"لسه فيها خير".. طالبة طب الأزهر تتحدث لأول مرة عن جمع التبرعات وشراء جهاز غسيل الكلى (خاص)
“الدنيا لسه بخير”، جملة جسدتها أسماء مدحت وزملاؤها في كلية الطب بجامعة الأزهر، بعد نجاحهن في جمع تبرعات لشراء جهاز غسيل الكلى، بعد ملاحظة تأخر هذه الجلسات بسبب قلة عدد الأجهزة.
تتذكر أسماء، طالبة في الفرقة الخامسة بكلية الطب، بداية تفكيرها في تنفيذ هذه المهمة، مشيرة إلى أن الفكرة راودتها منذ الوهلة الأولى لها في المشاركة العملية بأحد المستشفيات التابعة للجامعة مع دفعتها، فبعد أن تخصصت في مجال "الأطفال والباطنة"، أصبحت شاهدة على تأخر جلسات "غسيل الكلى" بسبب قلة عدد الأجهزة، ومن هنا تحرك شعورها بالمسؤولية تجاه هؤلاء الأطفال وصارت رغبة تخفيف العبء عن أمهاتهم تراودها باستمرار.
تقول أسماء إنه لم يخب ظنها في دفعتها المكونة من 600 طالبة، حيث لاقت فكرتها إعجاب الجميع، لتبدأ هي ودفعتها جمع المبلغ “بدأنا في تنفيذ الفكرة من مبدأ أن النية ما دامت خالصة لله فلا وجود للعوائق، وتحت شعار (الأقربون أولى بالمعروف)، قررنا جعل هذه التبرعات لصالح مستشفيات جامعة الأزهر ووضعن أمامهن المستشفيات بأسمائهن "الزهراء الجامعي، والحسين، وسيد جلال، ومستشفى الأزهر التخصصي"، وبدأت الخطة بالفعل بالتنفيذ منذ شهور قليلة بقبول مستشفى "سيد جلال" طلبهن بالتبرع".
وبعد عدة أشهر من التشجيع والدعم سواء كان معنويا أو ماديا، نجت أسماء وزميلاتها في جمع المبلغ الذي وصل لـ185 ألف جنيه، وانتقلت المغامرة لمرحلة أخرى، والتي لعب فيها عميد كلية طب بنات الأزهر الدكتور هشام فرهود، ووكيلة الكلية الدكتورة إيمان الشال، ووكيل شئون الدراسات العليا الدكتورة هناء العبيسى في داخل المستشفى، والدكتور محمد ماجد والدكتور محمود العتربي، والدكتور مفتاح رئيس وحدة الغسيل الكلوى بالأطفال بمستشفى سيد جلال الدور الأساسي، وبالفعل تم شراء الجهاز ونتيجة لأنه مستورد فوصله للمستشفى فكرة وقت لا أكثر.
وأوضحت أسماء لـ “القاهرة 24”، أن هذه المبادرة ليست بديلا عن حفلة التخرج، كما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، بل هو عمل تطوعي وصدقة جارية لها ولدفعتها، بينما حفلة التخرج ستأتي بوقتها لأنهن مازلن في الفرقة الخامسة.