هل ارتداء الكمامة أكثر من مرة آمن على الصحة؟.. خبراء يجيبون
تلعب الكمامة، دورًا رئيسيًا في حياتنا اليومية، خوفًا من انتشار العدوى ومواجهة فيروس كورونا، وفي ظل انخفاض الأعداد لجأ البعض إلى ارتداء الكمامة لأكثر من مرة، فهل يعد هذا التصرف صحيحًا؟ .. اختلفت الآراء وتباينت جهات النظر بين مؤيد ومعارض.
مع أم ضد؟
في البداية يقول أسامة -مواطن-:" منذ بداية الجائحة ارتدي أكثر من كمامة في اليوم الواحد ومع انخفاض الأعداد، أصبح الوضع أكثر أمانًا إلى حد ما فلجأت إلى ارتداء كمامة طبية واحدة طوال اليوم ولكنني أحرص على التخلص منها فور العودة إلى المنزل".
تضيف هبة: أرتدي الكمامة أكثر من مرة في حالة شعوري أنني لم أجلس في تجمعات وأحرص دائمًا على أن لا تبلل بالمياه خوفًا من تلفها، ودائمًا ما أقوم بتطهيرها بالكحول للتأكد من سلامتها.
تلتقط أمل-مواطنة-، طرف الحديث قائلة: في ظل ارتفاع أسعار الكمامات دائمًا ما أحرص على ارتدائها أكثر من مرة توفيرًا للأموال، ولكن في ظل انتشار الأعداد أقوم بارتدائها مرة واحدة فقط.
الفترة المسموحة لكل كمامة
لكن ماذا عن رأي الخبراء؟
منظمة الصحة العالمية أكدت أن "الكمامات الطبية تستخدم لمرة واحدة فقط، ثم يجب التخلص فورا من الكمامات المستعملة؛ لكن في حالة وجود نقص حاد في المخزونات، على غرار ما حدث في بداية الجائحة تقر المنظمة إجراءات استثنائية تقوم على تطهير الكمامات المستعملة من أجل إعادة استخدامها مرة أخرى.
احتمالية الإصابة بكورونا
من جانبه يقول الدكتور تامر حمدي عزالدين، أستاذ جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية بكلية الطب بجامعة بنها، إن الكمامة الطبية العادية تتراوح مدتها من 3 إلى 6 ساعات وتجاوزًا من الممكن استخدامها ليوم كامل، وبالنسبة للكمامة ٩٥ يمكن استخدامها لمدة تتراوح مابين 3 أيام إلى أسبوع ويمكن في خلال كل فترة من الفترات السابقة خلعها وارتدائها.
وأضاف عز الدين أن تعدي استخدام الماسك الفترة الزمنية المحددة يجعله يفقد خاصية الحماية فضلًا،عن أنه يصبح مصدرا للعدوي التنفسية والعدوي الجلدية في منطقة الأنف والفم، مشيرًا إلى أن الكمامة تتعلق بها بعض البكتيريا الموجودة في الجو بعد فترة من ارتدائها والتي يمكن أن تكون موجودة في الرزاز أثناء التنفس وبالتالي يمكنها أن تنتقل إلى خلايا الجلد الملاصقة للكمامة والإصابة بالبثور والبكتيريا.
وأوضح أستاذ جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية، أن الخطورة الحقيقة تكمن في استخدام الكمامة لفترات طويلة أثناء المجهود أو المشي خصوصًا لمرضي القلب لأنها تساعد على زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون وقلة الأوكسجين وكذلك عند مرضي حساسية الصدر.
ونصح عز الدين بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية بجانب ارتداء الكمامة وتناول الطعام الصحي والبعد عن التكدسات والأماكن المزدحمة.
التلوث والإصابة بالأمراض
بدورها أكدت الدكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري البكتيريا والمناعة والتغذية أن ارتداء الكمامة أكثر من مرة خطأ شائع يقع فيه الكثيرين.
وأضافت أن هناك بعض الإرشادات التي يجب اتباعها عند ارتداء الكمامة القطنية، عند الوصول إلى المنزل يجب غسلها بالماء والصابون وتجفيفها في الشمس ثم وضعها في كيس مخصص لها لتطهيرها، أما بالنسبة للكمامة الطبية فيجب ارتدائها ليوم واحد ثم التخلص منها بالطريقة التي أوضحتها منظمة الصحة العالمية.
وحذرت استشاري البكتيريا من ارتداء الكمامة لأكثر من مرة لاحتمالية تلوثها والإصابة بالأنفلونزا الموسمية أو نزلات البرد وفي هذه الحالة تصبح الكمامة مصدرًا لنقل العدوي بدلًا من الحماية منها.
نصحت نهلة بارتداء الكمامة لمرة واحدة فقط وضرورة التخلص منها من خلال قطعها عند الوصول إلى المنزل والبعد عن الأماكن المزدحمة واتباع الإجراءات الاحترازية.
الماسكني والإكزيما
ومن جانبه، أكد الدكتور عماد محمود رياض أخصائي الجلدية والليزر والتجميل أن ارتداء الكمامة أكثر من مرة يشكل خطرًا على البشرة، خصوصًا أن في الآونة الأخيرة انتشر في عالم الجلدية مصطلح «الماسكني» نتيجة لاراتداء الكمامات الطبية لفترات طويلة، وهوعبارة عن ظهور البثور وحب الشباب في الوجه والإصابة بمرض الأكزيما أو الحساسية التلامسية نتيجة التعرق الشديد.
وأضاف أن ارتداء الكمامات لأكثر من يوم يُسبب ظهور حب الشباب ونمو البكتيريا حول منطقة الفم والذقن، ومحيط الشفاه خصوصًا أن الكمامة تكون بيئة رطبة نتيجة التعرق والتنفس، مما يؤدي إلى غلق مسام الوجه وتوفير بيئة جيدة لنمو البكتيريا المسببة لحب الشباب.
وشدد أخصائي الجلدية على أصحاب البشرة الدهنية، بضرورة تجفيف العرق أثناء ارتداء الكمامة واستخدام غسول مناسب للبشرة وتجنب ارتداء الكمامة لفترات طويلة واستبدالها بالكمامة القطنية، ناصحًا أصحاب البشرة الجافة بترطيب الوجه من الحين للآخر لتجنب الجفاف نتيجة احتكاك الكمامة مع البشرة.
وفي نهاية حديثه، حذر رياض من وضع مستحضرات التجميل أثناء ارتداء الكمامة لتجنب ظهور حب الشباب والحساسية.
