الجمعة 27 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حوراء الهميلي الحاصلة على المركز الثالث بـ "أمير الشعراء": علاقتي بالشعر وجودية حتمية

حوراء الهميلي
ثقافة
حوراء الهميلي
الإثنين 05/يوليو/2021 - 09:22 م

كشفت الشاعرة حوراء الهميلي الحاصلة على المركز الثالث في النسخة الأخيرة من جائزة أمير الشعراء أن الجائزة تمثل محطة مهمة بالنسبة لها، مؤكدة أن الوقوف على شاطئ الراحة يحتاج إلى الكثير من الجرأة والمغامرة.

وكشف الهميلي أيضا في حوار خاص لـ "القاهرة 24" أنها نشأت في بيتٍ يُعنى بالأدبِ، ويحترمُ الشعر ويقدِّسه، موضحة أن بدأت تكتب الشعر بعد رحيل والدها وهي في العاشرة من عمرها، حيث هزَّ هذا الحدث شاعريتها، فكانت الكتابةُ هي العلاج الروحي لها، وإلى نص الحوار:

في البدء نود أن نتعرف أكثر على الشاعرة حوراء الهميلي من خلال حديثها عن نفسها!

حوراء هي الفتاةُ المسكونةُ بالأحلامِ والأسئلة، تخيط للعالمِ فساتينَ المفردات وتحلق في سماواتِ الجمال، وهي أيضًا المسافرة في دهاليزِ روحِها بحثًا عن صوتِها الداخلي الخاص، عن ذاتها وعن جوهرِ وجودِها.

أما الشعر فهو أداة بحثها عن كل هذا، ما يعلمنا إياه الشعرُ هو صنع المعنى كما يقول الفيلسوف البريطاني بيتر ولي، علاقتي بالشعر علاقةٌ جوهريةٌ وجوديةٌ حتمية، ليس لها لون خاص أو اتجاه محدد علاقة المريدِ بشيخه وعلاقة الطفلِ بأمه وتذكرني هذه العلاقةُ المحيرة بمقولة أوغسطين "ما هو الزمن إذا لم تسألوني ما هو، فإنني أعرفه.. وإذا ما سألتموني ما هو فإنني لا أعرفه!".

فالشعر هو الزمن المنساب من شفة اللغة وهو المفتاحُ لتخليدِ الأمم وحضاراتِها ابتدأ هذا الاتصالُ العاطفيُّ بالشعرِ عندما كنت أقرأ نصوصَ الإنشادِ المدرسية وأُفتن بقاموسِ المفردات الجديدة، كنت أصطاد الكلماتِ كمن يصطادُ لؤلؤةً في بحر المعنى.

هذه العلاقة وهذه الحساسية كانت بانتظارِ حدثٍ ما، حدثٌ يهز شاعريتي ويفجر براكينَ عاطفتي هذا الحدث كان فقدي لوالدي وأنا في العاشرةِ من عمري، كنت أشعرُ بفراغٍ داخليِّ كبير لا أدرك ماهيته ولا أستطيع وصفه، فكانت الكتابةُ هي العلاج الروحي.

لجأت إلى دفترِ مذكراتٍ كنت أخبئه بين الحين والآخر في حقيبة المدرسة؛ هروبًا من شبحِ الحنينِ والفقد.

 حدثينا عن طبيعة النشأٔة التي كونت الشاعرة حوراء الهميلي.. ومن نمّى الموهبة عندها؟ 

أما عن نشأتي..نشأت في بيتٍ يُعنى بالأدبِ، تجذبه الكلمةُ وتبكيه رهافتها، يحترمُ الشعر ويقدِّسه، والدي رحمه الله كان يرتجل الشعر بسليقتِه، أخي الذي يكبرني سنًّا هو أيضًا شاعر.

أما عن التمكين الفعلي..فقد كان عزيمتي وإيماني بأن هناك شيئًا ما ينتظرني على بوابة المستقبل، ربما معرفتي الداخلية بأنني سأحقق حلمًا ما، لم أدركه آنذاك.

 

الصعود إلى أمير الشعراء

 

ماذا يمثل لكم الصعود لأمير الشعراء؟

أمير الشعراء محطة مهمة في تجربتي الشعرية والحياتية أيضًا، بما تحمل من هواجس وقلقهي أيضًا تحمل أبعادًا إنسانية متعددة، الصعود على مسرح شاطئ الراحة يحتاج للكثير من الجرأة والمغامرة،أن تكون متجردًا من كل شيء في محيطك الخارجي سوى من ذاتك الشاعرة، أن تكون على تماسٍ مباشر بك.

ما القضايا والمضامين التي يدور حولها شعر حوراء الهميلي؟

حوراء الشاعرة تحاول أن تكون متصلة بإنسانيتها بشكل عميق، بما تحمل هذه الإنسانية من هواجس وجودية بما تحمل إنسانيتها من هشاشة أحاول أن أكون أنا أن أجعل الشعر هو الأداة التي أرتكز عليها لأفهم نفسي، وأدرك ما حولي.

كيف ترى الشاعرة حوراء الهميلي مقولة أن الشعر وغيره من الفنون الأدبية الأخرى تراجع لصالح الرواية؟ 

لكل نوع من أنواع الفنون والأدب والإبداع بشكل عام، ميدانه وجمهوره ومحبوه ومبدعوه، كل العناصر السابقة في حالة تكامل معرفي فيما بينها.

لكل شاعر شاعر مفضل فَمَن الشاعر المفضل لدى حوراء الهميلي.. وتعتبره مثلها الأعلى؟

لا يوجد شاعر مفضل بالنسبة لدي، لكن كل شاعر يشتغل بشكل جاد على تجربته الشعرية هو بالنسبة لي شاعر ملهم يستحق أن يُقتدى به، هذا الاجتهاد ما هو إلا وقود لشعلة الأمل.

 ما الذي تتمنى حوراء الهميلي تحقيقه مستقبلا سواء على المستوى الخاص أو العام؟

أتمنى أن أكون صوتًا ممتدًّا لكل شاعرة لم تستطع أن تواجه العالم بمشاعرها وتطلعاتها وأحلامها

لأي سبب كان...

  هلا ختمتِ لنا ببعض من الشعر؟!

 

ما غايةُ الشعرِ ؟

_أنْ أحيا به أبدا

مهما اقتربتُ ومهما عنيَ ابتعدا

 

ماهية البوحِ؟

 

_جرحٌ يستعير فمًا

بِاسم الحنينِ الذي في صدره وُئِدا

ماهية الحبِ؟

_مثقابٌ به اشتعلتْ

(يا نارُ كوني)

وفيها الشوق ما خمدا

ماهية الروح؟

- وحيٌ لم يَجِدْ رسلا

فاختار أنْ يصطفي في غيبِه الجسدا

وما تكونين؟

- نهرًا شقَّ أوردةَ السماء

والطورُ في محرابه سجدا

أنا الطبيعةُ في أجلى تحوُّلِها

ما البرقُ

إلا ضميري حينما ارتعدا

الريحُ؟

آهاتُ قلبي

حينما سرقوا عشَّاقَه

هام في الدنيا بغيرِ هدى

البحرُ؟

من دمعيَ استوحى ملوحتَه

ما ثَمَّ ماءٌ همي إلا له صعدا

والوردُ؟

فلسفةُ اللاوعي في حلمي

والجاذبيةُ؟

-أنثى

أنجبتْ بلدا

والماوراء؟!

- نسيجٌ ملءَ خفَّتِه

يشفُّني كلما أدني إليه يدًا 

كثافةُ الغيبِ

تغريني

فأنسج من ألطافِها

قدْرَ ما يكفي الفضول رِدا 

****

تذكرةُ المجازِ الأخيرة

 من فرطِ ما ارتشف السؤالُ جوابَهُ

ما عاد يفتحُ للحقيقةِ بابَهُ

 مِن شرفةٍ أخرى

تطلُّ فراشةٌ

وبصدرِ عزلتِه تضيءُ غيابَهُ

وترفُّ في وجهِ المرايا

رقصة

كالريحِ أغرتْ في المحيطِ عُبابَهُ

 فمشى وراءَ الضوءِ

مفتتنًا به

وتكشَّف المعنى إليه

فهابَهُ!

هو مُمْعِنٌ في التيهِ

يخشى لو يمس

بثغرِ مصيدةِ الكلامِ عتابَه

 

ورأى بكفِّ الأرضِ ملءَ عروقِها

نخلًا تغازلُ في السماءِ سحابَهُ

 فتيقَّنَ الإنسانُ أنَّ نجاتَهُ

بالأرضِ

إنْ ضمَّ الترابُ ترابَهُ

ما الطينُ؟

ما الإنسانُ؟

غير قداسةِ الوطنِ الممازجِ

بالهوى أصلابَهُ

 وطنٌ

برائحةِ الحنينِ

إذا مشى

وردُ الجنائنِ يبتغي أثوابَه

نهرُ العواطفِ في مضيقِ جبينِهِ

يختطُّ من شفةِ الندى أتعابَهُ 

 إنْ قالت الصحراءُ:

لا ماءٌ...

سيحلبُ من ضروعِ الأمنياتِ سرابَهُ

 

ويحيلُ أصداءَ الفراغِ

منابرًا للذِّكْرِ

أكدَّ بالهدى استحبابَهُ

 مذ أدمنتْ لغةُ الجمالِ سهولَهُ

وحقولَهُ

وعيونَهُ

وهضابَهُ

ما عاد يسعفها انزياحُ قصيدةٍ

لم تستطعْ بفمِ النهى إعرابَهُ

 

وطنٌ يليقُ به الخلودُ

كما اشتهى (جلجامشٌ)

إذ يبتغي أعشابَهُ

 هو في الخرائطِ جنةٌ كونيةٌ

وبها سنغفر للزمانِ خرابَهُ

تاريخُنا لما أطلَّ برأسِهِ

أبدى لـِ(ـجَنَّةِ موطني) إعجابَهُ!

*******

سبأ

ما زلتُ رغمَ اتقادِ الحبِّ أنطفئُ

بلقيس في العرشِ تبكي:

صُودرتْ سبأُ !

هل نكَّروا دمعَها مِن لونِ زرقتِه؟!

حتى تراكمَ في شطآنِه الصدأُ 

(أهكذا عرشُك) اللجيّ؟!

تحسبه

وحي المرايا لبئرٍ

ماؤه ظمأُ

 

 (كأنه هو)

واجترَّتْ خطيئتَها

مِن خطوةٍ غامرتْ

أودى بها الخطأُ

(قيل ادخلي الصرح)

(قالت) وهْي خائفةٌ:

أخشى بقلبي ممراتِ الهوى أطأُ

تابع مواقعنا