"القاهرة 24" يكشف أسباب غزو الشركات للدوري المصري.. ويضع حلول إنقاذ الأندية الجماهيرية
واصلت أندية الشركات غزوها للدوري الممتاز، وذلك بعد صعود الثلاثي فاركو، وكوكاولا، والشرقية للدخان، في الموسم الجديد، الأمر الذي أثار حفيظة الجماهير المحبة لكرة القدم، وهي تري الدوري الأعرق في القارة السمراء والوطن العربي، يتحول تدريجيًا لدوري شركات، وسط اختفاء تدريجي للأندية الجماهيرية التي كانت تسطع في سماء الكرة المصرية قبل سنوات قليلة.
ويتضمن الدوري المصري، في الموسم الحالي، 10 أندية تابعة لمؤسسات غير جماهيرية، من أصل 18 فريقا، مع توقعات بزيادة العدد في الموسم الجديد، إذا ما هبط أسوان الذي يحتل أول المراكز المؤدية للهبوط في جدول ترتيب الدوري.
وفجّر الثلاثي الصاعد للدوري في الموسم الجديد، حالة من الغضب بين جماهير الكرة المصرية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض يرى أن صعود الثلاثي حلقة جديدة في مسلسل إضعاف الكرة، وتفريغها من الأندية الجماهيرية، والبعض الأخر اتهم إدارات الأندية الشعبية بإفساح الطريق أمام الشركات لفرض سطوتها على الدوري، بعدما تفرغت تلك الإدارات في السنوات الأخيرة للصراعات الداخلية، وفشلوا في تنمية موارد تلك الأندية بالشكل الذي يمكنها من مواجهة أندية الشركات في السنوات الأخيرة.
وحرص "القاهرة 24"، على معرفة تأثير صعود تلك الأندية من الناحية المادية علي الدوري المصري، وكذلك من المسؤول عن توغل أندية الشركات بهذا الشكل في الكرة المصرية.
في البداية يري عصام سراج الدين، مدير التعاقدات السابق بالنادي الأهلي، ومدير التسويق التجاري والاستثمار الخارجي بنادي مصر المقاصة، أن الشركات مكانها رعاية الأندية أو الدوري، وليست إنشاء فرق رياضية على مستوي تنافسي، فالهدف من إنشاء أي نشاط رياضي في الشركات هو خدمة العاملين بها، للترويح عنهم، ورفع كفاءة الإنتاج.
وحذر سراج خلال حديثه مع "القاهرة 24" من خطورة الوضع الحالي على الكرة المصرية، مشيرًا إلى أن زيادة عدد أندية الشركات في الدوري، سيؤدي إلي زيادة أسعار عقود اللاعبين، وكذلك ارتفاع القيمة المالية لانتقالات اللاعبين بين الأندية، وهو ما ينذر بتضخم، خصوصًا أن صناعة كرة القدم في مصر تكبد الأندية خسائر مالية كبيرة، علاوة على تقليل القيمة التسويقية للدوري المصري.
وأكد سراج أن هناك حلولا كثيرة لإنقاذ الوضع الحالي، في مقدمتها ضرورة إنشاء رابطة دوري محترفين، تنظم العلاقة بين الأندية، وتوزع عوائد بيع الرعاية والبث التلفزيوني، من خلال معايير محددة مما يخلق ما يعرف بـ"التوازن التنافسي"، ويمكن الأندية الصغيرة من مواجهة الأندية الكبرى.
وتابع: "يجب على الأندية إنشاء شركات استثمارية مساهمة، تُدار عن طريق مختصين، وهو ما بدأه بالفعل النادي الأهلي، ويجب على الأندية الشعبية الأخرى مثل الزمالك والمصري والاتحاد السكندري، أن تحذو حذوه".
واختتم سراج كلامه مؤكدًا أن النموذجين الأقرب لتطبيق رابطة الأندية المحترفة في مصر هما، الإسباني والألماني.
من جانبه، أرجع سمير نصر، مدير التسويق السابق بالنادي الإسماعيلي، صعود أندية الشركات وسيطرتها على النسبة الأكبر بين أندية الدوري الممتاز، إلى ما أسماه القصور الإداري في الأندية الشعبية والجماهيرية، مؤكدًا أن الغالبية العظمي من مجالس الإدارات، تفرغت للصراعات الشخصية ولم تعمل علي تعظيم موارد الأندية.
وقال نصر لـ "القاهرة 24": "لا نستطيع توجيه اللوم لأندية الشركات، كونها اجتهدت لتطوير نشاط كرة القدم، ونجحت في الوصول إلي الدوري الممتاز".
وتابع "أندية الشركات في الدوري المصري مع مطلع الالفية الجديدة، لم تكن تتجاوز نسبة الـ20% في عدد أندية الدوري، في الوقت الذي بلغت فيه نسبة الأندية الشعبية في الدوري الحالي 38%، مع توقعات بهبوط النسبة إلى 20 أو 25 % خلال السنوات المقبلة".
وأردف "مسؤولو الأندية الشعبية أمام مهمة تاريخية للحفاظ علي جماهيرية تلك الأندية، وعليها العمل علي زيادة موارد النادي، وزيادة عدد الإدارات المختصة من أجل الخروج من الشكل النمطي المتعارف عليه، واستغلال عدد الجماهير في خلق بيئة جاذبة للاستثمار".
وأشاد نصر بقانون الرياضة رقم 71 لسنة 2017، مشيرًا إلى إنه فتح باب الاستثمار أمام الأندية، لكنه في الوقت ذاته لم يعط هذه الأندية كافة الصلاحيات، لذلك يجب أن يتم تعديل بعض البنود المتعلقة بالاستثمار، حتي لا تنقرض الأندية الشعبية.
وأضاف: "الظهير الجماهيري هو العنصر المتحكم في لعبة كرة القدم، ودون هذا الظهير لن تنجح الأندية في زيادة مواردها مهما كانت نتائج فريق كرة القدم، وهو ما يحدث مع بيراميدز في الوقت الحالين فرغم تحقيق الفريق للعديد من النتائج الجيدة، وبلوغ نهائي الكونفدرالية الموسم الماضي، وتوديع البطولة ذاتها -في الموسم الحالي- من الدور قبل النهائي، إلا أن هذا كله لم ينجح في جذب جماهيرية للنادي"، متمًا كلامه: "الشغف والحب والانتماء لأحد الأندية، من قبل الجماهير، لا يقدر بثمن ولا يمكن شراؤه".
وحذر نصر من خطورة توغل أندية الشركات التي تمتلك المال الوفير، مؤكدًا أنه ستساهم في انهيار سوق الانتقالات في مصر، ضاربًا المقبل بما حدث في الأزمة العقارية الشهيرة التي شهدتها أمريكا في السنوات الماضية، موضحًا أن سوق الانتقالات سيصبح البقاء فيه للأقوى ماديًا.
ووضع مدير تسويق الإسماعيلي السابق، عددًا من الحلول أمام الأندية للخروج من هذا المأزق، أولها إنشاء رابطة أندية محترفة، وإنشاء شركات مساهمة للأندية تكون مهمتها إدارة صناعة الكرة في تلك الأندية، وأن تكون تلك الشركات مختصة في كل ما يهم صناعة الكرة كمنشآت رياضية وتسويق وغيرها من الأنشطة المتعلقة بالصناعة.