خبير سوداني: هناك تحالف بين تيجراي وبني شنقول لإسقاط آبي أحمد (خاص)
قال الخبير السوداني في الشؤون الإفريقية عبد القادر الحيمي، إن الجميع يترقب جلسة مجلس الأمن بشأن سد النهضة غدًا الخميس، مشيرًا إلى “أنه لا يُرجى منها الكثير، وفي نفس الوقت لدينا حق التصرف لدرء العطش ومخاطره على شعوبنا، إزاء الانفراد الإثيوبي المتعنت لإدارة وتشغيل سد النهضة”.
وأضاف الحيمي، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، “أنه عندما دشن الرئيس الإثيوبي الراحل ملس زيناوي، فكرة بناء السد، طرح عليه صحفيون سودانيون، مخاوفهم من الفكرة وأنه سيسبب أضرارا لدولتي المصب”.
وأوضح “أنه بعد أخذ المفاوضات مسارًا أكثر تطرفًا من الجانب الإثيوبي بداية من العام 2015م، بعدما رفضت إثيوبيا تقرير المكتب الاستشاري المعني بالأمر، وتجاهلت توصياته، انفردت بتشغيل السد والملء الأول متجاوزة ومخالفة لما وقعته في إعلان المبادئ”.
وأردف قائلا:" إثيوبيا في الوقت الحالي يتضح موقفها بفرض تقاسم مياه النيل، عبر الملء الثاني في تجاوز لكل القوانين والمواثيق الدولية، بدء الملء الثاني هو إعلان حرب على السودان ومصر بتعطيشهما بحجز المياه وتهديد أمنهما القومي".
وأوضح أن "من ضمن السيناريوهات المتوقعة، ضربة جوية تُعطل تخزين واحتجاز المياه دون تدمير السد نفسه، حتى يتوقف العمل في السد وتغادر الشركات المنفذة لأسباب أمنية على أن لا تتم معاودة العمل فيه إلا بعد التوصل لاتفاق نهائي".
وقال “إن كافة الدلائل تشير إلى أن نظام الأمهرة الحاكم برئاسة آبى أحمد، في طريقه للانهيار خاصة بعد الهزيمة الكبيرة التي حظى بها على يد قوات إقليم تيجراي”، لافتا إلى أن هناك تحالفًا عريضًا بين تيجراي، والتحركات المسلحة فى أوروميا وبني شنقول وشعوب الجنوب، وإقليم الصومال الإثيوبي، لإسقاط نظام الأمهرة وإعادة نظام الائتلاف العرقي الحاكم الذي ألغاه آبى أحمد.
وأشار إلى "أن إقليم بنى شنقول بالكامل قبائل سودانية تتحدث العربية، بلهجة سودانية وقيادات حركة تحرير شعب بنى شنقول، جأرت بالشكوى والمرارة وهى تخوض حرب عصابات مسلحة من عدم تلقيها الدعم من السودان ومصر، ولو وجدوه سيسلمون سد النهضة لمصر والسودان، وكانت هذه الحركة قد احتلت بالقوة منطقة محل، وتبعد 20 كم من موقع السد قبل أن يجبرهم سلاح الطيران على الانسحاب".
ونوه إلى "أن سيكولوجية الأمهرة قائمة على الهيمنة والسيطرة بالقوة، كما أنهم يفتقدون الحنكة السياسية لإدارة الدولة، لذا حولوا الخطوط والأهداف التي من أجلها القضاء على بنى التيجراي وقت بناء السد، فقد كانوا أبرز المعترضين لبنائه ويرون أنه هدر لموارد الدولة".
وأوضح “أن الأمهرة الآن حولوا مشروع سد النهضة إلى أداة سياسية وأمنية بفعل احتجاز المياه وعدم تبادل المعلومات، بهدف تركيع السودان ومصر وابتزازهما ويبدأ هذا الابتزاز بالملء الثاني للسد”.
ولفت إلى “أن ميليشيات الأمهرة تذبح سائقى الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية وهى في طريقها للتيجراي، وتم تدمير كل الكباري والجسور على نهر تكيزي لمنع إيصال المساعدات الإنسانية للإقليم”.
وأشار إلى "أنه تم تعطيل أو تدمير توربينات سد تكيزي الذي يعتمد عليه إقليم التيجراي في الكهرباء، وبدأت المجاعة تفتك بـ 400 ألف من التيجراي وهناك 1،800،000 معرضين للمجاعة خلال شهرين".
واستطرد: "هذا ما تفعله الأمهرة مع إقليم تيجراي، وهما تشكلان عرقية الأحباش فى إثيوبيا مقابل بقية القوميات الكوشية، ومن المتوقع أن يحجزوا المياه عن مصر والسودان، وهي مسألة وقت، فالوضع غير مطمئن نهائيًا الذي يتسبب فيه الملء الثاني للسد".