السعودية وسلطنة عمان.. علاقات تاريخية ومستقبل واعد
توجه هيثم بن طارق سلطان عُمان، اليوم الأحد، إلى المملكة العربية السعودية، في الزيارة الخارجية الأولى له منذ توليه مهام منصبه، تلبية لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في إطار تعزيز العلاقات بين قيادتي البلدين، وتوسيعًا لآفاق التعاون المشترك وسبل تطويره في مختلف المجالات.
وفي بيان لسفارة سلطنة عمان، تم التأكيد على أن العلاقات العُمانية السعودية تكتسب أهمية قصوى في استراتيجية الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، ويتجدد التواصل بين البلدين فيما من شأنه خير واستقرار المنطقة، ولاقى ذلك التواصل ترحيبًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والعامة في البلدين.
تاريخ العلاقات السعودية - العمانية
تتمتع الدولتان بعلاقات جيدة، وتشتركان بروابط الدين والقومية والجوار، ودعمت السعودية في منتصف ستينات القرن العشرين وأوائل السبعينات الجبهة الشعبية لتحرير عمان التي اتخذت من مدينة ظفار العمانية مسرحًا لعملياتها، وثارت آنذاك على والد السلطان قابوس، ومنذ وصول السلطان قابوس إلى الحكم اعتمدت سلطنة عمان سياسة مستقلّة ومتعدّدة الأقطاب.
في عام 1981 أُسس مجلس التعاون الخليجي وضم المملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر، ووقعتا عام 2005 اتفاقية بإنشاء مجلس رجال الأعمال العُماني السعودي الذي يأتي تدعيمًا لروابط الأخوة القائمة بين البلدين ورغبة منهما في تعزيز ودعم العلاقات المتميزة.
التبادل الاقتصادي
أظهرت بيانات صدرت خلال العام 2013، أن التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان 12.3 مليار ريال، منها 6.4 مليار ريال صادرات سعودية، مقابل 5.9 مليار ريال واردات سعودية من سلطنة عٌمان، بفائض ميزان تجاري قدره 509 ملايين ريال لمصلحة السعودية.
ويشكل التبادل التجاري بين السعودية وسلطنة عُمان 0.6 في المائة من التبادلات التجارية بين السعودية والعالم في 2013، وتقيم سلطنة عمان معرض المنتجات العمانية أوبكس في أحد مدن المملكة العربية السعودية، وذلك بشكل سنوي ابتداءً من عام 2012.
طريق الربع الخالي
دشن في عام 2016 الطريق والمنفذ الجديد الذي يربط المملكة العربية السعودية بسلطنة عُمان عبر الربع الخالي.
يمتد الطريق السريع عبر منطقة الربع الخالي بطريق طوله 566 كيلومترا، حيث يختصر قرابة 800 كم، ويبدأ من طريق حرض البطحاء ويستمر باتجاه حقل الشيبة بطول 319 كلم، ثم يتجه نحو المنفذ الحدودي مع سلطنة عمان بطول 247 كلم.
وبلغت تكلفة إنشاء الطريق 945.6 مليون ريال "نحو 252.2 مليون دولار"، نظرًا لكون الطريق يمر في معظمه بكثبان رملية هائلة، فقد اشتملت الأعمال على رفع وإزاحة وتسوية تلك الكثبان بكميات كبيرة، بالإضافة إلى الأعمال الإنشائية وفق المواصفات المعتمدة.
يعتبر هذا الطريق الوحيد الذي يربط السعودية بسلطنة عمان، ثاني أكبر دول الخليج العربي من حيث المساحة، مباشرة دون المرور بدولة الإمارات العربية المتحدة وذلك من خلال مروره بالربع الخالي.
رؤية المملكة 2030 وعمان 2040
تشتمل الرؤيتان على العديد من المشاريع العملاقة والمتنوعة التي تتطلب التعاون بين البلدين لتحقيقها بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، من خلال ربط المناطق الصناعية المتطورة في المملكة بالدقم وميناء صلالة، ويكون هناك حراكًا اقتصاديًا قابلًا للتدوير والتفعيل، مما سيزيد من التبادل التجاري بين البلدين لآفاق أوسع وأرحب، خلال السنوات القليلة المقبلة.
