خلال ندوة للأزهر بمعرض الكتاب: الإشباع المادي ساعد على انتشار الإلحاد
عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الأحد، حلقة نقاشية حول الإلحاد، وذلك بحضور الدكتور عمرو شريف، المُفكر والباحث في الإلحاد، الدكتور محمود الهواري، الباحث الشرعي ومدير عام شئون هيئة كبار العلماء بالأزهر، الدكتور سامي حجاج، عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى، وتقديم الأستاذ الحسن البخاري، صانع المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، وترجمتها إلى لغة الإشارة الأستاذة سعاد الجوهري.
في بداية الندوة، قال الدكتور عمرو شريف، إن الجانب المادي في الحضارة الغربية المُعاصرة يعد أحد أسباب انتشار موجة عاتية من الإلحاد في الغرب خلال عام 2006، وساعدها التطور في وسائل الاتصال على الانتشار أيضًا في الشرق، موضحًا أن الحضارة عندما تصل إلى قدر من الإشباع المادي والثراء، فإنها تكون بيئة مُناسبة لانتشار الإلحاد، كما أن إطلاق مفهوم الحريات دون التقيد بالمرجعيات، مثل المدرسة والأسرة، أدى إلى رفض التقيد بمرجعية الأديان، مما زاد من موجة الإلحاد حول العالم.
وردا على اتهام البعض للتراث بأنه يحتوي على بعض الأفكار التي ساعدت على انتشار الفكر الإلحادي، أفاد الدكتور محمود الهواري، الباحث الشرعي ومدير عام شئون هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بأن ربط الإلحاد بالتراث مُغالطة كبيرة، بدليل أن الإلحاد لم يقتصر على أصحاب التراث فقط، بل أصاب غيرهم، مؤكدًا أن الإشكالية ليست في التراث، بل في منهجية التعامل معه، حيث أن هذا التراث هو الذي حمى عقيدة الإنسان وسلوكه وكافة جوانب حياته، وبالتالي يستحيل أن يتسبب في تلك الموجة الإلحادية، ولكنها حدثت عندما تجرأ البعض ممن لا يُحسنون التعامل مع ذلك التراث وتوظيفه بشكل أو بآخر، من خلال قراءة مفككة فاسدة اُقتطعت من سياقه دون ربط زماني أو مكاني.
من جانبه تحدث الدكتور سامي حجاج، عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى، عن جهود الأزهر في مواجهة الإلحاد والفكر المنحرف، موضحًا أن مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى، كان له السبق في إطلاق وحدة تتصدى للفكر الإلحادي واللاديني تحت اسم وحدة “بيان”، وذلك بدعم من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، حيث يعمل المركز من خلالها على مُناقشة هذه الأفكار وتحليل الشبهات والرد عليها بأسلوب علمي شرعي، والتأصيل لثقافة دينية ترتكز على الفهم الصحيح ونشر الوعي بين أطياف المجتمع لا سيما الشباب، ومد جسور التواصل لبناء جيل يعي مُتطلبات وطنه وأمته، قادر على تحقيق آماله وطموحاته.
ويشارك الأزهر الشريف - للعام الخامس على التوالي - بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 52، وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المُستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، وتشمل عِدة أركان منها: قاعة افتراضية للندوات، ركن للفتوى، وركن للخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.