الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قصائد عربية.. جزء من قصيدة "أيها النيل" لأحمد شوقي

أحمد شوقي
ثقافة
أحمد شوقي
الأربعاء 07/يوليو/2021 - 08:58 ص

مِـنْ أَيِّ عَهـدٍ فـي القُـرَى تتَـدَفَّقُ؟

وبـأَيِّ كَـفٍّ فـي المـدائن تُغْـدِقُ؟.

ومـن السـماءِ نـزلتَ أَم فُجِّـرتَ من

علْيـا الجِنــان جَـداوِلاً تـتَرقرقُ؟.

وبــأَيِّ عَيْــنٍ، أَم بأَيَّــة مُزْنَــةٍ

أَم أَيِّ طُوفـانٍ تفيــض وتَفْهَــقُ؟.

وبــأَىِّ نَــوْلٍ أَنـتَ ناسـجُ بُـرْدَةٍ

للضفَّتيْـن، جَديدُهــا لا يَخــلَقُ؟.

تَسْــوَدُّ دِيباجًـــا إِذا فارقتهـــا

فإِذا حـضرتَ اخْـضَوْضَرَ الإِسْتَبْرَقُ.

فــي كــلِّ آونــةٍ تُبـدِّل صِبغـةً

عجباً، وأَنــت الصـابغُ المُتَـأَنِّقُ.

أَتَت الدهـورُ عليـكَ، مَهْـدُكَ مُـتْرَعٌ

وحِيـاضُكَ الشُّــرق الشـهيَّةُ دُفَّـقُ.

تَسْـقِي وتُطْعِـمُ، لا إِنـاؤكَ ضـائِقٌ

بـالواردين، ولا خــوانُك يَنفُــقُ.

والمـاءُ تَسْــكُبُه فيُسْـبَكُ عَسْـجَدًا

والأَرضُ تُغْرِقهــا فيحيــا المُغْـرَقُ.

تُعيـي مَنـابِعُك العقـولَ، ويسـتوي

مُتخـبِّطٌ فــي علمِهــا ومُحــقِّقُ.

أَخلَقْتَ راووقَ الدهـورِ، ولـم تـزل

بكَ حَمْــأَةٌ كالمسـك، لا تَـتروَّقُ.

حـمراءُ فـي الأَحـواض، إِلاّ أَنهـا

بيضـاءُ فـي عُنُـق الـثرى تَتـأَلَّقُ.

دِيـنُ الأَوائِـل فيـك دِيـنُ مُـروءَةٍ

لِـمَ لا يُؤَلَّـه مَـنْ يَقُـوتُ ويَـرزُقُ؟.

لـو أَن مخلوقًــا يُؤَلَّـه لـم تكـن

لِسواكَ مَرْتبــةُ الأُلوهَــةِ تَخْـلُقُ.

جعلوا الهـوى لـك والوَقـارَ عبـادةً

إِنَّ العبـادةَ خَشـــيةٌ وتَعلُّـــقُ.

دانـوا ببحــرٍ بالمكــارِم زاخـرٍ

عَـذْبِ المشــارعِ، مَـدُّهُ لا يُلْحَـقُ.

مُتقيِّـد بعهـــودِه ووُعـــودِه

يَجـري عـلى سَـنَنِ الوفـاءِ ويَصدُقُ.

يَتقبَّــلُ الــوادي الحيــاةَ كريمـةً

مــن راحَــتَيْكَ عَمِيمــةً تتــدفَّقُ.

متقلِّــب الجــنبيْن فــي نَعْمائِــهِ

يَعْـرَى ويُصْبَـغُ فـي نَـداك فيُـورِقُ.

فيبيــتُ خِصْبًـا فـي ثَـراه ونِعْمـة

ويعُمُّــه مــاءُ الحيــاةِ الموسِـقُ.

وإِليك - بَعْـدَ اللـهِ - يَرجِـع تحتـه

مـا جَـفَّ، أَو مـا مـات، أَو ما يَنْفُقُ.

 

 

 

أحمد بن علي بن أحمد شوقي، أشهر شعراء مصر في العصر الحديث، وأمير الشعراء، ولد في 16 أكتوبر 1868، نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887 إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891 فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896 لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف، عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي، وتوفي 14 أكتوبر 1932.

تابع مواقعنا