تختلف فيه الطوائف المسيحية.. ما هو سر التوبة والاعتراف
سر التوبة، ويعرف أيضًا باسم سر الاعتراف أو سر المصالحة، أي المصالحة مع الله هو أحد الأسرار السبعة في المسيحية، ويقوم سر التوبة في منحنيين، أولهما الإقرار بالذنب وطلب الصفح من الله، وطبقًا لوصايا الكتاب المقدس فالله وحده هو غافر الخطايا، أما المنحى الثاني، فهو الإقرار بالذنب وطلب الصفح من الله بسماع كاهن معرّف بغية الحصول على إرشاد روحي ونفسي صحيح، ومن ثم تكفير الإثم بأعمال بر.
وبحسب العقيدة المسيحية، فسر التوبة والاعتراف مفتاح لكل الأسرار، فلا يوجد سر يمكن أن يُمارس دون التوبة والاعتراف.
وفي العقيدة المسيحية فالرب هو أول من أسس هذا السر قديمًا؛ والاعتراف له شروطه بأن الإنسان يعترف في قرارة نفسه بالخطأ، ويعترف أمام الله وأمام من أخطأ في حقه، وأن يعترف أمام الأب الكاهن الذي أخذ سلطان الحل والربط من الرب، حيث يقول الكتاب المقدس في هذا الصدد
(وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاوَاتِ). (إنجيل متى19:16) وفي نفس الوقت يقطع كل روابط الخطية ومسبباتها كي لا يرجع إليها معتمدًا علي نعمة الرب الإله.
الاعتراف في الأرثوذوكسية
فأدركت الكنيسة الأرثوذوكسية حسب عقائدها منذ عهدها الأول، أهمية سر التوبة والاعتراف، فقد استلمته من الرسل الذين بدورهم استلموه من الله مباشرة، حين نفخ فيهم قائلًا: “اقبلوا الروح القدس.. من غفرتم خطاياه تُغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت” (يو20: 22 – 32)، لذا سعت الكنيسة أن تحيا هذا السر في كل جوانب حياتها؛ وهذا ما تشهد له شهادات عدة تتوزع على فتراتٍ من الزمن
في الكاثوليكية
وفي الكاثوليكية فسر الاعتراف هي الطريقة الكنسية التي بمقتضاها يعترف الرجال والنساء بالخطايا التي يرتكبونها من بعد معموديتهم، لكي يحلهم الله -يغفر لهم خطاياهم- عن طريق إشراف الكاهن.
ويُقام هذا الطقس الكاثوليكي -والذي يجب أن يجري على الأقل مرة في السنة بالنسبة للخطيئة الكبيرة- عادة داخل غرف الاعتراف أو المقصورة أو غرف المصالحة.
ويكمن الغرض من هذا السر عند الكنيسة الكاثوليكية في شفاء النفس، واستعادة نعمة الرب التي فُقِدت بسبب الخطيئة.
أهمية سر التوبة والاعتراف
وفي العقيدة المسيحية، فمن خلال هذا السر ينال المؤمن التائب؛ بقوة الروح القدس، الصفح عن جميع خطاياه التي يعترف بها، ويتحول بكل كيانه إلى الله، “فالتوبة الحقيقية ثورة تهز أعماق الكيان الداخلي الإنساني، وتبدله بشكل جذري، فيصبح الله محور حياة الإنسان”.
