السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تهديد وتشهير.. مسابقات الـ"بلوجرز" نوع جديد من عمليات النصب

مسابقات الـبلوجرز
تقارير وتحقيقات
مسابقات الـ"بلوجرز"
الثلاثاء 06/يوليو/2021 - 06:11 م

كحال عديد من الشباب الذين لم يجدوا الفرص المناسبة لهم في سوق العمل فاتجهوا للتجارة الإلكترونية في محاولة لتحسين دخلهم المادي، أنشأ "علي النهراوي" صفحة لبيع الساعات على موقع "إنستجرام" منذ عام ونصف، حاول خلالها الوصول لعدد كبير من المتابعين على أمل أن تكون هذه وسيلة لتوسيع مشروعه الصغير، فاشترك في مسابقات "البلوجرز" التي تملأ إعلاناتها كل صفحات موقع تبادل الصور والفيديوهات.

تهديد باختراق الحسابات


في شهر ديسمبر من العام الماضي، اشترك علي في مسابقة بـ2500 جنيه برعاية اثنين من "البلوجرز" المصريات ذات شهرة عالية لذلك كان مبلغ الاشتراك كبيرًا على أن تبدأ بعد أيام قليلة من الإعلان عنها، ولكنها بدأت في يوم 20 من شهر فبراير الماضي وفقًا لما قاله لـ"القاهرة 24"، ليتفاجأ علي بعدها بانسحاب "البلوجرز" اللاتي أعلنن عن المسابقة.

ورغم ذلك لم يخبروا المشتركين بهذا الأمر، وأصبحت المسابقة برعاية آخرين وهم من مشاهير أبليكشن "تيك توك" الذين يتابعهم عدد كبير من الأطفال أو من هم تحت السن القانوني، وليس الجمهور الذي يستهدفه "علي".


تواصل "علي" مع القائمين على المسابقة للمطالبة بالانسحاب منها وطالب بالمبلغ الذي دفعه، ولكنهم أقنعوه بأنه إذا لم يصل لعدد المتابعين المحدد سوف يعيدون له المبلغ، مضيفًا أنه عندما طالب المشتركين في هذه المسابقة قيمة الاشتراك بها والانسحاب منها أخبروهم بأنهم سيدرجوهم في مسابقات أخرى للوصول لعدد المتابعين الذي كان متفقًا عليه، وبالفعل أعلنت الصفحة مسابقتين أخريين ولكن تفاجئ المشاركون بأن جميع الصفحات التي تم الإعلان عنها في المسابقة جديدة ولم يتم الإعلان عن صفحاتهم، بحسب ما قاله علي لـ"القاهرة 24".

 

بعد أن تأكد علي أن هذه المسابقة ما هي إلا عمليات نصب جديدة يقوم بها ما يُطلق عليه اسم "بلوجرز" لجمع المال، تواصل مع الصفحة للمرة الأخيرة ليرد عليه شخص يخبره بأنهم فريق جديد سيتولى الإشراف على المسابقات التي تُعلن عنها الصفحة وأن الفريق القديم أنهى عمله معها، حاول بعدها الاتصال بالأرقام الذي حول عليها رسوم الاشتراك في المسابقة ليجدها مغلقة ولا أحد يجيب عليه، فلم يجد أمامه حلًا إلا التواصل مع الصفحة مرة أخرى الذين هددوه بعدم التواصل معهم مرة ثانية، وعندما قال لهم إنه سوف يكتب كل ما حدث معه على صفحات التواصل الاجتماعي، هددوه بأنهم يعرفون "هكرز" سيقومون باختراق صفحاته.

رسائل تهديد وتشهير 

بجانب مهنتها الأساسية وهي المحاماة حاولت "نورهان" استغلال موهبتها التي برعت بها منذ صغرها كـ"ميكب ارتيست" وأنشأت صفحة على موقع "انستجرام" لعرض نماذج من عملها وكوسيلة للوصول لعملاء أكثر، حتى صادفت في يوم إعلان لـ"بلوجر" من أكثر مشاهير هذا المجال على مواقع التواصل الاجتماعي ولديها عدد متابعين كبير لذلك لم يثيرها الشك ولو للحظة.

ولأن هذا هي المرة الأولى لها رفضت "نورهان محمد" الاشتراك في المسابقات التي تصل رسومها إلى 2000 أو 3000 وأحيانًا أكثر من ذلك، وقررت الاشتراك في أخرى رسومها 500 جنيه فقط، مضيفة خلال حديثها مع "القاهرة 24"، أن من شروط المسابقة كانت أن يكون الحساب يقدم محتوى هادفًا حتى يتم قبول اشتراكه بهذا المبلغ وهو الـ500 جنيه، ولكن من ليس لديه محتوى هادف لا يشتركون إلا بمبلغ أكبر.

المسابقة عبارة عن أن يطلب "البلوجرز" من متابعيهم الاشتراك في حسابات أشخاص يطمحون لوصول عدد متابعين يصل إلى 50 ألف شخص، حتى يتمكنوا من الفوز بجوائز مختلفة منها ألماظ وهواتف "أيفون"، مضيفة أنها قبل تحويل المبلغ كان هناك اهتمام من القائمين على المسابقة وسرعة في الرد ولكن بعد ذلك لم تلقَ ردًا منهم إطلاقًا، بالرغم من ذلك لم تشك بهم مبررة ذلك أنها شخصية معروفة في هذا الوسط فلم تضر بسمعتها.

تضيف نورهان، خلال حديثها مع "القاهرة 24"، أنها قامت بتحويل المبلغ قبل شهر رمضان بـ60 يومًا على أن تبدأ المسابقة خلال أيام قليلة وهذا لم يحدث، طوال تلك الفترة كانت تراسلهم لكن لم تتلقَ أي رد منهم، حتى بدأت يوم 5 من شهر مايو واستمرت لمدة 3 أيام، لم تزد خلالها إلا 4 آلاف متابع فقط، قائلة: "إنها في بداية الأمر لم تقتنع بفكرة زيادة المتابعين 50 ألفًا في 3 أيام ولكن أقنعت نفسها بأن هذه "البلوجر" يتابعها أكثر من مليون ونصف متابع فسوف تصل إلى هذا الرقم في وقت قصير".

وأضافت أنها في اليوم الثالث من المسابقة ألغى متابعة حسابها أكثر من ألف شخص وذلك بسبب أنهم لم يعلنوا عن الفائزين فلغى عدد كبير المتابعة، وهذا ما ضر حسابها وقلل نسبة التفاعل عليه وجعل إدارة "انستجرام" تراسلها لإخبارها بأن حسابها يقدم محتوى لا يناسب سياستهم؛ بسبب خروج عدد كبير من متابعيها فسيقومون بغلق حسابها" 


طوال تلك الفترة كانت تتواصل نورهان مع القائمين على المسابقة ولكن لم تكن تتلقى ردًا منهم حتى أخبرتهم أنها تريد الانسحاب فتلقت رسالة زوج "البلوجر" لإقناعها لاستكمال المسابقة، فقررت عدم الانسحاب حتى تفاجأت في اليوم الثالث بأن حسابها ليس موجودًا ضمن قائمة الحسابات المطلوب متابعتها، فتواصلت معهم مرة أخرى لاسترجاع المبلغ الذي سددته أو إدراج اسمها في المسابقة مرة ثانية، وهذا ما قوبل بالرفض فأرسلت لهم رسالة نصها "أنتوا نصابين"، لتتلقى بعدها مكالمة من الزوج يسبها بأبشع الألفاظ والشتائم ويهددها برفع دعوة قضائية ضدها، وبعدها أنشأ مجموعة على "واتس آب" برقم هاتفها واسمها الثلاثي تتلقى من خلالها سبابًا من المشتركين بها، بحسب تصريحاتها لـ"القاهرة 24".

في نهاية الأمر أرسلوا إليها 300 جنيه وبدأوا في مساومتها على باقي المبلغ بشرط أن تلغي متابعة باقي المتابعين الذين تابعوها خلال المسابقة، ولكنها رفضت هذا الحل لأضراره البالغة التي ستقع عليها لأنها بذلك ستقوم بحذف الحسابات الوهمية التي قامت بمتابعتها أثناء المسابقة ومعهم المتابعين الأصليين، واكتشفت بعدها أن أغلب هذه المسابقات قائمة على حسابات أغلبها وهمية وهناك مجموعة على "فيس بوك" فقط للتحذير من هذه البلوجر وزوجها، فتوجهت نورهان لرفع قضية ووكلت 3 محامين وعمل محضر سب وقذف وتشهير وآخر نصب ومعها عدد آخر من المشتركين، مشيرة إلى أنها تتلقى اتصالات من فتيات قررن عدم من رفع قضية ضدهن بسبب خوفهن من التشهير بهن مثلما فعلوا مع غيرهن.

 

 

الحصول على المبلغ بصعوبة

لجأت إيمان حامد، خريجة كلية الآداب، إلى إنشاء صفحة على موقع "إنستجرام" لبيع مستحضرات التجميل، مثل العديد من الفتيات اللاتي أنشأن صفحات لبيع تلك المنتجات كعمل إضافي لتحسين دخلهن أو حتى لممارسة هوايتهن المفضلة أو حتى للتسلية، ولزيادة عدد المتابعين الذي يبلغ 2700 فقط، وذلك بسبب أنها أنشأت هذه الصفحة من فترة قصيرة، قررت الاشتراك في هذه المسابقات التي ُيعلن عنها "بلوجرز" لديهم ملايين المتابعين.

تقول إيمان لـ"القاهرة 24" إنها اشتركت في مسابقة برسوم 1500 جنيه برعاية إحدى مدونات الموضة ذات شهرة كبيرة، ولأنها اشتركت مع صديقة لها فحصلت على خصم لتصبح الرسوم ألف جنيه فقط، وذلك للوصول إلى 40 ألف متابع، مردفة: "مبلغ الرسوم يكاد يكون قليلًا بالنسبة لبعض الناس ولكن لأني ما زالت مبتدئة في هذا المجال حصلت على الألف جنيه بصعوبة حتى أتمكن من زيادة عدد متابعين وتوسيع مشروعي".

لم تصل إيمان حتى لنصف عدد المتابعين المتفق عليه، حيث إنه تابعها فقط 16 ألف شخص حتى نهاية المسابقة، مضيفة أن نسبة التفاعل على صفحتها قبل الاشتراك في هذه المسابقة كان كبيرًا، وكان يصل عدد مشاهدي "ستوري" الصفحة إلى 500 شخص والمنشور الواحد كان يحصل على 70 علامة إعجاب، ولكن بعد ذلك قل تفاعل المتابعين ليعجب بمنشورات الصفحة 3 متابعين ويشاهد "ستوري" 50 فقط.

وأضافت حامد، لـ"القاهرة 24"، أنها اكتشفت بعد ذلك أن جميع المتابعين الذين قاموا بمتابعتها خلال المسابقة "فيك" وهذا ما ضر بصفحتها، فتواصلت مع الصفحة التي أعلنت عن المسابقة ولكنهم تجاهلوا رسائلها، مردفة: "يروون الرسائل ولا يجيبون" حتى حظروا حسابها وعندما حاولت التواصل معهم من حساب آخر حظروه أيضًا.

لم تلجأ إيمان برفع دعوى قضائية عليهم لأنها ليست لديها خبرة كيف تتخذ إجراءات قانونية ضدهم، متابعة: “لم أشك بالمسابقة لأنها كانت برعاية بلوجرز مشاهير ومعروفين وعديد من الأشخاص يتابعوهم”.

تابع مواقعنا