كيف تعمل مصر على إنعاش الصادرات نحو الدول الإفريقية؟
أرسلت مصر أكبر بعثة تجارية مصرية إلى قارة إفريقيا، والتي تشمل مدينة دوالا الكاميرونية والعاصمة السنغالية داكار وتستمر حتى 10 يوليو الجاري، بهدف استكشاف فرص التجارة والاستثمار المتاحة في هذين السوقين الواعدين، إلى جانب تعزيز التعاون بين مجتمع الأعمال المصري ومجتمعات الأعمال الإفريقية، وضم الوفد 65 رجل أعمال بواقع 26 رجل أعمال لدولة الكاميرون و40 رجل أعمال لدولة السنغال وذلك في قطاعات الصناعات الغذائية والهندسية والكيماوية والطبية والحاصلات الزراعية والأدوية ومواد البناء والمقاولات.
وتسعى مصر لتعزيز التعاون وزيادة الصادرات المصرية لدول إفريقيا، عبر إقرار العديد من البرامج التحفيزية والتشجيعية للصناعات والصادرات للأسواق الإفريقية.
في هذا الشأن، قال الدكتور وليد جمال الدين، رئيس المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية، إن صادرات القطاع للدول الإفريقية، يعد ضعيفا نسبيا بالمقارنة مع صادرات مصر للدول الأخرى نتيجة وجود العديد من المعوقات أمام التصدير لإفريقيا.
المساعي الحكومية لتحفيز التجارة
وأوضح في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن السوق الإفريقي يتميز بأنه سوق واعد للصادرات المصرية، خاصة في ظل المساعي الحكومية لتحفيز التجارة والاستثمارات البينية مع دول القارة.
وتابع رئيس المجلس، أن إقرار دعم للشحن للدول الإفريقية بنسبة تصل لـ80% ضمن برنامج تحفيز الصادرات، من شأنه أن يدعم وصول مصر لمزيد من الأسواق، خاصة وأن صادرات مواد البناء والحراريات تتميز بارتفاع وزنها، مما يجعلها المستفيد الأكبر من هذه المبادرة.
وحقق المجلس التصديري لمواد البناء صادرات بـ6.15 مليار دولار خلال العام الماضي 2020، وبلغ إجمالي الصادرات مواد البناء إلى الإمارات العربية المتحدة 2.1 مليار دولار والتي تعادل حوالي 33.9 مليار جنيه خلال العام المذكور.
ضعف الصادرات الإفريقية
وقال الدكتور ماجد جورج، رئيس المجلس التصديري للأدوية، إن صادرات مصر لدول القارة الإفريقية ما يزال ضعيفا، فهي تقدر بمتوسط نحو 60 مليون دولار سنويا، من حجم واردات عامة لدول القارة تقدر بنحو 564 مليار دولار سنويا.
وأضاف في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن السوق الإفريقي يعد أبرز الأسواق الواعدة أمام الأدوية المصرية، خاصة في ظل مساعي وزارة الصحة المصرية، لإزالة أكبر عائق أمام صادرات مصر، وهو التسجيل الثنائي للأدوية بين مصر وكل دولة إفريقية، بالاعتماد على تسجيل المنتج في مصر حتى يتم السماح بتوريده للدولة، وأيضا اعتماد مصر التسجيل في الدول الإفريقية لاستيراد الدواء منها.
وأشار لأهمية ضم قطاع صناعة الأدوية للقطاعات المستفيدة من البرنامج الجديد لدعم الصادرات الذي بدأ تطبيقه هذا الشهر، بالإضافة لزيادة نسب مساندة الشحن البري والبحري والجوي للصادرات إلى أفريقيا لتصل إلى حوالى 80% ، وأيضا إنشاء مراكز لوجيستية مصرية دائمة بالعواصم والمدن الأفريقية، والتغلب على المشكلات البنكية التي تواجه الصادرات المصرية بالأسواق الإفريقية.
ولفت لسعي المجلس لدعم توجه الدولة لرفع صادرات الصناعات الدوائية لتتخطى 2 مليار دولار بحلول 2030، مع دعم الدولة للقطاع وتذليل عوائق الصادرات.
خطة لزيادة صادرات الأدوية المصرية
وأعدت وزارة التجارة والصناعة، خطة لزيادة الصادرات المصرية لقطاع الصناعات الدوائية والطبية لـ18 دولة أفريقية مستهدفة لتنمية الصادرات بنسبة زيادة سنويا تتراوح بين 10 – 40% حتى 2030 حيث تعد صناعة الدواء فى مصر من أهم الصناعات التي تساعد على زيادة الناتج القومي، وتوفير احتياجات السوق للحد من الاستيراد.
وكشفت الخطة الاستراتيجية 2030 عن حجم تجارة الأدوية في مصر والاستثمارات الخارجية المرتبطة بالقطاع من خلال التركيز على زيادة نسبة الصادرات للأسواق الأفريقية والعمل على استراتيجية متكاملة لتنمية الصادرات المصرية لدول القارة الأفريقية، بالتنسيق مع المجالس التصديرية المعنية بصناعة الدواء.
تقوم الاستراتيجية على دراسة تحليلية للأسواق الأفريقية والدعم اللوجيستي، وتنمية الأسواق التصديرية وتمويل وضمان الصادرات والاتفاقيات التجارية، إضافة إلى تطوير برنامج المساندة التصديرية الموجهة للسوق الأفريقية، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية، سواء جمعية المصدرين المصريين أو المكاتب التمثيل التجارية المصرية بالدول الأفريقية.
كما تتضمن الاستراتيجية خطة عمل واضحة بتوقيت زمني محددة للأسواق المستهدفة وآليات التنفيذ، وكذا الفرص التصديرية المتاحة أمام المنتجات المصرية، فضلًا عن الموقف التنافسي للمنتجات المصرية مع منتجات الدول الأخرى داخل الأسواق الأفريقية.
وكشفت الاستراتيجية أن غانا جاءت المرتبة الأولى من حيث استيراد الدواء المصري بقيمة تصل إلى 19 مليون جنيه سنويًا، تليها كينيا في المركز الثاني بقيمة 17 مليون جنية سنويًا، وتعد الهند من الدول المنافسة لتصدير الدواء إلى الدول الإفريقية، تليها الصين ثم إنجليزا، وبلجيكا وألمانيا.
بتروجيت تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بمستودع رأس بدران بسيناء
