انطفأت النيران وظل الفقد.. والد الطفل المتفحم في حريق دار السلام يتحدث بحرقة: "هنا مات آدم"
"هبيت النهاردة عند جدتي"، كانت هذه آخر كلمات وقعت على أذني "علي عبد الرحيم" قبل حمل نجله جثة هامدة متفحمة، من النيران التي التهمت جسده بعد أن قضت على شقة جدته الذي قرر المبيت فيها في ليلته الأخيرة.
فلم يتم “آدم” العاشرة من عمره، عندما لقي مصرعه داخل شقة جدته، التي أصر على أن يبيت ليلة الواقعة بين أحضانها، سويعات قضاها على فراشها، تحتويه بذراعيها، لكن العناية الإلهية حالت دون أن تشاركه فراش الموت، فغادرته لتصعد الطابق العلوي، لتوقظ شقيقته الكبرى، حتى لا يفوتها امتحانها الجامعي، لتكون هذه اللحظة التي ينفجر فيها كابل كهربائي، لتنفجر معه شقة جدة آدم وما فيها، فيلقى حتفه وتصاب جدته في كلتا قدميها بعدما حاولت إنقاذه، ولكن النيران كانت أسرع وأقوى منها، ليتحول فراش الجدة إلى فراش موت الحفيد.
"القاهرة 24” إنتقل إلى الشقة المتفحمة، بصحبه والد الضحية المثكول، والذي وقف وسط ركام الشقة وحطامها، ينعي نجله الذي مات محروقا، وأثاث والدته الذي أصبح رمادا، ومنقولات نجلته التي أصبحت حطامها، قائلا: هنا نام آدم ليلته الأخيرة، غير عابئا بشيء، ينتظر الصباح كي يكمل لهوه مع أصدقاءه، الذين لم يصدقوا أنه رحل عن عالمهم، وهنا أثاث والدتي الذي التهمته النيران، وهنا منقولات نجلاي التي شرفت على الزواج" نادبا حظه، مستغيثا بمن يسمع شكواه وأنينه، وبمن يرى دموعه، أو من يحس بألمه وأوجاعه.
وكانت البداية عندما تلقت غرفة عمليات النجدة بالقاهرة بلاغًا، يفيد بنشوب حريق في أحد العقارات السكنية بمنطقة دار السلام بالقاهرة.
وعلى الفور انتقلت قوة وحدة الحماية المدنية، بقيادة اللواء انتصار منصور، مدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة، وتم الدفع بسيارتي إطفاء للسيطرة على الحريق، وسيارة إسعاف لنقل المتوفى والمصابين إلى المستشفى.
ولقي طفل يدعى "آدم" مصرعه وأصيب شخصان، في حريق نشب في أحد العقارات السكنية، بشارع المحمدي جلال، المتفرع من شارع فرج يوسف بمنطقة دار السلام بالقاهرة، بسب انفجار أحد كابلات الكهرباء، بشبكة الكهرباء بالمنطقة.
وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق، ومنع امتداد النيران، للعقارات المجاورة.