتمت الموافقة عليها ومباركتها من الجميع، وقد يكون الجميع غير راضٍ عنها، ولكن الجميع كان مضطرًا للمشاركة كحل لإنهاء جزء من الأزمة.

المستشارة بريكة بالتمر ومحررا “القاهرة 24” 

أنا أرى أن المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة تحاول إدارة الأزمة الليبية وليس حلها، ونجد أننا كلما تقدمنا في المسار السياسي وجدنا معوقات ومعرقلات كبيرة، القاهرة لها دور كبير جدًا، في حل الإشكاليات خاصة أن المبادرة كانت منها، وأعتقد أنه توجد بعض النقاط التي كانت يجب أن توجد داخل المبادرة.

وإذا تحدثنا عن لجنة الـ75 فمن غير المنطقي أن تحل لجنة تم اختيارها بإرادة دولية، محل البرلمان الذي جرى اختياره من قبل الشعب، وهو الذي كان يجب أن يضع القاعدة الدستورية وتحديد مصير الشعب أيًا كانت النتائج والاختيارات، لأنه جاء باختيار الشعب، وينبغي من خلال قبة البرلمان اختيار مصير الشعب، أما الـ75 الذين تم اختيارهم بإرادة دولية؛ فأنا كمواطنة ليبية قبل أن أكون مسؤولة، أرى في ذلك إجحافًا بحق الدولة الليبية والمواطنين.

إرادة الشعب هي الإرادة العليا ويجب أن نصغي لها، كيف لنا أن نذهب بتهديد دولي عن طريق بعثة الأمم المتحدة، وهذا ما حدث حقيقة، أنه أصبحت لجنة 75 وكأنها عصاة سلطت على رقبة البرلمان في حال عدم اتفاقه، أو اتخاذه قرارات، أو منحه الثقة للحكومة، أو الاتفاق على قاعدة دستورية رغم أنه حسم تلك المشكلة مسبقًا، وتم التصويت عليها وحسمها، إلا إنه وجدت لجنة 75 لأن السيدة ستيفاني أرادت الخروج من البعثة بتحقيق انتصار لنفسها على حساب ليبيا.

ما المشكلات أو العراقيل التي تواجه الشعب الليبي خاصة لجنة الحوار ومجلس النواب؟


لم يتفقوا على قاعدة دستورية، وأظنهم لن يتفقوا لأن ما حدث ويحدث هو وضع معوقات حقيقية لعدم الذهاب إلى الانتخابات 24 ديسمبر، لأن هنالك ما تم تداوله من رسائل تهديد وصلت إلى لجنة 75، وهناك أطراف معرقلة لوضع قاعدة دستورية، ولإيجاد حل حقيقي للأزمة الليبية.

ثمة تصريحات بعض الأعضاء في لجنة 75، هناك من اتفق معهم على قاعدة وبرنامج معين للخروج به، وعندما جاءت الجلسة نكثوا بوعودهم، وهناك من التيارات من له السلطة ويريد تمرير أجندة الفوضى حتى لا يتفقوا ولا يخرجوا بحل للأزمة والذهاب إلى 24 ديسمبر، الانتخابات يجب أن تكون في موعدها المحدد.

المستشارة بريكة بالتمر ومحرر القاهرة 24 

أي صوت يخرج عن ذلك يجب أن يتم إدراجه ضمن قائمة من المعرقلين، ويتم استبعاده من قائمة الحوار والجلوس في لجنة 75، هناك من صرح بأنه لن يكون راضيًا بنتائج الصندوق، كيف لنا أن نتحاور مع شخص أو نضع شخصًا يحدد مصير الدولة الليبية يرى في نفسه أنه يريد حجب هذا الاستحقاق المهم للمواطن الليبي بأنه لن يرضى بنتائج الانتخابات؟ وهناك من قال صراحة بأنه سيخرج ببندقيته ويعارض نتائج الانتخابات.

وفقًا لخارطة الطريق الليبية.. هل يمكن تأجيل الانتخابات بشكل صريح.. وما السيناريوهات حال التأجيل؟

في ليبيا لدينا أجسام سياسية، عندنا جسمان رئيسان هما البرلمان والمؤتمر الوطني، وكلاهما لا يريدان الخروج من السلطة، فلو سلمنا بأنه لن يكون هناك انتخابات في 24 ديسمبر، فقد تتم إنهاء حكومة عبد الله الثني، واستبعاد حكومة السراج، والإتيان بحكومة الدبيبة، ويظل الحال على ما هو عليه، وهذا هو السيناريو الذي يعد له مسبقًا، ستستمر حكومة الدبيبة باعتبار أنه لن تكون هناك انتخابات، ستستمر كحكومة لأمر واقع، فلن نذهب لجلب حكومة أخرى، وهناك حكومة موجودة، مع احتمالية انتشار الفوضى بشكل كبير في ليبيا.

المستشارة بريكة بالتمر 

لن يكون هناك ذلك القبول والخضوع لسلطة الحكومة بعد 24 ديسمبر، لأنه لو سلمنا جدلًا بما كانت تنص عليه المبادرة، فكل ما في هذه المبادرة من نقاط لم يؤخذ بعين الاعتبار، على سبيل المثال سرت مقر الحكومة، لم نجد أن هذه النقطة أُخذت بعين الاعتبار والحكومة موجودة في طرابلس، وتم تفريغ مدن الشرق وبرقة من كل الإدارات والوزارات الموجودة بها، وخرجت قرارات بأن يتم تفريغ هذه المنطقة من أن يكون لها صوت في ظل مركزية ترهق المواطن، المواطن البسيط ترهقه تكاليف السفر، فكما تعلمون ليبيا قارة في دولة، وهذا ما لا تأخذه الحكومات متتابعة بعين الاعتبار.

من الأطراف المستفيدة من تأجيل الانتخابات؟

تلك الأطراف تتمثل في الأجسام السياسية الموجودة، كل سياسي موجود الآن يريد البقاء على ما هو عليه، والمستفيدون من الفوضى، مثل بعض الميليشيات الموجودة، والاستمرار في الفوضى يمثل الوريد الذي يغذيها للبقاء.

لصالح من تسعى تلك الأطراف لإطالة عمر حكومة الدبيبة؟

أنا لا أعتقد أن المقصود هو إطالة عمر حكومة الدبيبة، والرسائل التي سربت ليست بالضرورة أن تكون خرجت من أعضاء ينتمون لأعضاء من حكومة الدبيبة، ولكن خرجت من طرف آخر قاصدًا إبعاد الشبهات عنهم، الأطراف الداخلية ما هي إلا أداة تحركها الأطراف الخارجية، لو وضعنا المصلحة العليا للوطن أمامنا، لخرجنا بحلول ترضي الجميع دون خلافات.

لا أنظر إلى أن الوصول إلى السلطة أمر غير مشروع، الوصول إلى السلطة أمر مشروع جدًا، ولكنه يجب أن يتم بطريقة قانونية مقننة، أما أن تكون هناك أطراف تعيق الوصول إلى 24 ديسمبر، وما يحدث في أروقة لجنة الـ75، يدل على أن هذه الأطراف لا تريد الذهاب للانتخابات.

المستشارة بريكة بالتمر

نجد أن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا يتحدث بأنه لن يقبل بالانتخابات، ويريد إجراء استفتاء على الدستور، لماذا وضع العصا في الدولاب؟، لماذا لم يتحدثوا عن الدستور في مرحلة سابقة ويرغبون في عدم الوصول إلى انتخابات 24 ديسمبر والاستمرار في الحكم؟، رغم أنه لا يجب أن يكونوا موجودين، فكيف يكون هناك مجلس استشاري في ظل وجود مجلس النواب الليبي، أنا أرى أن أي موضوع تم طرحه دوليًا غير مقبول.

أتحدث وأنا لدي برلمان هو من يحدد مصير الدولة، وإن تشاجروا داخل البرلمان هذا أمر طبيعي يحدث داخل جميع برلمانات العالم، ولكن أن تكون هناك إملاءات وخلق أجسام سياسية عبر جينيف فهذا غير مقبول، نحن ذهبنا إلى هناك مرغمين، كان لا بد لنا أن نكون موجودين في ذلك المكان، وأن نرضى بأن تكون هناك حكومة بلملمة ما يمكن إصلاحه، ومن الممكن أن تقوم بجمع شتات الوطن.

من أرغم الليبيين على الوصول إلى ما هم عليه الآن؟

هناك أطراف خارجية وداخلية، ولكن الليبيين لم يتفقوا، ولو اتفقوا لما وجدت الأطراف الخارجية موضع قدم لها في ليبيا، وهناك أطراف تدخلت من خلال الليبيين أنفسهم، وأنا لا أتحدث عن المواطن الليبي بشكل عام، وإنما أتحدث عن الساسة الليبيين، هم نظروا إلى مصالحهم الشخصية، ولا ينظرون إلى مصلحة الوطن، ولو طبقت القوانين عليهم لأخذوا عقوبات شديدة.

الشارع الليبي يريد الوصول إلى انتخابات 24 ديسمبر، النشطاء يريدون الوصول إلى انتخابات 24 ديسمبر، وهناك حراك 24، ويوم 7 يوليو الجاري هناك دعاوى للخروج للمطالبة بإجراء الانتخابات في موعدها، بعثة الأمم المتحدة وجميع الأطراف الدولية، تعي أن الشارع الليبي يريد الوصول إلى الانتخابات ومتفقون بذلك شرقًا وغربًا وجنوبًا.

أما الأجسام السياسية التي تتمثل في المجلس الأعلى للدولة، والبرلمان الليبي، وبقايا المؤتمر الوطني، فهناك أعضاء موجودون في المجلس الأعلى والبرلمان ولجنة الحوار الوطني، يحمل الواحد منهم 3 صفات سياسية، ويرفض الوصول إلى انتخابات رئاسية مباشرة للمحافظة على مكتسباته، كلام لا يقبله عقل، أنا أستغرب كلام بعثة الأمم المتحدة، وكأنها تريد هذا السيناريو.

 

ليبيا من الدول التي يؤثر استقرارها على المنطقة العربية بشكل كبير.. ما الدور الذي تلعبه الجامعة العربية لإنهاء الازمة؟

بصراحة الجامعة العربية لم تقم بشيء، أين هي جامعة الدول العربية من انعقاد جلسات تخرج علينا ببيان يتحدث للمجتمع الدولي بأن ليبيا دولة عربية وأنها كيان موجود، ففي 2011 تدخلت بصورة كبيرة جدا، لكنهم الآن لم يقوموا بأي دور في ليبيا، جميع الدول العربية خذلت ليبيا، باستثناء المقربين من المشهد وأمنهم القومي واحد، بحكم الترابط الموجود بين مصر وليبيا، وهذه ليست مجاملة ولكنه تاريخ لا يمكن إنكاره من أحد.

لكن عند الحديث بأن الجميع خذل ليبيا، هناك اتفاقية الحدود المشتركة، لماذا لم تقم دول الجوار بإغلاق حدودها ومنع تسرب المرتزقة إلى ليبيا؟، هذه الحدود لم تكن مؤمنة بشكل قوي عندما كانت الدولة الليبية موجودة، وكان النظام السابق يحكم سيطرته، وكانت أوروبا في مأمن.

المستشارة بريكة بالتمر

عندما أتحدث عن عمق استراتيجي للدولة الليبية، وهي تتمتع بكل هذه الثروات وهذا الموقع المهم، أتحدث بأن الدول العربية جميعها، وقد يكون ذلك بسبب تأثير الربيع العربي،تم استهداف زعزعة أمنها وزعزعة الأمن القومي العربي ككل، وهو مخطط يهدف إلى نسف الدول العربية، وهو ما يحدث حاليًّا، الربيع العربي كان استهدافًا للإطاحة بأنظمة وتغلغل تيارات بعينها، ومحاولة سيطرة الإخوان "المفلسين" على الوطن العربي، وانتشارهم في جميع الدول.

ماذا يأمل الليبيون من الجامعة العربية؟

جامعة الدول العربية بإمكانها أن تتقدم إلى مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وتدفع في اتجاه أن تكون هناك انتخابات 24 ديسمبر، وإذا كان أحد الأشخاص من هذه الحكومات المتعاقبة يرغب في الاستمرار في السلطة، فليذهب ويرشح نفسه.

الجامعة بإمكانها أن تفعل شيئًا وتتحدث برفقة الدول العربية، بأن تقول للمجتمع الدولي بأن يكف يديه عن التدخل في الشأن الداخلي الليبي، الأداء السياسي في ليبيا ضعيف.

ماذا يأمل الليبيون من مصر؟

نتمنى أن يكون هناك تعاون اقتصادي ومصالح اقتصادية مشتركة في التنمية وفي تطوير ليبيا، مصر بإمكانها أن تقدم يد العون خاصة في مجالات التنمية المستدامة وتقنية المعلومات، في البناء والتشييد، في مشاريع اقتصادية، في المواصلات.

وأتمنى من الحكومة المصرية أن تخفف من حدة الإجراءات في التأشيرات على دخول الليبيين، من أربع سنوات زرت مصر وحاليًّا أرى تغييرًا عمرانيًّا كبير جدًا، أريد تكرار التجربة الاقتصادية المصرية في ليبيا، أنا تتلمذت على أيدي معلمين مصريين أريد عودة تلك الاتفاقيات مرة أخرى.

أتمنى في حال استقرار الدولة الليبية، أن يكون لمصر الأولوية في هذه التنمية والتطوير داخل ليبيا، في ظل الترابط والعمق الاستراتيجي بين الدولتين.

تابع مواقعنا