مصدر سيادي: خطاب إثيوبيا للتغطية على الهزيمة في تيجراي وفشل الملء الكامل للسد.. والرد المصري قريبًا
كشف مصدر سيادي كواليس إرسال إثيوبيا خطاب إلى مصر بشأن إعلانها بدء الملء الثاني لـ سد النهضة الإثيوبي، الذي وصل مساء أمس الاثنين، وردّت مصر على الخطاب المرسل، رافضة القرار الأحادي بشأن الملء، واتخاذ أديس أبابا القرار منفردة.
وأكد المصدر، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، أن قرار إثيوبيا بالملء الثاني لسد النهضة جاء للحصول على مكسب سياسي مزعوم ونصر غير موجود على أرض الواقع عقب فضيحة هزيمة الجيش أمام قوات إقليم تيجراي، والمشهد الشهير الذي هز آبي أحمد وقيادات حكومته بإذلال عناصر الجيش في شوارع تيجراي.
وتابع المصدر أن آبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، يعاني من مشكلة كبيرة في إقليم تيجراي بسبب سيطرة قوات الإقليم عليه، وكذلك عدم مقدرة قواته العسكرية الانتصار في حربها مع العناصر المسلحة لتحرير جبهة التيجراي، خاصة ما جرى مؤخرًا من السيطرة الكاملة للجبهة وسحق عناصر آبي أحمد.
وأكد المصدر، في تصريحاته، أن آبي أحمد يريد تحويل أزمة هزيمة قواته في تيجراي إلى انتصار من خلال إيهام الشعب الإثيوبي ببدء الملء الثاني لسد النهضة الذي يصوره أنصار حزبه للشعب الإثيوبي على أن بناء السد وملأه سيكون انتصارًا تاريخيًا مع أن الملء فشل بسبب الأبعاد الهندسية لجسم السد، موضحة أن خطاب بدء الملء الثاني "فرقعة إعلامية وسياسية" لإخفاء هزيمة إقليم تيجراي.
أزمة سد النهضة
وأشار المصدر السيادي إلى أن إثيوبيا تحاول استفزاز مصر دائمًا، كما أن مصر نفد صبرها جراء تلك المهاترات وعدم الوفاء بالعهود، واختراق القوانين والأعراف الدولية، مؤكدًا أن مصر مُصرة على سلك الطرق الدبلوماسية، كما أن الرد المصري سيكون في القريب، وأن مصر لن تصمت على تلك التصرفات الفردية التي لا تراعي مصالح الشعوب.
ومساء أمس الاثنين تلقى الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، خطابًا رسميًا من نظيره الإثيوبي يفيد ببدء إثيوبيا في عملية الملء للعام الثاني لخزان سد النهضة الإثيوبي.
ووجه وزير الموارد المائية والري خطابًا رسميًا إلى الوزير الاثيوبي لإخطاره برفض مصر القاطع لهذا الإجراء الأحادي الذي يعد خرقًا صريحًا وخطيرًا لاتفاق إعلان المبادئ، كما أنه يعد انتهاكًا للقوانين والأعراف الدولية التي تحكم المشروعات المقامة على الاحواض المشتركة للأنهار الدولية، بما فيها نهر النيل الذي تنظم استغلال موارده اتفاقيات ومواثيق تلزم إثيوبيا باحترام حقوق مصر ومصالحها المائية وتمنع الإضرار بها.
وقد أرسلت وزارة الخارجية كذلك الخطاب الموجه من وزير الموارد المائية والري المصري إلى الوزير الاثيوبي إلى رئيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة لإحاطة المجلس الذي سيعقد جلسة حول قضية سد النهضة يوم الخميس 8 يوليو 2021 بهذا التطور الخطير الذي يكشف مجددًا سوء نية إثيوبيا وإصرارها على اتخاذ إجراءات أحادية لفرض الأمر الواقع وملء وتشغيل سد النهضة دون اتفاق يراعي مصالح الدول الثلاث، ويحد من أضرار هذا السد على دولتي المصب، وهو الأمر الذي سيزيد من حالة التأزم والتوتر في المنطقة، وسيؤدي إلى خلق وضع يهدد الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وصباح أمس، دعا رئيس الوزراء آبي أحمد مختلف دول العالم إلى الاعتراف بالنية الحقيقية لبناء سد النهضة الإثيوبي الكبير، وأدلى بهذا التصريح خلال رده على الأسئلة التي طرحها أعضاء مجلس النواب الإثيوبي حول مختلف القضايا الجارية في البلاد بما في ذلك مشروع ميزانية 2021/22.
ودعا آبي أحمد الدول إلى إدراك أن إثيوبيا ليست لديها نية لإيذاء الآخرين سوى تلبية احتياجاتها من الطاقة، مؤكدًا أن الشيء الوحيد الذي تريده إثيوبيا هو تلبية طلب البلاد على الكهرباء دون تشكيل تهديد على دول المصب، زاعمًا أن مصلحة إثيوبيا هي فقط تلبية طلب البلاد على الكهرباء وتقليل مخاوف السودان ومصر وتحقيق السلام الدائم والازدهار لمنطقتنا.
وزعم رئيس الوزراء الإثيوبي بأن زراعة مليارات الشتلات في إثيوبيا والسودان ومصر يمكن أن تكون سببًا للحصول على مياه أكثر مما تحصل عليه بالفعل، موضحًا أن مبادرة الخضراء ستساعد على زيادة كمية الأمطار والمياه وكذلك تقليل الفاقد المائي الذي يمكن أن يضمن الأمن المائي لنا وللآخرين في المنطقة.
وفي وقت سابق قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا فشلت في تعلية الممر الأوسط بمقدار 30 مترًا كما هو مُعلن في السابق لإتمام الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي.
وأوضح لـ"القاهرة 24" أن تعلية الممر الأوسط أقل من 10 أمتار والتخزين في موسم الفيضان المقبل سيكون 5 مليارات متر مكعب فقط، مشيرًا إلى أن إثيوبيا سوف تكتفي بتعلية الممر الأوسط 8 أمتار فقط بسعة تخزينية نحو 4 مليارات متر مكعب وإجمالي تخزين قدره 9 مليارات متر مكعب هذا العام.
