بعد جلسة مجلس الأمن.. خبير يكشف دور روسيا والصين في دعم إثيوبيا بأزمة سد النهضة (خاص)
يتصدر سد النهضة الإثيوبي، محركات البحث من قبل المصريين، باعتباره يمس شريان الحياة لكافة المواطنين، خاصة بعد جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت أمس الأول الخميس، ومطالبة أعضاء الجلسة باستئناف المفاوضات بين الدول الثلاث برعاية الاتحاد الإفريقي.
ويتساءل الكثير من المصريين، عن ماهية الدول التي تمثل دعمًا اقتصاديًا وسياسيًا للحكومة الإثيوبية برئاسة آبي أحمد، وذلك بعدما شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن سد النهضة الإثيوبي تباين في الآراء، من قبل بعض ممثلي الدول المشاركة، بعدم إدانة الموقف الإثيوبي المتعنت ومطالبتها بالعودة إلى المفاوضات في ظل إقدام إثيوبيا بشكل منفرد على البدء في الملء الثاني لسد النهضة.
مساعي لتسعير المياه عالميًا
اللواء محمد عبد الواحد، المتخصص في الأمن القومي والشأن الإفريقي، قال إن الدول التي حرصت على عدم معارضة الموقف الإثيوبي في سد النهضة، تمتلك مصالح سياسية واقتصادية في أزمة سد النهضة، وعلى رأسها الصين وروسيا.
وأضاف في تصريحات لـ "القاهرة 24"، أن الصين حرصت على عدم معارضة الموقف الإثيوبي المتعنت، كونها تمتلك أكبر سد في العالم، وتمثل دولة منبع كإثيوبيا، ولا تستطيع المشاركة في قرار يدين الموقف الإثيوبي وتنتهج عكسه مع جيرانها من الدول المشاركة لها في الأنهار.
واستكمل عبد الواحد، أن الصين تسعى للتوصل إلى إقرار دولي بتسعير المياه بشكل سياسي أو اقتصادي، لاستخدامها بشكل استراتيجي وسياسي ضد الدول المجاورة لها.
مصالح صينية في سد النهضة
وأردف أن الحكومة الصينية والإثيوبية تربطهما عدة مصالح مشتركة، تتمثل في تقديم بكين الدعم الكامل لأديس أبابا في إنشاء سد آخر على نهر عطبرة، وتنفيذ قطار كهربائي بين إثيوبيا وجيبوتي، وتقديم استثمارات في البنية التحتية للكهرباء، وفيما يتعلق بسد النهضة قدمت الصين دعما بشكل دوري من خلال تقديم المشورة التكنولوجية والصيانة للمعدات المستخدمة في السد، وماديًا قدمت بكين دعمًا بقيمة 1.8 مليار دولار في إنشاء السد.
روسيا وسد النهضة
وفيما يتعلق بالموقف الروسي من سد النهضة، أوضح خبير الشؤون الإفريقية والأمن القومي، أن موسكو تسعى للسيطرة على الاستثمارات المتاحة في المدن المجاورة لسد النهضة، فيما يتعلق بالزراعة والبنية التحتية، موضحا أن موسكو تنظر إلى مصالحها الذاتية في المقام الأول، مؤكدًا أن الحكومة الروسية لا تريد معارضة مصر كونها تمثل استقرار المنطقة، إلا أنها على الجانب الآخر لا تريد الإضرار بإثيوبيا باعتبارها واحدة من المستوردين الأساسيين للأسلحة الروسية في القارة الإفريقية، خاصة أن الجيش الإثيوبي يعتمد بشكل أساسي على موسكو في الحصول على السلاح.
واستطرد عبد الواحد، في تصريح لـ "القاهرة 24"، أنه يوجد بعض الدول ومن بينها روسيا لا تريد إصدار قرار بشكل حازم ومعادٍ ضد إثيوبيا في أزمة سد النهضة، حتى لا يتم مطالبتها أمام مجلس الأمن من قبل دول المصب التي تتشارك معها في أنهار دولية، وتكرار الموقف المصري السوداني مع تلك الدول.
إثيوبيا وحروب المياه مستقبلا
واختتم اللواء محمد عبد الرحمن، بأن إثيوبيا بما تقدم عليه من خطوات أحادية في أزمة سد النهضة، ترسخ لحرب مياه خلال الفترة المقبلة، لأن الكثير من الدول ستتجه إلى تكرار الموقف الإثيوبي والانفراد بالسيطرة على منابع الأنهار والإضرار بمصالح دول المصب.